قال الشيخ عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف إن المشيخة انتهت من وضع خططها لمواجهة الغش خلال امتحانات الدور الثانى للثانوية الأزهرية سواء بالمعاهد نفسها، أو عبر التسريب الإلكترونى على شبكات التواصل الاجتماعى، وذلك عبر نظام المراقبة الإلكترونية الذى يضع الفنيون بالمشيخة اللمسات الأخيرة له، حيث سيجرى تتبع أى صفحة تنشر تسريباً لسؤال أو لورقة أسئلة وتتعامل معها، مضيفاً فى تصريحات ل«الوطن» أن الاستعدادات تمت بالقطاع والمشيخة للدور الثانى، وأن الرقابة على الامتحانات ستكون أشد من أى وقت سابق لمنع الغش تماماً. فيما أوضح الشيخ جعفر عبدالله، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ل«الوطن» أن أبرز الاستعدادات لامتحانات الدور الثانى، التى ستبدأ فى 16 أغسطس المقبل، كانت بتقليص عدد المعاهد التى ستعقد فيها الامتحانات إلى النصف، لتصير 400 لجنة امتحانية بدلاً من 856، مشيراً إلى أنه جرى نقل جميع اللجان الامتحانية من القرى النائية إلى المدن حتى يسهل مراقبتها، وكذلك لمنع حالات الغش الجماعى ومحاولات الأهالى لتغشيش أبنائهم بالقوة، كما كان يحدث فى امتحانات الدور الأول. وأكد أن الاستعدادات تشمل أيضاً تجهيز القوافل التفتيشية التى ستزور جميع محافظات الجمهورية فى أيام الامتحانات لمكافحة الغش، لافتاً إلى أنه سيرأس بنفسه إحدى تلك القوافل يومياً. فى سياق متصل، علمت «الوطن» من مصادر بقطاع المعاهد أن هناك قراراً سيصدر بتغليف مظاريف الأسئلة بأغلفة بلاستيكية، على أن يجرى تشميعها بالشمع الأحمر، وذلك لاكتشاف القطاع سهولة تسرب الأسئلة من المظاريف الورقية وإعادتها بطرق مختلفة. وأكدت المصادر أن حرب المشيخة والقطاع ضد الغش ستكون موجهة فى الأساس ضد بعض المسئولين الذين تحوم الشكوك حولهم بضلوعهم فى تسريب امتحانات الدور الأول، مشيراً إلى أن القطاع وهيئات رقابية وأمنية تتابع عدداً من المسئولين ببعض المحافظات، وذلك بعد أن كشفت تحقيقات أولية عن تكوين «مافيا» تسريب امتحانات منذ أعوام، وذلك لغرضين، الأول مادى وهو بيع الامتحانات، والثانى سياسى، حيث انضم إلى هؤلاء الفاسدين أشخاص منتمون لجماعة الإخوان، سواء من مدرسين أو مسئولين ظلوا كخلايا نائمة فى العملية التعليمية بالأزهر لإفسادها، كما حاولوا إفسادها بالجامعة انتقاماً من الدولة، ومن مواقف الأزهر المضادة لهم، كاشفاً عن إجراء تحقيقات إدارية مع بعض المسئولين المشتبه فى تسريبهم للامتحانات بعد نهاية امتحانات الدور الأول. من جهة أخرى، انتهى الأسبوع الأول من الشهر الذى حدده قطاع المعاهد الأزهرية لتلقى طعون طلاب الثانوية الأزهرية فى تصحيح أوراق إجاباتهم. وقال الشيخ صالح عباس، مدير الكنترول بقطاع المعاهد الأزهرية، ل«الوطن» إن الكنترول استقبل قرابة 3 آلاف تظلم، غالبيتها من البنين، مضيفاً أن الكنترول يعمل بأقصى طاقته لتلبية رغبات الطلاب ومساعدتهم، ويتعامل باهتمام تام مع كل طعن يقدم. فيما رفض الشيخ جعفر عبدالله، رئيس القطاع، شكاوى العديد من الطلاب باكتشافهم أسئلة غير مصححة فى أوراق إجاباتهم، وقال إن «جميع الأوراق جرى تصحيحها ومراجعتها، وأى سؤال سيكتشف بلا تصحيح سيعرض المصحح والمراجع للمساءلة القانونية»، مؤكداً أن جميع التظلمات ستعرض على مستشارى المواد للبت فيها. من جهته، قال الدكتور هانى حرب، المشرف العام على التنسيق بجامعة الأزهر، ل«الوطن» إن معامل التنسيق الأربعة ستفتح أبوابها للطلاب الناجحين بالدور الأول بالثانوية الأزهرية، السبت المقبل، ولمدة أسبوع، على أن يبدأ التنسيق الإلكترونى الخميس المقبل. وأضاف «حرب» أن عدد من سيتقدمون لتنسيق الأزهر يبلغ 41 ألف طالب وطالبة، ويتبقى 60 ألفاً آخرين للدور الثانى، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أن هذا العام هو الثالث على التوالى فى تجربة التنسيق الإلكترونى بالأزهر، وكان تفاعل الطلاب معه كبيراً فى العامين السابقين. وأوضح «حرب» أن الطلاب بوسعهم التقديم إلكترونياً عبر بوابة الحكومة أو عبر 4 معامل مخصصة للتقديم الورقى بطنطا وأسيوط، إضافة إلى معملين بالقاهرة، أحدهما داخل الجامعة فوق فرع البنك الأهلى، وآخر بالمدينة الجامعية بنين.