أكد الفنان الكبير محمود عبدالعزيز أن مسلسله «أبوهيبة فى جبل الحلال» يوجه رسالة لكل إنسان يريد أن يحلل الحرام، أو العكس، مضيفاً فى حواره مع «الوطن» أن التصوير فى مغارة بالجبل أرهقه جداً، خاصة أنه لم يتم الاستعانة فى العمل بأى دوبلير. وأشار «الساحر» إلى أنه رشح بعض الفنانين المشاركين فى العمل لأسباب تتعلق بالراحة النفسية، و«الكيمياء» فى التعامل، دون أن يغفل الإشارة إلى أن الاختيار النهائى يكون للمخرج والشركة المنتجة. ونفى «عبدالعزيز» تعاونه مع شركة إنتاج «فنون مصر» لأن ابنه «محمد» شريك فيها، مؤكداً أنه لا يمكن أن يضحى أو يغامر باسمه وتاريخه الفنى ورصيده لدى الجمهور من أجل إرضاء ابنه. وإلى نص الحوار. ■ فى البداية.. ما سبب اختيار اسم «أبوهيبة فى جبل الحلال» كعنوان للمسلسل؟ - لأن المسلسل يحمل فكرة أن بداخل كل شخص جبلاً من الحلال، وجبلاً من الحرام، وهناك من يحاول أن يخلط بينهما، ويضع قانوناً للحرام ليحلله لنفسه، وهو ما يحاول «أبوهيبة» أن يقنع نفسه به رغم أن الدنيا أبسط من ذلك بكثير. ■ هل المسلسل يتناول قصصاً من الواقع؟ - المسلسل منسوج من الواقع، لكنه لا يتناول قصص أشخاص بعينهم، ولكن كل أحداثه من خيال السيناريست ناصر عبدالرحمن الذى أبدع فى الكتابة، بالرغم من أنها تجربته الأولى فى مجال الدراما بعد سلسلة من النجاحات فى السينما. ■ المسلسل يأخذ طابع الإثارة والتشويق فما سر حماسك لهذا السيناريو وما الاختلاف بينه وبين أعمالك السابقة؟ «أبوهيبة» شخصية مليئة بالتناقضات بين القوة المفرطة والضعف الإنسانى لخوفه على بناته، بالإضافة لعمله المخالف للقانون، والذى يحاول أن يقننه لنفسه، وهذا ما يخلق صراعاً داخل الشخصية، وأيضاً يتناول المسلسل شرائح كثيرة فى المجتمع من المتعلمين والجهلة وتجار السلاح وتجار المخدرات، واختلاف المعايير الإنسانية فى تحديد وخلط الحلال والحرام والتفكير الدائم بالانفراد والتكويش على كل شىء. ■ من الذى قام باختيار الفنانين المشاركين فى العمل.. أنت أم المخرج عادل أديب؟ - كان لى دور فى اختيار الفنانين المشاركين فى العمل لأمور تتعلق بالراحة النفسية والكيمياء فى التعامل، ولكن الرأى فى النهاية للمخرج عادل أديب والشركة المنتجة. ■ كيف تغلبت وطاقم العمل على اللهجة الصعيدية؟ - الموضوع لم يمثل مشكلة بالمعنى المفهوم، ولكن معظم المشاركين فى العمل، وأنا أولهم، لم نقم بالتمثيل باللهجة الصعيدية من قبل، وهو ما تداركناه من البداية، وكان هناك مصححون للهجة منذ جلسات التحضير والبروفات وجميع مشاهد العمل، والحمد لله استطعنا أن نخرج بشكل جيد ومُرضٍ للمشاهدين. ■ ما أصعب مشهد فى المسلسل؟ - أصعب المشاهد هو مشهد دخول الجبل فى الحلقة الأولى، وحادثة الاغتيال، حيث قمنا بالتصوير داخل مغارة فى أحد الجبال فى أسوان، وكان الموضوع مرهقاً جداً، ولكننا اتفقنا على أن نصور كل المشاهد كما هى دون الاستعانة بدوبلير، أو أى تعديل، وهو ما ظهر على الشاشة. ■ مَن الممثل الذى كان مفاجأة بالنسبة لك أثناء التصوير وأبهرك أداؤه؟ - كل الفنانين كانوا فى كامل تركيزهم، وكلهم أدوا أدوارهم بشكل مميز، وخصوصاً طارق لطفى الذى أبدع فى شخصية «كين»، وجسّدها بشكل وأداء مميز، وأيضاً سلوى خطاب خطفت الأنظار فى شخصية الشريرة «ذكية»، وكريم محمود عبدالعزيز الذى ظهر بشكل مميز فى دور «ماهر»، واستطاع أن يمزج بين الشكل الرومانسى فى علاقته ب«صافى»، ودوره كذراع يمنى ل«أبوهيبة» فى تجارة السلاح والآثار، ووفاء عامر فى دور الزوجة الطيبة المحبة لزوجها دائماً والمطيعة له طوال الوقت. ■ ما إحساسك هذا العام ونجلاك محمد وكريم يشاركانك فى نفس العمل؟ - «كريم» أصبح من أبطال السينما، وفيلمه الأخير حقق إيرادات عالية، رغم عرضه فى فترة حظر التجوال، وهو الذى طلب العمل معى فى المسلسل رغم تحفظى على ذلك، لأنه أصبح بطلاً، ومن حقه أن يقوم ببطولات منفردة، أما «محمد» فقد استطاع فى فترة قصيرة أن يكون من المنتجين المهمين فى مصر، وأتمنى أن يحقق نفس النجاح على مستوى التمثيل. ■ لماذا قررت تكرار التعاون مع شركة «فنون مصر» بعد التعامل الأول فى مسلسل «باب الخلق»؟ - البعض يظن أننى كررت التعاون مع «فنون مصر» لأن ابنى «محمد» شريك فيها مع المنتج ريمون مقار، ولكن هذا غير صحيح، لأنى لن أغامر باسمى ورصيدى لدى الجمهور لإرضاء ابنى، ولكن الحقيقة هى أننى وجدت فى الشركة التزاما وحرفية واهتماماً بالعمل أراحنى جداً فى التعامل الأول فى مسلسل «باب الخلق»، وهو ما شجعنى على تكرار التجربة، وبالفعل وفروا كل الإمكانيات اللازمة لخروج العمل بهذا الشكل، ويشهد على ذلك كل العاملين فى المسلسل. ■ ماذا عن الوجوه الجديدة الذين قدمتهم فى هذا العمل؟ - بالفعل هناك وجوه جديدة مبشرة فى هذا العمل، مثل ياسمين صبرى التى تقوم بدور «صافى»، وهى التجربة الأولى لها فى التمثيل، وأتوقع لها مستقبلاً كبيراً فى هذا المجال، بالإضافة إلى رامى الطومبارى، ومحمد على، ويوسف الغريب، ويوسف منصور، ومينا النجار، كل هؤلاء سيكون لهم شأن كبير فى التمثيل فى وقت قريب. ■ وماذا عن مشاريعك السينمائية المقبلة؟ - أستعد لمشروع سينمائى هو «أوضتين وصالة» مع المنتج محمد حفظى، وهناك مشروع سينمائى آخر أقرأه حاليا. ■ كيف ترى دور الفن فى الفترة المقبلة؟ - الفن دوره موجود دائماً، وهو التوعية ومحاولة إلقاء الضوء على السلبيات، وطرح حلول لها، وفى الفترة المقبلة يجب أن نعمل جميعاً على إعادة صناعة السينما بقوة لتعويض الهزة التى أصابتها فى الفترة الماضية وهو ما يعيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو شىء مبشر جداً. ■ ما الوقت الذى تفضل فيه الجلوس بمفردك؟ - عندما أحس بالحزن والإحباط وهو ما شعرت به فى الفترة الماضية بسبب الأحداث التى كانت تمر بها مصر، وهو ما كان يصيبنى بحالة شديدة من الحزن تصل لحد البكاء على الناس الذين يموتون كل يوم فى الشوارع بدون أى ذنب، لكن كان عندى ثقة فى المولى عز وجل أنه لن يترك مصر للضياع. ■ أخيراً.. كيف ترى المشهد السياسى حالياً؟ - المشهد السياسى مبشر بالخير، بالرغم من حالة التوتر التى تسود الشارع حالياً، إلا أننا دولة قوية قادرة دائما على تخطى الصعوبات التى تقابلها، وأعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعى جيداً ما يفعله، وإن كان مردوده لن يظهر حالياً.