هددت فرنسا وبريطانيا والمانيا، اليوم، روسيا ب"عقوبات" جديدة إذا لم يقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا، بالسماح بحرية الوصول إلى منطقة تحطم الطائرة الماليزية. واقترحت استراليا على شركائها في مجلس الأمن الدولي، تبني قرارً يجبر الانفصاليين على السماح بحرية الوصول الآمن إلى موقع تحطم الطائرة. ويطلب مشروع القرار الاسترالي، من الدول والمعنيين في المنطقة التعاون في إجراء تحقيق دولي كامل ومستقل. وتتهم واشنطن الانفصاليين بإسقاط الطائرة بصاروخ مصدره روسيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لشبكة "سي إن إن" إنه من الواضح جدًا أن الأمر يتعلق بنظام تم نقله من روسيا إلى أيدي الانفصاليين، مشيرًا إلى أن نظام الصواريخ من طراز اس اي – 11. وأضاف كيري، أن واشنطن تمتلك "أدلة وضعية واستثنائية" تبين تورط الانفصاليين، قائلا: "حصلنا على صور لإطلاق الصاروخ، ونعلم مساره، ونعرف من أين أُطلق، ونعرف التوقيت". وتابع: "الوقت ذاته الذي اختفت فيه الطائرة من الرادار، نعلم أيضا، عبر تسجيل صوتي، أن الانفصاليين كانوا يتفاخرون بإسقاطها". وبحسب وسائل إعلام أمريكية فإن روسيا استعادت منظومة الصواريخ، من أيدي الانفصاليين بعد إسقاط الطائرة. وجاء في بيان للحكومة البريطانية، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أبلغ بوتين أن المؤشرات تبين تورط الانفصاليين، وأكد له أنه إذا كانت روسيا تريد تحميل آخرين المسؤولية فعليها أن تقدم أدلة ذات مصداقية ومقنعة". وفي مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، أدان الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو حالات "سرقة ونهب بطاقات اعتماد" تعود للركاب، الأمر الذي وصفته ميركل ب"غير المقبول". كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وكاميرون وميركل اتفقوا، اليوم، على أن يطالبوا بوتين بإقناع الانفصاليين الأوكرانيين بأن يسمحوا لعناصر الاغاثة والمحققين بحرية الوصول إلى كامل منطقة كارثة الرحلة "ام اتش-17" لأداء مهامهم، وفق بيان للرئاسة الفرنسية. وأضاف البيان أنه إذا لم تتخذ روسيا على الفور التدابير الضرورية، سيستخلص الاتحاد الأوروبي إجراءات، خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية الذي سينعقد الثلاثاء. وأكدت الحكومة البريطانية، في بيان، أن القادة الثلاثة اتفقوا على أن يعيد الاتحاد الأوروبي النظر في تعامله مع روسيا، وعلى أن يكون وزراء الخارجية مستعدون لفرض عقوبات جديدة على موسكو عندما يلتقون، الثلاثاء، خلال مجلس الشؤون الخارجية في بروكسل. ووصف كيري الوضع في مكان حادث سقوط الطائرة ب"البشع"، قائلًا إن الانفصاليين يعيقون التحقيق، وأن هناك تقارير عن مقاتلين انفصاليين ينقلون الجثث والادلة من الموقع. وكانت منظمة الأمن والتعاون أعلنت، اليوم، أن مراقبيها أبلغوا أن 169 جثة انتشلت من موقع تحطم الطائرة الماليزية وضعت في عربة قطار مبردة في انتظار وصول الخبراء الدوليين. من جهته أكد القيادي الانفصالي في دونيتسك الكسندر بوروداي، أن نقل الجثث كان ضروريًا من أجل حمياتها من الحرارة والحيوانات المفترسة. وقال إنه تم نقل 156 جثة إلى توريز (مدينة قريبة من موقع الحادث) في عربات مبردة، لحين حضور المحققين.