أن تتلقى كإعلامى -تعبت على نفسك وقضيت 20 عاماً متدرجاً من مذيع إذاعة لمراسل لمذيع أخبار ثم مذيع توك شو كالطير المهاجر من أمريكا للخليج لأوروبا متفانياً فى هذه المهنة- دعوة كريمة للقاء الرئيس الخلوق عبدالفتاح السيسى، فهذه دعوة تاريخية فى حياة أى إعلامى مصرى يقدرها كتتويج لخبرته فى الإعلام. أن تجلس فى حضرة رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسى، لما له من حب جم فى نفوس المصريين، وما يقوم به من سعى دؤوب لخدمة وحماية الوطن داخلياً وخارجياً، فإنه لشرف لو تعلمون كبير. أن يكون الرئيس واسع الصدر ومتفهماً لدور وقيمة الإعلام، ومتحملاً لزاجة وتملق وجهل البعض، وأن تسمع منه شرحاً وافياً بكل إخلاص وتواضع ومسئولية عن المشهد السياسى المصرى، مقتطعاً من وقته الثمين وجهده الكبير 4 ساعات كاملة ليجلس مع من يطلق عليه «نخبة الإعلاميين» فهذا وسام على صدر كل من تشرَّف بالدعوة ل«الاتحادية». لكن لى هنا وقفة مع كلمة «إعلامى».. ماذا تعنى؟ ما معايير الإعلامى؟ وعلى مَن يجب أن تُطلق؟ فهناك من كان يتنصل من هذا اللقب، وياللعجب أن تراه يتمسك بلقب إعلامى فقط فى القصر!، وآخرون من المتلونين الذين يركبون الموجة العالية: تارة مع مبارك، ثم مع الثورة، ثم تملقاً للإخوان، ثم نفاقاً مع «تمرد» و«30 يونيو»، ثم الآن يحلفون باسم «السيسى»! فهل كل من حضر هذا اللقاء يستحق شرف أن يجلس فى حضرة الرئيس؟ ثم هل كل من حضر يستحق لقب «إعلامى»؟ وهل كل من صرخ فى وجه المشاهدين وشتم مسئولاً أو سياسياً يلقّب «إعلامياً»؟ وهل كل من تملق ونافق وتسلق وانتهز الفرص وصعد على جثث الآخرين إعلامى؟ بكل صراحة وموضوعية، تحمّل الجادون والقامات الصحفية والإعلامية الكبيرة فى حضرة الرئيس، مقاطعات وتعليقات وصراخ من البعض، ومحاولات مستميتة للظهور ولفت الانتباه، وبعض من تسلق للمهنة من السلم الخلفى، لقبوا أنفسهم أوصياء على الإعلاميين أو ربما مجلس نقابة للإعلاميين، وصاروا يعلقون على حديث الرئيس ويقاطعونه بلا أى ذوق أو إتيكيت! وتلخيصاً للوضع المزرى لهذه المهنة أقول، إننا نحتاج بشدة، والآن وليس غداً، أن يكون لدينا نقابة للإعلاميين، أسوة بالصحفيين، ونقيب ومجلس نقابة منتخبون، يضعون معايير العمل الإعلامى وميثاق الشرف الإعلامى، ثم إنه يجب وضع شروط للظهور على الشاشة، وضوابط مهنية وأخلاقية للحديث على الشاشات، لأن كثيراً ممن حضروا هذا اللقاء ساهموا بشكل كبير فى زيادة حدة الاستقطاب بين الشعب المصرى. وأخيراً، سيدى الرئيس.. كل الشكر لسمو أخلاقك وتواضعك وتحمّلك لكل ما حدث، ثم كل الشكر أيضاً للواء عباس كامل والعقيد أحمد على، للتفهم والذوق العالى والحرص على إنجاح اللقاء. واسمح لى أن أناشدك سيدى الرئيس أن يكون لدى الرئاسة متحدث إعلامى، يتحدث للقنوات الفضائية وليس فقط عن طريق البيانات الصحفية المكتوبة، نريد مداخلات هاتفية لمتحدث إعلامى باسم الرئاسة، وأقترح أن يكون العقيد أحمد على لأنه خير من يقوم بهذا العمل كما عهدناه متحدثاً سابقاً للقوات المسلحة، وأدى المهمة بكل إخلاص ونجاح فى فترة شديدة الصعوبة. وعلينا نحن معشر الإعلاميين أن نطهّر أنفسنا، النقابة والنقيب وميثاق الشرف الإعلامى أصبحت الآن مسألة حياة أو موت، فإما أن نكون أو لا نكون، حتى لا تتكرر مأساة المحاضرات والصراخ والمقاطعات والتعليقات السخيفة والتزاحم للجلوس بجوار الرئيس أو الجرى وضرب الأكتاف والسباق للوقوف بجانب الرئيس فى الصورة التذكارية! يا سادة.. عيب والله! للأسف كنت أتمنى أن تكونوا على قدر الوجود فى حضرة الرئيس!