يهيبون بمصر أن ترسل جنودها دفاعاً عن غزة، مستفزين فيها نخوتها العربية. هؤلاء الذين لم يتورّعوا عن قتل هؤلاء الجنود وهم صائمون، لأنهم جنود فى جيش كافر لدولة كافرة. فكيف تطلبون من جيش كافر ودولة كافرة -كما تقولون- أن تهب لإنقاذكم ولم تطلبوا نجدتكم من جيش مسلم ومؤمن فى تنظيم داعش وجبهة النصرة؟ أليس هؤلاء هم الأولى بنجدتكم من جيش مصر الكافر، الذى تستحلون دماءه، فتريقونها على رمال الصحراء تقرّباً من الله؟! لماذا تقيمون الدنيا ولا تقعدونها على حال، لمقتل المسلمين فى غزة، بينما يغمركم الفرح لمقتل المسلمين فى العراق وسوريا وليبيا واليمن بالأيدى المتوضئة من رجالكم؟ أليس هؤلاء مسلمين مثل مسلمى غزة؟ فلماذا تستحلون قتل المسلم بيد المسلم، رغم أن الإسلام ينكر قتل المسلم بيد أخيه المسلم؟ وإذا كانت «داعش والنصرة» وغيرهما من تنظيماتكم المسلمة قادرة على مواجهة جيوش نظامية فى الدول التى يحاربون فيها. فلماذا يضنون برصاصهم على صدور بنى إسرائيل من اليهود ويدخرون رصاصهم لصدور المسلمين وحدهم؟ لماذا لا يهب لنجدتكم «أنصار بيت المقدس» وقد أثبتوا قدرة فائقة على الحرب والقتل فى مواجهة جنود مصر وشرطتها. أم أن القدس قد انتقلت إلى سيناء وأصبح الجيش المصرى هو الذى يدنّسها بالاحتلال الذى يوجب عليكم تحريرها منه؟ لماذا لا تطلبون من الجيش التركى أو الجيش القطرى الأكثر إسلاماً من الجيش المصرى أن يهب لإنقاذكم؟ كيف تطلبون ذلك من جيش تترصّدون جنوده بالقتل غيلة فى سيناء. وتنتظرون أن يهرع لإنقاذ قاتليه؟ وما جدوى سلاحكم الذى عملتم على تخزينه أم أنكم تدخرونه لقتل المصريين فقط؟ وإذا كنتم فى حاجة إلى من يسارع لنجدتكم، فلماذا رفضتم المبادرة المصرية التى تقضى بوقف العدوان عليكم، بحجة أنها لم تمنحكم الثمن المطلوب من الحرب، فما الثمن الذى تستحقونه لقتل آحاد الجنود من إسرائيل مقابل مئات القتلى والجرحى من الشعب الفلسطينى؟ كيف تطلبون ثمناً للدم الفلسطينى، إلا إذا كنتم تتاجرون به وتهدرونه بهدف المساومة عليه؟ وإذا كنتم غير قادرين على مواجهة إسرائيل وحدكم دون مساعدة من آخرين فلماذا تستفزونها للهجوم عليكم، إلا إذا كان دور الضحية الذى تعودتم على القيام به قد أصبح يدر عليكم الأموال الطائلة بحجة تعويض خسائركم. لقد ظهرت «حماس» على حقيقتها التى كنا نؤكدها، وتنكرها هى على الدوام، فهى ليست جماعة مقاومة، بل هى جماعة مساومة أو مقاولة على الدم الفلسطينى!!