فرحة تطوقها قلوبهم منذ زمن بعيد، يقتسمها فريقان، أحدهما حريص رغم كل الظروف على توزيع ملابس العيد كل عام، لينال أجر وثواب إدخال السرور على قلوب البسطاء، الذين بدورهم يمثلون فريقاً يستقبل عطاياهم فرحين مستبشرين بقدوم العيد، بعد أن تمكنت منهم لحظات اليأس وفقدان الأمل من تحقيق أمنية ارتداء ملابس جديدة. أيتام جزيرة الذهب بمنطقة المنيب كانوا على موعد مع فريق بكرة أحلى، فسعادتهم لن تكتمل إلا بحضورهم محملين بشنط الملابس، تهليل وابتسامات وأحضان يصنعها 4 شباب، يقدمون الملابس الجديدة لأسر الأطفال المحرومين من العائل، بعد أن تحملوا فى سبيل ذلك مشقة السير مسافات طويلة فى ظل ارتفاع درجات الحرارة من مناطق المرج والبساتين والسلام وصولاً إلى منازلهم البسيطة فى كورنيش المعادى. «يلا روق دولابك» عنوان حملة طرق الأبواب التى انطلقت لجمع الملابس القديمة الفائضة عن حاجة بيوت القادرين لنقلها مباشرة إلى منازل الأيتام فى جزيرة الدهب التى اختارها الفريق لأسباب عديدة، بحسب محمود إبراهيم «مؤسس مبادرة بكرة أحلى» «بنعمل 3 حملات طول السنة، فى الصيف والشتا والأعياد لأن أهلها مش عندهم أى حاجة تفرحهم كفاية أنهم علشان ياكلوا بجنيه عيش بيركبوا معدية ومفيش حواليهم أى مستشفى أو وحدة صحية». يحرص محمود وزملاؤه على كى الملابس وتنظيفها قبل توزيعها على الأيتام من منطلق الشعور بأنها جديدة «قبل ما نروح بناخد معانا الهدوم نضيفة ومكوية ومقاسات مختلفة، وألوان مناسبة للموضة، علشان يشعروا بفرحة العيد واللبس الجديد»، أيتام جزيرة الذهب بدورهم بإمكانهم إسعاد الفقراء على طريقتهم ممن يعتبرونهم أسوأ حالاً منهم، يجمعون اللعب التى استمتعوا بها ليمنحوها للفقراء والمحتاجين من أبناء الجزيرة، بحسب محمود «الأيتام اللى عمرهم أكتر من 12 سنة، اتبرعوا للأطفال من فقراء الجزيرة باللعب اللى فى بيوتهم علشان هما كمان يفرحوا زيهم فى العيد». عشرات الشباب يجلسون متراصين لساعات متأخرة من الليل، يكتمون ما فى صدورهم عما تحويه الأكياس المكدسة أمامهم تنفيذا للغرض النبيل الذى اتفق عليه فريق Tomorrow فى مبادرة «العيد فرحة» لكساء أكثر من 400 طفل فقير فى حفل خيرى بسيط بمنطقة كبريت، الرائد، الهيشه، وأبوسيال فى السويس، لكن حالة اللامبالاة التى فاقت حدها هذا العام من المتبرعين عن أعوامهم الثلاثة الماضية، أخرجت الجميع عن صمتهم تحت شعار: «الفقير واليتيم.. مش حيوانات يا تكسوهم يا ترحموهم من فضلاتكم».