تعتبر قناة السويس أهم وأكبر ممر مائى يربط بين قارات العالم القديم «أفريقيا - آسيا - أوروبا»، كما أن أهميته تكمن فى حجم التجارة الدولية التى تمر من خلاله بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح الذى يحتاج لمدة زمنية أضعافاً مضاعفة عن هذا الممر المائى حيث بدأت أعمال الحفر، فحصيلة مصر التى نحققها سنوياً من عبور السفن فى هذا الممر المائى تبلغ 6 مليارات دولار سنوياً وفقاً للميزانية المصرية، أى ما يعادل 36 مليار جنيه مصرى فقط.. ويبدو هذا الرقم ضعيفاً للغاية ولا يمثل شيئاً إذا ما قورن بالإيرادات التى تحققها على سبيل المثال قناة بنما فى أمريكا اللاتينية التى تحقق سنوياً ما يزيد على 51 مليار دولار، فى حين أن طول قناة بنما يبلغ 23 كيلومتراً مربعاً فقط وليس 193 كيلومتراً مربعاً مثل قناة السويس المصرية. ومن ثم.. يكون الحديث عن تطوير وتنمية قناة السويس لزيادة العائدات التى تحقق منها حديثاً ذا أهمية قصوى لتعظيم عوائد قناة السويس، وهناك عدة مشاريع لتطوير قناة السويس وإنشاء مدينة ملاحية عالمية وميناء عالمى، والاستفادة من هذا الممر غير المستثمر حتى الآن، والهدف هو: تطوير ضفتى قناة السويس من خلال تفعيل إمكانيات قناة السويس الحالية وغير المستخدمة، بالإضافة إلى تطوير الملاحة داخل القناة، وذلك عن طريق إنشاء مراكز خدمات لإصلاح وصيانة السفن وبناء السفن وإنشاء محطات تمويل وقود للسفن وتوفير المؤن والغذاء. الخلاصة لا بد من قيام الدولة بالاهتمام بتنفيذ تطوير وتنمية ممر قناة السويس ليصبح أحد أكبر المراكز اللوجيستية العالمية، ويكون على غرار المراكز العالمية للملاحة والنقل فى هولندا وسنغافورة ودبى ما يعزز القيمة المضافة لأهمية قناة السويس ويتيح تنمية وتطوير سيناء ودعم البيئة الاستثمارية فى مصر فى الوقت الحالى، بالإضافة إلى تعظيم العائد الناتج من هذا الممر بعد إضافة هذه الخدمات ليصبح 100 مليار دولار سنوياً.