فى انتقاد مبطن للإدارة الأمريكية، رأت غالبية الصحف الأمريكية أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى روسيا فتحت أبواب السلاح والأسواق والتجارة الحرة أمام مصر، وهى الجوانب الأكثر صعوبة فى العلاقات المصرية الأمريكية حالياً. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن روسيا سعت لتعزيز تعاونها الاقتصادى والعسكرى مع مصر على خلفية التوتر فى علاقات أمريكا مع مصر، التى كانت تمثل الحليف القوى للولايات المتحدة منذ سنوات بعيدة. وعددت الصحيفة مغزى عرض الأسلحة الذى شاهده «السيسى» لدى نزوله من الطائرة فى روسيا، والذى تضمّن عربات عسكرية وأنظمة صواريخ، فيما بدا الرئيس السيسى يستمع بعناية إلى الشرح الذى قُدم له عن الأسلحة الروسية التى ستصبح مصدراً رئيسياً للتسليح فى مصر بعد إحجام أمريكا عن توفير احتياجات القاهرة من السلاح. وفى السياق ذاته، قال تقرير لموقع «ياهو» إن الروس حددوا أهدافهم من الزيارة جيداً، وفى صدارتها الفوز بجزء من صفقات السلاح المصرية، لا سيما أن القاهرة تخوض حرباً ضد الإرهاب، فيما امتنعت واشنطن عن تسليمها مزيداً من طائرات الأباتشى ذات القدرة العالية فى تدمير البؤر الإرهابية. وألمح التقرير إلى أن البلدين باتا قريبين من صفقة سلاح جديدة بقيمة 3 مليارات دولار تضم صواريخ وطائرات قتالية بتمويل سعودى إماراتى. وعدّد الموقع الإشارات الناعمة الدالة على الرغبة المشتركة لتعزير العلاقات بين البلدين منذ وقت مبكر، ومنها أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تمنى للسيسى التوفيق فى الانتخابات الرئاسية المصرية، حتى قبل الإعلان عن فتح باب الترشيح للانتخابات. كما قرن بوتين أقواله بالأفعال عندما تعهد بتسريع صفقة سلاح لمصر ب3 مليارات دولار وعلاقات تجارة حرة قوية مع موسكو وحلفائها فى بيلاروس وكازاخستان. وبدت «كيمياء الرئيسين»، متوافقة إلى حد كبير، عندما قال بوتين: «نعمل من أجل تطوير التعاون التكنولوجى والعسكرى وإرسال الأسلحة إلى مصر»، فرد السيسى: «إن جميع المصريين يتطلعون إلى مستوى أعلى من العلاقات، وأتوقع أن نحقق التطلعات». فيما توقفت صحيفة «لاس فيجاس» الأمريكية ووكالة رويترز للأنباء عند استقبال السيسى بعرض عسكرى تضمّن نماذج من الأسلحة الروسية التى يمكن أن تشكل صفقة سلاح روسية كبيرة لمصر، فى إشارة عميقة الدلالة للموقف الأمريكى الذى أحجم عن تقديم طائرات الأباتشى التى وعد بها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى القاهرة قبل أكثر من شهرين دون جدوى، وذلك على الرغم من تأكيد واشنطن أنها ضمن دعم حرب مصر على الإرهاب. ولفتت الصحيفة إلى زيادة مصر صادراتها الزراعية إلى روسيا بنسبة 30%، مع وجود توجه لمضاعفة النسبة قريباً، وذلك بعد حظر العديد من الدول الغربية الصادرات الزراعية إلى روسيا.
