علمت «الوطن» من مصادر مطلعة، أن كفيلا سعوديا يحتجز عددا من العمالة المصرية، يشمل مهندسين ومحامين ونجارين وغيرهم، وأوقفهم عن العمل بعد أيام من وصولهم إلى المملكة، وطلب منهم فدية لإعادتهم إلى مصر. وتكشف مستندات دبلوماسية حصلت عليها «الوطن»، مأساة العديد منهم، بينهم مهندس كهربائى محتجز فى المملكة دون عمل منذ أكثر من عام. وبدأت قصة المهندس محمد إبراهيم، بعد دخوله السعودية فى 29 مايو 2011 للعمل لدى مؤسسة «يحيى حمد النصيب» فى محافظة الخبر، وبعد أسبوعين أوقفه الكفيل عن العمل دون سبب، متحججاً بعدم الكفاية، على الرغم من أن إبراهيم اجتاز كل الاختبارات اللازمة قبل سفره، ولم يمانع المهندس، وطلب من الكفيل إنهاء إجراءات عودته إلى مصر، إلا أن الكفيل طلب منه دفع مبلغ 5000 ريال مقابل إنهاء الإجراءات، علما بأن المهندس المصرى لم يتقاضَ أى راتب، كما تحمل كل تكاليف السفر والطيران. واشتكى «إبراهيم» الكفيل فى مكتب عمل «الخبر» وعقدت جلسة مبدئية، وحكم بأحقيته براتب شهر قيمته 5000 ريال، وأن يتحمل الكفيل السعودى تكاليف السفر، إلا أن الكفيل رفض ذلك، ليعلن المهندس الشاب استعداده للتنازل عن هذا المبلغ مقابل العودة، لكن الكفيل رفض وأصر على تحويلها إلى قضية، وبالفعل حددت أول جلسة بعد 6 شهور. وتقدم إبراهيم بطلب للإمارة الشرقية لإصدار الإقامة، وصدر له ما يزيد على 3 أوامر بإصدارها، لكن معارف الكفيل بإدارة جوازات الخبر حالت دون ذلك. وبعد 3 جلسات بالمحكمة، استمرت 9 أشهر، حصل على حكم ابتدائى بأحقيته فى راتب هذه الفترة بمبلغ 30 ألف ريال، عوضاً عن الفترة التى حرمه فيها الكفيل من العودة إلى مصر، أو العمل بالمملكة، دون سند قانونى، ونظرا لكثرة المعاناة وعدم قدرته على الاستمرار فى القضية وتعرضه لأزمة صحية، وبسبب عدم وجود إقامة أو تأمين، قرر المهندس التنازل عن جميع حقوقه من أجل العودة لوطنه، لكن الكفيل رفض وأصر على مواصلة القضية، وبعد صدور الحكم الابتدائى، قال إنه سيرفع قضية تشهير حتى يعطل خروجه من السعودية. وطرق المهندس الشاب العديد من الأبواب لحل مشكلته فقابل السفير أحمد راغب مساعد وزير الخارجية فى شهر فبراير الماضى، ووعده السفير بأن القنصل سيحل المشكلة فى أسبوعين ما دام سيتنازل عن حقوقه، ليذهب عشرات المرات إلى السفارة لمساعدته فى تنفيذ أوامر الإمارة لإصدار الإقامة فى ذلك الوقت، ولكنها لم تفعل شيئا، وبعد مئات الشكاوى، ناشد السفير حسام عيسى القنصل العام بالرياض الكفيل يحيى حمد آل نصيب، منح إبراهيم خروج نهائى للعودة إلى مصر، لكن الكفيل لم يستجب.