على ضوء الكشاف، جلس الرجل الستينى وسط بضاعته الغذائية داخل محله، يتحسر على ما أفسده استمرار انقطاع التيار الكهربائى بسوق الهانوفيل فى الإسكندرية، بعد انتهاء إجازة العيد التى لم تشهد انقطاع الكهرباء ولو لساعة واحدة «الوسطية حلوة، يعنى النور إما يقطع بالساعات ويخرب بيوتنا، أو ما يقطعش أبداً». حالة من الغضب الشديد، انتابت محمد عباس، صاحب سوبر ماركت بالسوق، فالظلام امتد ل9 ساعات متواصلة دون رجوعه دقيقة واحدة، «قبل العيد كان بيقطع ساعة وييجى ويرجع يقطع تانى والبضاعة مابتلحقش تفك وتبوظ، دلوقتى بقى يقطع ساعات طويلة والأكل مابيلحقش يجمد، ولو فضلنا على الحال ده المحل هيقفل». مع استمرار انقطاع الكهرباء قلت حركة الزبائن على محل «محمد» فيقول: «الناس بقت تخاف تشترى زى الأول، بيفتكروا الأكل بايظ وقليل اللى بييجى يشترى أكل معلّب». وسط الظلام والعتمة، قرر «محمد» أن يخرج أكياس الأغذية من ثلاجة محله ويضعها أمامه، «قبل العيد اشتريت بضاعة تكفينى سنة عشان قالوا النور مش هيقطع فى العيد، ولما خلصت الإجازة، الحكومة عوّضت فينا أيام العيد اللى النور ماقطعش فيها»، مضيفاً «مالقتش حل غير إنى أحطهم قدامى فى الهوا عشان مايبظوش من الكتمة، وفيه محلات كتير جنبى قفلت من كتر الحاجات اللى خسروها فى اليومين اللى فاتوا، بس أنا ماليش غير المحل ده اللى بصرف منه على بيتى وماقدرش أقفله، وباتمنى الحكومة تخف علينا شوية وترجع لنا النور زى الأول، واحنا راضين بقطع ساعة يوماتى».