اختار قادة الاتحاد الأوروبي، الجمعة، جان كلود يونكر رئيس وزراء لكمسبورغ السابق ليصبح الرئيس الجديد للتكتل على الرغم من معارضة بريطانيا الصريحة، ما يباعد بين المملكة المتحدة وشركائها في القارة . ويمثل التحرك من جانب الاتحاد الأوروبي ابتعادا عن تقاليد سائدة منذ عقود باختيار رئيس المفوضية بتوافق الآراء. وقال رئيس القمة هيرمان فان رومبوي إن 26 من دول الاتحاد الثمانية والعشرين صوتوا ليونكر، ولم يعارضه سوى بريطانيا والمجر. وقال ديفيد كاميرو رئيس وزراء بريطانيا بعد التصويت، "أحيانا يتعين عليك أن تخسر معركة لكي تكسب الحرب"، ووصف الرجل المطلع على شؤون بروكسل لفترة طويلة بأنه "الشخص الخطأ" للوظيفة الرفيعة التي تتمثل في قيادة تكتل به 500 مليون شخص. وقال كاميرون، "هذا يوم سيء بالنسبة لأوروبا.. كل هذه العملية عززت قناعتي بأن أوروبا تحتاج إلى تغيير". ويتعين أن يؤكد البرلمان الأوروبي تعيين يونكر البالغ من العمر 59 عاما قبل أن يحل محل جوزيه مانويل باروزو في الأول من نوفمبر كرئيس للذراع التنفيذي القوي للاتحاد الأوروبي، المسؤول عن صياغة التشريعات. وقال باروزو، "أعتقد أنه أوروبي ملتزم وزعيم سياسي لديه خبرة استثنائية". ولعب يونكر، الذي حكم لوكسمورغ الدولة الصغيرة في الاتحاد الأوروبي طيلة عشر سنوات، دروا حاسما في صياغة العملة الأوروبية الموحدة اليورو، كما قاد وزراء مالية دول منطقة اليورو الثمانية عشر خلال الأزمة المالية التي هددت بقاء اليورو. بدوره، يبقى كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، مطاردا من المشرعين المتشككين من أعضاء حزب المحافظين الذي ينتمي إليه، وصعود حزب الاستقلال البريطاني الذي يدفع في اتجاه استقلال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. وكان كاميرون قد تعهد بإضعاف نفوذ البيروقراطيين في بروكسل قبل إجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في 2017، وكذلك الفوز في إعادة انتخابه العام المقبل. وقال كاميرون إن اختيار يونكر جعل قضية بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في وضع صعب. وسعى بعض القادة الأوروبيين إلى استرضاء بريطانيا بالتأكيد على أن لندن لن تختار ترك الاتحاد الأوروبي، لكن أخرين بدا عليهم الحزن من حملة كاميرون غير المعلنة. ومن المتوقع أن يوافق البرلمان الأوروبي على يونكر في 16 يوليو، نظرًا لأن كتلة يمين الوسط - التي ينتمي إليها - ويسار الوسط من الاشتراكيين والديمقراطيين قالوا إنهم سيدعمونه. في المقابل، يسعى زعماء يسار الوسط إلى الحصول على مناصب عليها أخرى في الاتحاد الأوروبي، بينهما منصب المفوض الأعلى للسياسة الخارجية، التي تتولاه حاليا البارونة كاثرين أشتون.