سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استشهاد معاون مباحث الهرم ب «رصاصة ميرى» أثناء القبض على زميله تاجر السلاح النيابة تتحفظ على الأسلحة وتستجوب أفراد القوة والضابط المتهم.. ووالد الضحية: «مين قتل ابنى يا بهوات؟»
دفع معاون مباحث قسم الهرم حياته مساء أمس الأول ثمنا لضبط متهم يحاول بيع أسلحة فى منطقة هضبة الأهرام، وأفادت التحريات والتحقيقات والمعاينة أن الضابط الشهيد تامر على حمودة تلقى رصاصة فى ظهره واستقرت فى صدره أثناء جلوسه فى سيارة المتهم الذى يعمل ضابطا للشرطة فى العمليات الخاصة بالجيزة، وتبين أن الضحية أوهم المتهم أنه سيشترى السلاح الذى بحوزته وكان يعرضه على جهاز «لاب توب»، وتبين أن الرصاصة التى تسببت فى استشهاد الضحية رصاصة «ميرى» بعد أن هاجمت قوة من مباحث الهرم سيارة المتهم بناء على إشارة من الضابط القتيل وانطلقت 8 رصاصات فى غضون دقيقة ونصف من داخل وخارج السيارة. وكشفت التحقيقات وسؤال بعض شهود الواقعة ومعاينة المعمل الجنائى والنيابة أن الرصاصة التى تسببت فى وفاة الضحية جاءت من خارج السيارة وأحدثت ثقبا فى زجاج الباب الثانى من يمين السيارة. حرزت أجهزة الأمن الأسلحة التى كانت بحوزة المتهم وقوة الشرطة وكذلك شاهد عيان أطلق الرصاص عند سماعه دوى إطلاق النار وقالت مصادر أمنية وقضائية ل«الوطن» إن ضابط العمليات الخاصة المتهم بالاتجار فى السلاح ليس متهما بالقتل وإن الرصاصة جاءت من خارج السيارة وإن الضابط المتهم صرخ بأعلى صوته: «أنا ضابط.. أنا ضابط.. أنا باسلم نفسى.. أنا باسلم نفسى» وذلك قبل أن يطلق عليه أفراد القوة النار ويقتلوه، وصرحت مصادر بأن المعمل الجنائى سيحدد من أطلق الرصاص فى اتجاه الضحية وأن المقذوف المستخرج من جسد الرائد تامر حمودة ستتم مضاهاته بالأسلحة المحرزة. باشر التحقيق وانتقل للمعاينة فجر أمس هانى عبدالتواب رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة ومحمد الطماوى وأسامة حنفى مديرا النيابة وحرزوا المقذوف النارى والفوارغ وخزينة خاصة بالمتهم عثروا عليها فى سيارته الملاكى. انتقل لمكان الواقعة اللواء أحمد سالم الناغى مساعد الوزير لأمن الجيزة واللواءات كمال الدالى وطارق الجزار ومحمود فاروق والعميد جمعة توفيق رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة ورئيس مباحث قطاع أكتوبر العميد مجدى عبدالعال. وقال المقدم عمرو رضا رئيس مباحث الهرم فى التحقيقات إنه كان بمسرح الجريمة وقت إطلاق الرصاص وفتح باب السيارة ليهنئ الرائد تامر على نجاح العملية وضبط المتهم وأضاف: «أنا فتحت الباب اليمين وكنت بأقول.. الله ينور يا تامر بيه.. ولقيته غرقان دم وبسرعة أمرت القوة أنها تنقله على المستشفى وتحفظنا على المتهم والأسلحة التى كانت بحوزته». وقال تقرير الكشف الطبى المبدئى على الضحية إن الرائد تامر على حمودة 35 سنة وصل إلى مستشفى الهرم فى الحادية عشرة و24 دقيقة مساء وكان متوفى بعد تلقيه طلقة من الخلف فى اتجاه الصدر تسببت فى توقف عضلة القلب نهائيا وأثبت التقرير أن مرافق الضحية عند دخوله المستشفى شرطى يدعى إبراهيم أحمد إبراهيم وأن الضحية مصاب أيضاً بسحجات فى إصبع قدمه اليمنى. وقالت مصادر ل«الوطن» إن الضابط المتهم بحيازة سلاح وتسبب فى مقتل الشهيد تامر سواء بطريق مباشر أو غير مباشر ابن شقيق قيادة أمنية كبيرة سابقة فى الجيزة وأوضحت المصادر أن الضحية هو الابن الأكبر للواء على حمودة بالأحوال المدنية فى الجيزة وهو ضابط مشهود له بالكفاءة وحسن السير والسلوك وحبه وتفانيه فى العمل. وتبين من التحريات والتحقيقات أنه وردت معلومة لرئيس مباحث الهرم من رئيس قطاع موارد بشرية بأحد البنوك أفادت أن سيدة تدعى هبة تعرض كمية كبيرة من الأسلحة النارية عليه مملوكة لشخص يدعى عبدالعزيز -ضابط الشرطة المتهم- وأن الأخير يرغب فى بيعها على وجه السرعة وأنه يمكن عرض الأسلحة على لاب توب. وأضافت التحريات والتحقيقات أنه لضيق الوقت وتعجل المتهم فى بيع الأسلحة، قام رئيس المباحث وضباطه بتجهيز مأمورية وتم الاتفاق أن يتوجه الرائد تامر حمودة لمقابلة «المتهم» بصفته أحد المشترين. وأضافت التحقيقات أنه تم ترتيب المأمورية على ذلك وتحدد موعد المقابلة فى هضبة الهرم وانتشرت القوات فى محيط المكان بشارع جردينيا، حيث كان المتهم يجلس داخل سيارة حمراء اللون وبحوزته بندقية كلاشنكوف وطبنجة ماركة برتا وكمية من الذخيرة. وتبين أن الشهيد جلس إلى يمين المتهم وبعد دقائق من المفاوضات سمع دوى إطلاق الرصاص قال البعض إنه من داخل السيارة وآخرون قالوا إنه من خارج السيارة وقال أفراد القوة إنها 8 رصاصات، وتبين أن واحدة من تلك الرصاصات قتلت الضحية على الفور قبل أن تسرع القوة إلى السيارة وتخرجه منها. وداخل مستشفى الهرم، صرخت الأم: «يا تامر يا حبيب عمرى، يا تامر الناس كلها بتحبك، هاتوا اللى قتله علشان نارى تبرد»، أما والده فصرخ قائلا: «هاتوا عربية علشان أروح لمدير الأمن وأجيب حق ابنى من اللى قتله علشان أنا ميت ميت وقال للقيادات الأمنية والضباط المحيطين به فى المستشفى: «مين اللى قتل ابنى يا بهوات». وفى جنازة عسكرية مهيبة شيعت جنازة الضحية، تقدمها اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية وعدد من القيادات الأمنية فى الوزارة ومديرا أمن القاهرةوالجيزة، شيعت جنازة الشهيد من مسجد الشرطة فى الدراسة عقب صلاة الظهر إلى مدافن الأسرة فى منطقة الإمام بالسيدة عائشة، وعندما شاهدت والدة الشهيد جثمان نجلها فى النعش أشارت إليه بيديها وهى تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.