دقائق ويُرفع أذان المغرب المنتظر، اشتياق أسرة «على» إلى ساعة الإفطار يزيد لحظة تلو الأخرى، فجأة ينقطع تيار الكهرباء، يصمت الجميع فى انتظار عودته «إن شاء الله نص ساعة ويرجع زى كل يوم»، خرج الشاب العشرينى من شرفة منزله بزهراء المعادى، فوجد الظلام يخيم على الشارع بأكمله فشعر بالريبة: «شكلها مش نص ساعة وهتعدى»، لتتحقق مخاوف الشاب، ويستمر انقطاع التيار حتى موعد السحور. حالة من الغضب انتابت أسرة على وجيرانه من انقطاع تيار الكهرباء الذى استمر 6 ساعات دون رجوع ولو لدقيقة واحدة: «أول مرة تحصل، على طول بيقطع على الساعة 9 بعد الفطار وبيرجع بعدها بنص ساعة، وأكتر مدة طوّل فيها يقطع 3 مرات فى اليوم وكل مرة ساعة»، حسب على. لم يعترض الشاب على انقطاع التيار الكهربائى فى منطقته، لكنه يغضب من طول المدة التى ينقطع فيها: «لما يقطعوا علينا النور ساعة الفطار ومايجيش غير قبل الفجر والدنيا حر والواحد فطس يبقى نعمل إيه؟!». قرار سريع اتخذه «على» فى ثوانٍ معدودة، فغادر منزله، باحثاً عن وسيلة مواصلات تنقله إلى منزل صديقه: «لما النور بيقطع فى المنطقة، بيقطع فى صف فيه بيوت ولما يرجع عندنا بيقطع فى الصف التانى عشان يخففوا الأحمال، فى اليوم ده رحت لصاحبى فى الشارع اللى جنبى لقيت النور قاطع برضه»، مضيفاً: «المنطقة كلها كانت ضلمة ومحدش جاله النور إلا الساعة واحدة صباحاً، ولما حاولنا نشتكى محدش رد علينا مع إن السنة دى البيوت كلها فى المنطقة مخففة أنوار زينة رمضان بتاعة كل سنة عشان نساعد فى توفير الكهربا وماتقطعش علينا طول المدة دى».