كشف مقترح أعدته وزارة البترول إلى المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء عن إلزام شركات الأسمنت باستخدام الفحم كوقود بديل للغاز الطبيعى يناير المقبل، وذلك لتوفير كافة كميات الغاز إلى محطات توليد الكهرباء لمنع قطع التيار الكهربائى عن المواطنين بالمحافظات. وقال مصدر بوزارة البترول فضل عدم ذكر اسمه ل«الوطن» إن مقترح البدء فى يناير لتعميم تجربة الفحم فى قطاع الصناعة جاء لحين الوصول إلى صيغ نهائية مع وزارة البيئة والحصول على موافقة كتابية ورسمية قبل تنفيذ القرار على أرض الواقع، مشيراً إلى أن استخدام الفحم فى صناعة الأسمنت كوقود بديل للغاز الطبيعى جزء من الخطة القومية لترشيد دعم الطاقة خلال 5 سنوات، والتى بدأت برفع أسعار الوقود، خاصةً أن الدعم لم يحقق أى مصلحة للدولة أو للمواطن محدود الدخل. وأشار إلى أن قطاع البترول يعمل حالياً على تنويع مصادر الطاقة السنوات المقبلة باستخدام الفحم بنسبة 10% من خلال خلال ضوابط قانونية تطبق على أصحاب المصانع المخالفة، خاصة مع ارتفاع سعر استيراد الغاز المسال إلى 13 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية، مشيراً إلى أن استخدام الفحم فى الصناعة يوفر للدولة 4.5 مليار دولار خلال 3 سنوات، وقال إن محطات توليد الكهرباء لها الأولوية فى الحصول على الغاز لمنع قطع التيار الكهربائى عن المواطنين، خاصة فى فصول الصيف التى تستهلك 60% من معدلات الاستهلاك اليومية. فى المقابل، تستعد شركات «السويس للأسمنت ولافارج والعربية للأسمنت» خلال أغسطس المقبل للتعاقد على شحنات استيرادية من الفحم البترولى لبدء تشغيل مصانعها بالطاقة البديلة «الفحم» حسب الاتفاق المبرم مع الحكومة، وقال مصدر مسئول ب«لافارج» للأسمنت إن الشركات تعهدت بالحفاظ على معدلات الانبعاث الكربونى بعد استخدام الفحم بالمصانع مطلع العام المقبل. ووفقاً لمخاطبات الشركات المدرجة بالبورصة المصرية بدأت شركات الأسمنت، كثيفة الاستهلاك للطاقة، أولى خطواتها للاعتماد على الفحم بديلاً للغاز الطبيعى والمازوت فى الإنتاج، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الذى اتخذه فى أبريل الماضى بإدراج الفحم ضمن منظومة الطاقة فى صناعة الأسمنت بمصر، بعد إجراء الدراسات، كما قررت المجموعة الاقتصادية فى الشهر ذاته، السماح لشركات الأسمنت باستخدام الفحم فى صناعة الأسمنت وفقاً للضوابط المعمول بها، على أن يتم التقييم خلال 3 أشهر. وبدأت شركة «أسمنت سيناء» الإجراءات التنفيذية وفقاً لبيان رسمى أرسلته الشركة إلى إدارة البورصة قبل العيد مباشرة لإقامة طواحين للفحم وتعاقدت مع شركة «إف إل سميث» الدنماركية لتوريد المعدات اللازمة، وذكرت الشركة فى بيانها للبورصة، أنها بصدد إجراء التعاقدات مع المقاولين والموردين المحليين لتجهيز المصنع للعمل بالفحم بديلاً عن الغاز والمازوت. فى ذات السياق، صرحت شركة مصر بنى سويف للأسمنت، بأنها ما زالت تدرس عقد عرض شراء معدات فحم من شركة فرنسية، للحصول على أفضل العروض، إلا أنها لم توقع عقداً نهائياً. ويوجد بمصر نحو 24 مصنعاً للأسمنت، تستهلك 8% من الطاقة، كما تزاحم محطات الكهرباء فى الوقود، فيما تستهلك مصانع الأسمنت مع الحديد والسيراميك نحو 33% من إنتاج الغاز فى البلاد.