ألقت الأوضاع المضطربة فى قطاع غزة بعد القصف الإسرائيلى، وتحركات داعش فى المنطقة، خلال الآونة الأخيرة، بظلالها على الحالة الأمنية بشمال سيناء، فبعد ساعات من تحذيرات الأجهزة الاستخباراتية عن إعلان الإمارة الإسلامية فى سيناء من قبَل الجماعات التكفيرية، وقيام جماعة «أنصار بيت المقدس» بتوزيع منشور على أهالى مدينتَى رفح والشيخ زويد، يمهدون من خلاله لمبايعة دولة الخلافة وإعلان سيناء إمارة إسلامية، خرجت الجماعة فى عرض عسكرى للمسلحين التكفيريين، شارك فيه أكثر من 10 سيارات بالشيخ زويد، مساء أمس، فيما تسبب القصف الإسرائيلى المتواصل فى اهتزاز المنازل برفح المصرية، وتهشيم بعض النوافذ بالمنازل القريبة من الشريط الحدودى، ورغم تأكيدات السفير الفلسطينى بالقاهرة أن السلطات المصرية سوف تعيد فتح معبر رفح البرى لعبور الحالات الإنسانية والمرضى والمصابين جرّاء القصف الإسرائيلى، فإن السلطات المصرية أعلنت تأجيل إعادة فتح المعبر لدواعٍ أمنية. وقال شهود عيان إن عناصر الجماعات التكفيرية، ومن بينها جماعة «أنصار بيت المقدس»، بدأت تعود للظهور مجدداً بصورة علنية، حيث قاموا بتنظيم عرض عسكرى وهم يستقلون سيارات دفع رباعى وملابس سوداء رافعين أعلام دولة الإسلام فى العراق والشام «داعش» شاهرين أسلحتهم لأعلى ومن بينها أسلحة ثقيلة كنوع من أنواع استعراض القوى. وأكد الأهالى أنهم شاهدوا، أمس، سيارات من نوع «كروز» يبلغ عددها نحو 10 سيارات يستقلها العشرات من العناصر التكفيرية ويرفعون علم داعش وصوراً ل«أبوبكر البغدادى»، ويطوفون الشوارع المختلفة بعدة قرى جنوبى الشيخ زويد ورفح، وهم يرددون هتافات مناصرة لداعش وأميرها أبوبكر البغدادى، وكانت جماعة «أنصار بيت المقدس» قد أصدرت منشوراً صباح أمس تناقلته معظم وسائل الإعلام، وقامت بتوزيعه بقرى الشيخ زويد ورفح، خاطبت فيه ودّ المواطنين من أبناء سيناء لمساندتهم لإعلان سيناء إمارة إسلامية. ومن جانبه علّق مصدر أمنى بمدن القناة وسيناء بقوله إنها تصرفات تؤكد التحذيرات التى أكدتها الأجهزة الاستخباراتية حول استعداد الجماعات التكفيرية لإعلان سيناء إمارة إسلامية وتبعيتها لدولة داعش وإعلان انضمامها للخلافة الإسلامية التى تم إعلانها مؤخراً بالعراق والشام، مستغلين انتصارات داعش خلال الفترة الأخيرة لتصدير القلق للحكومة المصرية، ومحاولة إيهام العالم بأن هناك فرعاً لداعش داخل مصر. وكشف المصدر عن أن ظهور العناصر التكفيرية بعرض عسكرى بعد اختفائهم لفترة طويلة ما هو إلا محاولة للظهور بعد الضربات الموجعة التى تلقتها المجموعات الإرهابية فى غضون الأيام العشرة الأخيرة، وتمثلت فى تصفية أكثر من 20 تكفيرياً وإصابة العشرات والقبض على عدد كبير منهم، وتدمير بؤرهم وسياراتهم، بجانب محاولتهم التأثير على المواطنين لدفعهم لقبول إعلان سيناء إمارة إسلامية. ودفعت تحركات الجماعات التكفيرية، خلال الساعات القليلة الماضية، الأجهزة الأمنية لإعلان حالة الطوارئ بعدد من القرى جنوبى رفح والشيخ زويد، التى ظهرت بها الجماعات التكفيرية، فى محاولة لتطهير تلك القرى من هؤلاء الإرهابيين، حيث أكد مصدر أمنى بشمال سيناء أن القصف الإسرائيلى المتواصل لبعض الأهداف بقطاع غزة كان قريباً للغاية من معبر رفح البرى، واهتزت معظم المنازل نتيجة للقصف الوحشى، كما فرضت قوات الجيش سياجاً أمنياً على الشريط الحدودى لمنع تسلل أى عناصر غير مرغوب فيها من قطاع غزةلسيناء، هرباً من القصف الإسرائيلى. وكشف المصدر أن السلطات المصرية رفضت فتح معبر رفح فى هذا التوقيت الذى يشهد اضطرابات وقلقاً على الحدود مع قطاع غزة فى ظل تكثيف القصف الإسرائيلى لعدد من الأهداف بقطاع غزة بعضها قريب للغاية من المعبر. وأكد المصدر أن الفوج الثانى عشر من المعتمرين الفلسطينيين من المقرر أن يعود لمطار القاهرة ومنه لمعبر رفح البرى للعبور للأراضى الفلسطينية، فيما يُنتظر عبور الفوج الثالث عشر من المعتمرين الفلسطينيين المتجهين للأراضى السعودية لأداء العمرة، يوم الأحد المقبل، وهو ما وضع الأجهزة الأمنية فى مأزق حقيقى لاتخاذ قرار لإعادة فتح المعبر، وهو أمر يمثل خطورة مع حالة الفوضى والاضطرابات بقطاع غزة. وعلى صعيد مطاردة العناصر الإجرامية، أعلنت مديرية أمن شمال سيناء فى بيان لها اليوم أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على 33 عنصراً من المشتبه بهم سيخضعون للفحص والتحرى عنهم، كما تم القبض على عدد «47» محكوماً عليهم فى قضايا متنوعة من بينهم «25» محكوماً عليهم فى قضايا جنح الحبس الجزئى، و«3» محكوماً عليهم فى جنح الحبس المستأنف و«15» فى جنح الغرامات الجزئية و«2» محكوماً عليهما بالمخالفات، وأكد البيان أنه تم ضبط دراجتين بخاريتين دون لوحات معدنية، بجانب ضبط وتحرير عدد «252» مخالفة مرورية متنوعة.