قرر وزير الخارجية المصرى سامح شكرى تكليف مساعده لشئون دول الجوار السفير محمد بدر الدين زايد، بتمثيل مصر فى الاجتماع الوزارى التشاورى لدول جوار ليبيا الذى انعقد أمس ويستمر اليوم فى تونس، وأكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطى أن قرار الوزير «شكرى» بالبقاء فى القاهرة يأتى فى إطار حرصه البالغ على متابعة تطورات الأوضاع فى قطاع غزة ومواصلة الاتصالات المكثفة التى تجريها مصر لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى القطاع، فضلاً عن التحضير للاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية لوزراء الخارجية لمناقشة الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والمقرر عقده اليوم. فى السياق ذاته، أعلنت الخارجية أن مصر تتابع باهتمام تطورات الوضع فى الأراضى الفلسطينية، مؤكدة أن مصر تبذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على دماء الفلسطينيين من خلال إجراء اتصالات مكثفة مع كل الأطراف للعمل على احتواء الأزمة الحالية، فضلاً عن الاتصالات التى تجريها مصر مع عدد من الدول العربية والإسلامية بهدف تنسيق التحرك المشترك فى إطار جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى وفى إطار مجلس الأمن الدولى. وجددت مصر مطالبتها للمجتمع الدولى بتحمل مسئولياته للعمل على استئناف العمل باتفاق الهدنة المبرم فى نوفمبر 2012، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية بشكل فورى والحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا ووقف أى أعمال تصعيدية. وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أمس إن «مصر واحدة من دول قليلة تملك تأثيراً مباشراً على حركة حماس»، وأضافت الصحيفة أن «مصر تسيطر على نظام الأنفاق الذى يوفر شريان الحياة لسكان غزة ويربطهم بالعالم الخارجى، كما أنها تسيطر على المعبر الحدودى الوحيد الواقع خارج إسرائيل». من جانبه، قال يعقوب عميدرور المستشار الأمنى السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، «إن النفوذ المصرى على الأنفاق التى تعد المصدر الوحيد للدخل بالنسبة لحماس تضع السيسى فى مكانة يُفترض أن تدفع حماس للإصغاء لنصائحه»، وقالت الصحيفة «إن السفير الإسرائيلى السابق لدى الولاياتالمتحدة مايكل أورين أشار فى تصريحاته إلى توتر العلاقات بين القاهرة وواشنطن منذ أن جاء السيسى إلى السلطة، وأن الولاياتالمتحدة عرضت التدخل لتفعيل وقف إطلاق النار لكن الأمر ترك صدى خافتاً داخل أوساط الشرق الأوسط». ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسئول أمريكى رفيع المستوى، قوله: «إن الجهود الدبلوماسية نحو تفعيل مبادرة وقف إطلاق النار تُكثف وتجرى على قدم وساق وأن مصر هى المرشح الطبيعى للعب دور الوسيط، بيد أن هذه الدبلوماسية لا تزال فى مراحلها المبكرة»، حسب المسئول الأمريكى. وبحث وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أمس، قرار وقف إطلاق النار على هامش اجتماع مخصص للبرنامج النووى الإيرانى فى فيينا. وفى نيويورك، دعا مجلس الأمن أمس الأول إسرائيل وحركة «حماس» إلى وقف إطلاق النار و«احترام القوانين الإنسانية الدولية، خصوصاً حول حماية المدنيين»، وفى بيان صدر بالإجماع، دعت الدول ال15 الأعضاء فى المجلس إلى «نزع فتيل التوتر فى قطاع غزة وعودة الهدوء وإعادة إرساء وقف إطلاق النار الذى أُعلن عام 2012».