يتمنى كل إنسان أن يستوعب هذا الوطن أحلامه، حيث اختفت وجوه، واهتزت صور، وأصبحنا أمام قوة جديدة لها قوانين وأعراف مختلفة، هى قوة التيار الدينى، وأمر طبيعى أن يشتبك خيال المبدعين مع جماعة «الإخوان» لأن كلاً منهما يسبح فى محيط بعيداً عن الآخر. ومؤخراً التقى الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بعدد من الفنانين، فى محاولة للقضاء على الخوف الذى يعشش بداخلهم، وبينما خرج فريق من المبدعين متفائلاً، خرج فريق آخر غارقاً فى اليأس، ولم ير فى كلام الرئيس إلا وعوداً يستحيل أن ترتقى للحقيقة.. التقينا النجم حسين فهمى لمعرفة رأيه فى مستقبل السينما والبلد تحت حكم «الإخوان». ■ كنت واحدا من المعارضين لصعود التيار الإسلامى للحكم فكيف رأيت الرئيس محمد مرسى فى لقاء المبدعين؟ - بالفعل كنت واحدا من المعارضين للدكتور محمد مرسى، وقد قلت له ذلك بعد انتهاء اللقاء، حيث صافحته وقلت له: أنا لم أعطك صوتى فى انتخابات الرئاسة، وأتمنى أن تقدم لمصر إنجازات رائعة حتى يعاد انتخابك فى دورة جديدة، وباختصار لم أغير موقفى، وأقف على الحياد، وأتمنى أن ينجح الرئيس محمد مرسى، ويعبر بالبلد إلى بر الأمان. ■ هناك من يرى لقاء الرئيس بالمبدعين عنواناً للتفاؤل وهناك فريق يرى أنه مجرد كلام ويستحيل أن يلمس أرض الواقع؟ - من حق كل إنسان أن يرى اللقاء بعين مختلفة عن الآخر، ولكنى وبأمانة شديدة أشعر بتفاؤل، ولمست فى شخص الرئيس وطنية خالصة، ورغبة فى تصحيح أوضاع خاطئة تركها خلفه النظام السابق، وعلى كل حال التجربة وحدها سوف تكشف حقائق الأشياء. ■ من هو الأجرأ فى حوار الرئيس، وهل عبّرت كلمته عن مخاوف الفنانين؟ - أحب الإشارة إلى أن اللقاء لم يقتصر على الفنانين فقط، ولكنه اتسع ليضم الأدباء والمثقفين، وكان الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى هو الأجرأ، حيث طالب الرئيس بتحقيق وعده فى إقامة دولة مدنية، والقضاء على مشروع «الأخونة» الذى يهدد مستقبل مصر، وقال عبدالمعطى حجازى للرئيس: نتمنى أن تنفذ وعودك بعيداً عن عباءة «الإخوان المسلمين»، وأن تتعامل معنا كرئيس لكل المصريين. ■ قلت إنك تشعر بتفاؤل بالمستقبل فهل تتوقع تراجع حملات الهجوم على الفنانين؟ - بصراحة شديدة لا أتوقع أن تتوقف الحملات على الفنانين، بدليل أنه بعد اللقاء مع المبدعين هاجم إمام مسجد مصطفى محمود الفنانين، وقام بالدعاء علينا، أى منطق هذا وأى عقل؟، فأنا أندهش من الذين يتحدثون عن سماحة الإسلام، ويهاجمون كل من يختلف معهم فى الرأى والفكر، وأقول للذين يتطاولون على المبدعين إن السفالة مرفوضة، ولا داعى للألفاظ المنحطة التى تدمر حياة الناس. ■ تقول إنك متفائل بينما يسير كلامك عكس الاتجاه ما تفسير ذلك؟ - متفائل بكلام الرئيس، ولكنى خائف لأن «الإخوان» يتوغلون فى كل مفاصل الدولة، ويحاولون «أخونة» كل شىء، وهذه كارثة يجب أن ننتبه لها جميعاً، فمصر ليست ملك فصيل سياسى واحد، بل إن مصر للجميع، ويجب إدراك شىء مهم جداً وهو أن الفنانين هم الذين سيدافعون عن حرية الإبداع وحرية التعبير وعن هوية الدولة. ■ إلى أى مدى يؤثر الفن فى الواقع السياسى الذى نحياه؟ - الفن قوة ناعمة لا يجب الاستهانة به، فهو يؤثر فى تعديل القوانين، ويرتقى بسلوك الأفراد وينهض بهم، وبالمناسبة يجب الإشارة إلى شىء مهم، وهو أن الفن يحقق تأثيراً عندما يكون حراً وبعيداً عن أى قيود. ■ وكيف ترى الهجوم الذى تعرضت له إلهام شاهين؟ - شىء مؤسف بدون شك الهجوم والتطاول الذى تعرضت له إلهام شاهين، وقد تكلم الزميل محمد صبحى عن واقعة إهانة إلهام شاهين، وقال إنه يرفض مثل هذه التصرفات، ولكنى أرى أن قضية حرية الإبداع، وكرامة الفنان، أكبر من إلهام شاهين وعادل إمام، ومطلوب من الجميع الاتفاق على شىء مهم وهو كيفية الحفاظ على كرامة الفنان، وحماية حرية الإبداع، لأن كل عمل ملهم وجيد، صنعه الإنسان بحرية وبعيداً عن القيود. ■ هاجم وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود الكاتب وحيد حامد، وهدد بمنع عرض الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» كيف ترى هذا التصرف؟ - مؤشر خطير بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأسأل وزير الإعلام الذى ينتمى لجماعة «الإخوان» أين الثورة التى نادت بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، كيف تدعى أن الصعود للحكم إفراز طبيعى للثورة، بينما لا تتفق الممارسات على أرض الواقع مع مبادئ وأفكار الثورة؟ ولا أعرف لماذا يهدد بعدم عرض مسلسل «الجماعة»، فالتليفزيون المصرى فقد شعبيته وتراجع للخلف، وأطالب الوزير بغلق التليفزيون بالضبة والمفتاح، حيث هجره المشاهدون منذ سنوات طويلة. ■ ولكن هناك من يتوقع أن يتطور شكل التليفزيون بعد ظهور محجبة على الشاشة وتعهد الوزير برفع سقف الحرية؟ - هناك تناقض كبير بين تصريحات الوزير وأفعاله، ففى الوقت الذى يسمح فيه بظهور مذيعة محجبة على الشاشة يهدد بمنع عرض أعمال وحيد حامد لأنها لا تتفق مع هوى وأفكار جماعة «الإخوان»، وبصراحة شديدة لست متفائلاً بحال التليفزيون لسبب بسيط جداً، وهو أن عدد العاملين فى ماسبيرو يصل إلى 45 ألف موظف، وفى شبكة «السى. إن. إن» يوجد 5 آلاف موظف، وتغطى الشبكة كل مكان فى العالم، ولا أعرف متى يستيقظ المسئولون بالتليفزيون، ويدركون أن الدنيا تغيرت. ■ هل تتفق أم تختلف مع الأصوات التى تنادى بإلغاء الرقابة على المصنفات الفنية؟ - طول عمرى أطالب وأنادى بإلغاء الرقابة على الأعمال الفنية، وأرى أن الرقابة الوحيدة يجب أن تكمن فى ضمير الفنان، والآن أصبحت فكرة إلغاء الرقابة أمراً حتمياً وضرورياً، فهناك مخاوف من أن يأتى رجل ينتمى إلى «الإخوان» ويمارس المنع والمصادرة بشكل يهدم الفن ويدمر حرية الإبداع.