لم يكن أحد يتصور أن أبومصعب الزرقاوى ومعه بضعة عشرات من السلفيين الجهاديين، لديهم قدرة على تشكيل تنظيم يستطيع أن يقلب المشهد العربى فى مرحلة ما بعد سقوط العراق، وأن تنتشر دعوته بين العراقيين ثم تعبر الحدود السورية ليجند المئات منهم، فتتمادى «داعش» حتى تعلن «الخلافة» لدولة الإسلام فى العراق وسوريا لتشمل المدن السورية المتاخمة للحدود العراقية. تدرجت «داعش» فى عدة مراحل قبل أن تصل إلى ما هى عليه اليوم، فكانت ابناً مطيعاً للقاعدة يحمل نفس العقيدة الجهادية التكفيرية القاتلة، لكن تصاعدت وتيرة الصراع بينهما خاصةً على ولاية الخلافة ما بين قائد تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى، وأبوبكر البغدادى قائد داعش اللذين يتنافسان على من يقتل من المسلمين أكثر؟. ولم تكن داعش بعيدة عن المشهد فى مصر أو بعيدة عن التنظيم الأم «الإخوان المسلمين»، فقد كانت الجماعة على موعد لقاء الأفاعى بينهما بتأييد بعض شباب الإخوان للخليفة الجديد أبوبكر البغدادى وتكليف «داعش» لمجموعة «أجناد مصر» الإخوانية قبل يومين بالقيام بعمليات تفجيرية بقصر الاتحادية عندما نشرت صوراً للقصر على منابرها الإلكترونية، وهو ما حدث بالفعل أمس عندما قام أعضاء الإخوان بتنفيذ تكليفات الخليفة الجديد بزرع عدد من القنابل بمحيط قصر الاتحادية ليموت فيها 2 من ضباط الشرطة وإصابة 10 منهم ليكون لمصر حظ من إعلان الخلافة التى أعلنتها داعش وباركتها الإخوان.. ولكن على دماء المسلمين والمصريين.