قال الدكتور جمال زهران، أحد مؤسسى تحالف العدالة الاجتماعية الانتخابى، عضو مجلس الشعب الأسبق، إنه يوجد مؤشرات عديدة تدل على عودة قيادات الحزب الوطنى المنحل إلى البرلمان، وتصدرهم للمشهد السياسى مجدداً، واصفاً السماح بترشحهم فى الانتخابات ب«انتكاسة حقيقية». ■ هل تتوقع عودة نواب الحزب الوطنى المنحل إلى البرلمان بعد الحكم القضائى بأحقيتهم فى خوض الانتخابات؟ - نعم، وكل المؤشرات تدلل على ذلك، من أهمها أن عدداً من الأحزاب الكبيرة، على رأسها حزب الوفد ضم شخصيات سياسية كانت مدعمة من الحزب الوطنى، مثل الدكتور مصطفى الفقى، وهانى الناظر، فضلاً عن عدد كبير من قيادات الحزب المنحل التى تنوى خوض الانتخابات ضمن تحالف الوفد المصرى. أما المؤشر الثانى فيتعلق بقدرة قيادات «الوطنى» على غسيل سمعتها من خلال الدخول فى تحالفات انتخابية، والظهور فى وسائل الإعلام باعتبارها ضمن المبادرين بالمشاركة فى إجراءات الإصلاح الاقتصادى والسياسى. ■ هل ترى أن أحزاب المعارضة تشارك إعادة قيادات الحزب الوطنى للمشهد السياسى؟ - من المؤسف أن تكون هذه الأحزاب التى تدعى المشاركة فى ثورة 25 يناير، مشاركة فى استقرار دولة الفساد والمحسوبية والمال والإرهاب مرة أخرى، وتلعب دوراً فى غسل سمعة قيادات المنحل الذين أفسدوا مصر، وضمها لقوائمها الانتخابية.. وأعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد مفاجآت خلال إجراءات انتخابات مجلس النواب. ■ ما هذه المفاجآت؟ - انتخابات مجلس النواب ستأتى ببرلمان مهجن، ومن وضعوا القانون أرادوا ذلك، وأسندوا قوة الفوز بمقعد برلمانى إلى من يمتلك المال، وحاولوا عودة تحكم العصبيات فى الدوائر الانتخابية، أما المفاجأة الأكثر خطورة هو حكم محكمة الأمور المستعجلة بالإسكندرية التى قضت بمنع قيادات الإخوان من الترشح فى الانتخابات.. والسؤال الآن هل سيصدر حكم جديد، أو قرار مماثل، بأحقية الإخوان فى خوض الانتخابات على غرار قيادات الوطنى، خاصة أن القضاء لا يتم تفصيله لفريق بعينه، ونحن نعيش أزمة حقيقية. ■ كيف يمكن تطبيق العزل السياسى لقيادات الوطنى، والدستور الجديد لم ينص على هذا الإجراء؟ - الثورات حينما تقوم فى البلاد يكون الهدف منها إسقاط الأنظمة الخربة، والشرعية الثورية إحدى الأدوات التى تسبق النصوص الدستورية، ويمكن من خلالها تحقيق العزل السياسى لرموز الدولة الفاسدة، وإجراء المحاكمات الثورية وتحقيق العدالة الانتقالية، خاصة أن مصر شهدت ثورة يناير والموجه الثانية منها فى 30 يونيو، إلا أن الواقع ما زال قاتماً، ولم تتحقق أى من ثمار الثورتين. ■ ما الآلية التى تراها مناسبة لمنع قيادات الوطنى من المشاركة فى الانتخابات والعودة للمشهد السياسى مجدداً؟ - أطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإصدار تشريع ثورى يقضى بمنع قيادات الوطنى والإخوان الإرهابيين، من خوض انتخابات مجلس النواب لمدة لا تقل عن 10 سنوات، وبالمناسبة لجنة الإصلاح التشريعى التى شكلها الرئيس قادرة على إجراء هذا التعديل، ولن يكون مخالفاً للدستور، لأنه سيستمد شرعيته من ثورتين، كما أدعو الرئيس لتأجيل الانتخابات البرلمانية لفترة من الوقت حتى تتمكن القوى السياسية من ترتيب أوراقها لخوض الانتخابات بصورة أقوى.