كيلومترات معدودة هى المسافة بين مبنى محافظة مرسى مطروح وقرية الشولحى، لكن الواقع أكبر بكثير؛ لأن القرية التى يعيش أهلها حياة القرون الوسطى دون أى خدمات تساعدهم على الحياة، محرومة أيضاً من مياه الشرب، وتعيش عطشاً مستمراً، لا يجدون مياهاً للشرب أو للزراعة، فضلاً عن عدم وجود كهرباء أو طريق يتنقلون عليه إلى منازلهم. هكذا يعيش أهالى «الشولحى» بقرية النصر، فى ظل غياب الحكومة وتقاعس المسئولين عن توصيل الخدمات الأساسية بمطروح، ووصل سعر سيارة مياه الشرب إلى 1200 جنيه فى موسم الصيف. تقع «الشولحى» فى أول طريق مطروح - السلوم بالكيلو 22، وتمتد حتى الكيلو 31؛ فهى أكبر تجمع سكانى داخل قرية النصر التابعة لمركز ومدينة مرسى مطروح، ويعيش بها العديد من قبائل أولاد على بمطروح، منها قبائل الأفراد والعجارمة والقرضات وعميرة والقطيفة والجريدات والعشيبات والكميلات والمنفة، ولا يجد سكانها الخدمات البسيطة التى تعينهم على مواصلة الحياة وتربية أبنائهم. يقول محمد سويد سلومة الفردى، من أهالى «الشولحى»: «نعيش فى بيوت بدائية، حوالى 5000 مواطن دون مياه شرب، ولا نستطيع الحصول عليها ونشترى سيارة مياه الشرب سعة 45 طناً ب500 جنيه فى موسم الشتاء وتصل إلى 1200 جنيه فى موسم الصيف، سيارة فنطاس قطاع خاص؛ لأننا لا نستطيع الحصول على مياه من شركة مياه مطروح». وأضاف: «نفسى المحافظ ورئيس شركة مياه مطروح ينظروا لنا وأهالى القرية نظرة إنسانية، إحنا عاوزين نشرب، عاوزين نزرع، عاوزين نعيش، عاوزين طريق ندخل منه عربية الميّه لما تيجى. وقال مستور على المنفى، من قبيلة المنفة، مقيم ب«الشولحى»: «إحنا ما عندنا شىء، بيوت قديمة مفيهاش ميّه، عايشين على المطر، الحكومة ما بتجيش عندنا ولا بتراعى مشاكلنا، عربية الميّه ما بنقدرش نشتريها، غالية علينا، نريد سيارة ميّه تابعة لمجلس المدينة أو شركة المياه توصلنا ميّه عندنا هنا فى الشولحى أو خزانات أو آبار نجمع فيها ميّة مطر». وطالب أهالى القرية المسئولين بوزارة الرى بإنشاء آبار مياه وخزانات لتجميع مياه الأمطار بها. من جانبه، أكد اللواء شريف فارس، رئيس شركة مياه مطروح، أنه جرى حصر المناطق المحرومة من مياه الشرب وربطها على خريطة مياه محافظة مطروح وجارٍ إنشاء 6 محطات تحلية للقرى العطشانة، مشيراً إلى أنه يتم توصيل سيارات مياه تابعة للشركة لمنطقتى الشبيكات ومحطة النصر لحين حل الأزمة. الأخبار المتعلقة: مصر العطشانة الأقصر «المريس»: الحق فى المياه لمدة ساعتين فقط القليوبية «عزبة عبدالمقصود»: ربنا موجود البحيرة «كوم النص»: غسل الموتى من مياه الترعة المنيا.. من «دير البرشا» و«زهرة» إلى «البرجاية» و«دماريس»: «العطش» سيد الموقف الدقهلية «كفر عبدالمؤمن»: حياة بالكامل من الترع والمصارف كفر الشيخ «صندلا»: مظاهرة ب«الجراكن الفارغة» فى وجه «لبيب» قنا«الكويت»: بناها كويتى بعد السيول ثم عاشت فى «عطش» مستمر
