سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتواء فتنة طائفية بسبب إطلاق اسم شهيد قبطي بالفرافرة على مدرسة في سوهاج المحافظ أصدر قرار بتغيرالإسم و اشتباكات بين المسلمين و الأقباط تنتهي بمحاضر في مركز الشرطة
تسبب قرار اللواء محمود عتيق، محافظ سوهاج، الذي أصدره بالتنسيق مع نادية موسي، وكيل وزارة التعليم بسوهاج، بتغيير اسم مدرسة نجع الشيخ يوسف للتعليم الأساسي، إلي مدرسة الشهيد بطرس صابر عيسي، شهيد أحداث الفرافرة ،في حالة من الفوضى داخل القرية، أسفرت عن وقوع اشتباكات أمس الأول ،بين عدد من الشاب المسلم والقبطي بعد أن أزالت مديرية التعليم اللوحة القديمة ووضعت اللوحة الجديدة علي واجهة المدرسة مما اثار حفيظة عدد من الشباب المسلم الذين تسلقوا جدران المدرسة، واقتلعوا لوحة الشهيد ووضعوا اللوحة القديمة بدلاً منها ، رافضين قرار المحافظ ،و تدخل عدد من الشباب القبطي ودارت اشتباكات بين الطرفين، وانتقلت قوات الشرطة إلي القرية بعد تدخل كبار العائلات وتم الفصل بين الجانبين وألقت الشرطة القبض علي مثيري الشغب وسادت القرية حالة من الفوضى لم تشهدها من قبل. "الوطن" التقت العمدة حمدي شحات، عمدة القرية والذي أكد أن القرار الذي اتخذه المحافظ لم يتم دراسته جيدا، مشيراً إلى أن المسلمين والمسيحيين في نجع الشيخ يوسف لم تحدث بينهم أية خلافات علي مر التاريخ، والجميع يعيشون في محبة ولا تعرف المسلم من المسيحي فهم نسيج واحد، ولفت إلي أن أهالي قرية أولاد بهيج خرجوا بالآلاف لتشيع جثمان الشهيد بطرس صابر، شهيد مذبحة الفرافرة، مؤكداً أن المسلمين ،رجالاً و نساءً ،بكوا حزنا علي فراق الشهيد الذي كان يتمتع بحب الجميع في القرية، وأوضح أنه فور سماعه بوجود مشكلة بين الشباب المسلم والمسيحي في نجع الشيخ يوسف انتقل علي الفور بصحبة كبار العائلات وتم الفصل بين الجانبين وأكد أنه كان لسرعة تدخل رجال الشرطة الأثر الكبير في الحد من تفاقم الموقف، كما أن لجان المصالحات بالتنسيق مع عمد ومشايخ العائلات بدأت في عقد لقاءات لإيجاد حل لهذا الخلاف الذي يحدث لأول مرة في القرية وأوضح بان وكيلة وزارة التربية والتعليم لم تقم بدراسة الموقف جيدا لأن المدرسة تحمل أسم الشيخ يوسف وهو من أولياء الله الصالحين في المنطقة وله مقام شهير يعرفه جميع أهل القرى والنجوع المجاورة كما أن النجع يحمل اسمه . وأضاف محمود عبد العال حسن، شيخ ناحية قرية نجع رشوان وأحد أعضاء لجنة الصلح بين الجانبين بأن قرار محافظ سوهاج ،قرار غير مدروس لطبيعة ارتباط أهل الصعيد بالمشايخ وأولياء الله الصالحين، فكان من المتوقع ان تحدث اعتراضات من قبل المسلمين لأن المدرسة تحمل اسم رمز من رموز القرية ، واستغرب كيف تغفل مديرية التربية والتعليم بسوهاج هذا الجانب وأضاف بأن نجع الشيخ يوسف يعيش فيه حوالي 5 ألاف نسمة وأن نسبه المسلمين بالنجع تبلغ 60% وهو نجع له جذور تاريخية، وتعيش فيه عائلات كبيرة مثل "بيت الشيخ وقاقه وكيلاني ودهيس وعويضه و حسان" وأكد أن حل هذا الخلاف هو إطلاق اسم الشهيد بطرس علي أحد شوارع القرية أو أي مدرسة أخري من مدارس مركز العسيرات وأكد أن الموضوع خطير ويجب العمل علي حله في أسرع وقت. فيما أكد الدكتور عبد العزيز محمد علي، عضو مجلس الشعب السابق بمركز العسيرات، بأن أهالي المنطقة المسلمين والمسيحيين في مركز العسيرات نسيج واحد يسود بينهم المحبة والأخوة، ولم تحدث خلافات بينهم، وأكد أن عدد المسلمين في تشيع جنازة الشهيد بطرس كان يفوق عدد المسيحيين والجميع خرج يندد بالإرهاب الذي تشهده البلاد وأشار إلي أن الخلاف تسبب فيه محافظ الإقليم ووكيلة وزارة التربية والتعليم لأنه كان يجب اخذ رأي كبار العائلات وأهل المنطقة، في تغيير أسم المدرسة قبل اتخاذ هذا القرار وأكد بأنه يجري حاليا دراسة إطلاق أسم الشهيد بطرس شهيد الواجب علي أحد شوارع القرية حلا لهذا الخلاف ومنعا لتفاقم الموقف. ومن جانبها نفت نادية موسي، وكيل وزارة التربية والتعليم ،ما يثار حول التنسيق بينها و بين المحافظ قبل اتخاذ القرار ، و أدانت الواقعة مشيرة إلى أن تغيير أسم المدرسة تم بدون تخطيط وبدون الرجوع لمديرية التعليم بسوهاج، وحملت وكيلة الوزارة مجلس مدينة جرجا مسئولية الفتنة التي حدثت عقب تكليفهم مدير إدارة جرجا التعليمية بوضع لوحة علي المدرسة باسم الشهيد بطرس كما أن إدارة جرجا التعليمية لم تخطر مديرة التعليم بالمحافظة بتلك الواقعة، وأكدت أن تغيير اسم مدرسة تحمل أسم شيخ من أهالي المنطقة بأحد الشهداء الأقباط كان من المتوقع أن يحدث حالة من الارتباك والمشاحنات، وأكدت أنها أعدت مذكرة بجميع التجاوزات التي حدثت ، وتم عرضها علي محافظ الإقليم لاتخاذ القرار المناسب بشأنها وأشارت إلي أن قسم التخطيط بتعليم سوهاج لم يكن لديه علم بالتغييرات التي حدثت في اسم المدرسة وأكدت أن ما حدث خطأ كبير وأوضحت ان الشهداء الأقباط يمكن أن يتم إطلاق أسمائهم علي مدارس مسيحية حتى لا تحدث فتنة ،مشددة على أن القرار الصحيح هو الإبقاء علي أسم المدرسة السابق حلا لتلك المشكلة .