سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كالعادة: المصريون يموتون و«الدولة» تشجب تضارب فى أرقام العمال القتلى فى ليبيا بين 17 و23.. و«الخارجية»: ندين بأشد العبارات.. وسياسيون: دبلوماسيتنا فاشلة و«مشلولة»
بعد 70 قتيلاً مصرياً فى ليبيا خلال 10 أشهر فقط، وبعد مئات المحتجزين والمختطفين، اكتفت وزارة الخارجية المصرية، أمس، بإصدار بيان يدين ويستنكر ويشجب مقتل عدد من العمال المصريين فى منطقة «الكريمية» فى العاصمة الليبية طرابلس، بسبب سقوط صاروخ «جراد» على المنزل الذى يسكنون فيه، ولم يتضمن البيان تحديداً لعدد القتلى الذين تضاربت الأنباء بشأنهم؛ إذ تقول تقارير إنهم 23، بينما تقول تقارير أخرى إنهم 17 بينهم سودانيون. وقالت مصادر ليبية ل«الوطن»: «إن الصاروخ سقط أثناء الاشتباكات الدائرة بين ميليشيات إسلامية على رأسها تنظيم الإخوان، وأخرى معارضة لها»، فيما وجّه الجيش الوطنى الليبى، التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر، الاتهام للميليشيات الإخوانية فى طرابلس. وقال الناطق باسم الجيش، محمد الحجازى، ل«الوطن»: «إن المعلومات التى لدينا تشير إلى مقتل نحو 23 عاملاً، وأغلبهم من المصريين، لكن لدينا صعوبة من التأكد من هذه الحصيلة فى ظل تردى الاتصالات فى طرابلس نتيجة الاشتباكات الدائرة». من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً متأخراً عن الحادث، قالت فيه: «إن مصر تدين بأشد عبارات الإدانة مقتل عدد من المصريين فى منطقتى الكريمية والسوانى بمدينة طرابلس». وطالبت الحكومة الليبية بتحمل مسئولياتها والتحقيق فى ملابسات الحادث البشع وموافاتها بشكل فورى بالطرف المتسبب فى هذه الجريمة النكراء لمحاسبته. وأضافت أن السفارة المصرية تواصل اتصالاتها مع الجهات الليبية، لتحديد عدد القتلى بدقة، وإعادة الجثامين إلى الوطن. وقال الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «إن وزارة الخارجية المصرية لا حول ولا قوة لها ولا تملك أكثر من أن تدين الحادث وتتسلم الجثامين؛ لأن الحرب هناك أكبر من (الخارجية)». واتهم الدكتور وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسية، وزارة الخارجية بالضعف الشديد، مضيفاً: هناك جمود وشلل فى الدبلوماسية المصرية؛ لأنها ما زالت تحافظ على دورها فى كتابة بيانات الشجب والإدانة منذ 30 عاماً. وقال الدكتور مختار غباشى، رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن «الخارجية» المصرية لم تعِ أن مصر بدأت تستعيد دورها كدولة كبيرة ومحورية، ومن ثم يجب على الدبلوماسية المصرية أن تتصرف بناءً على ذلك، بعيداً عن هذا الأداء الضعيف والباهت. ورفض محمود العلايلى، سكرتير حزب المصريين الأحرار، تحميل «الخارجية» المسئولية؛ لأنها ليست مسئولة عن تأمين البلاد الأخرى، ولكن عملها هو الإرشاد والمنع من السفر إلى تلك الأماكن الملتهبة.