عادت مصر إلى أحضان القارة السمراء بعد عام كامل من تعليق عضويتها في الاتحاد الإفريقي، من خلال مشاركتها في أعمال القمة العادية الثالثة والعشرين لدول الاتحاد الإفريقي، حيث أعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي "انكوزازانا زوما"، بدء أعمال القمة المقامة في عاصمة غينيا الاستوائية "مالابو". وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي وأعضاء الوفد المصري، وصلوا مبكرًا إلى مقر انعقاد القمة عبر طريق "سبوبو"، والذي أعدته شركة المقاولون العرب في اطار مشاريعها الكبرى على أرض غينيا الاستوائية، حيث استغرق دخول أعضاء الوفود ووزراء الخارجية نحو ساعتين، واجه خلالهما المنظمون مشكلة الأعداد الكبيرة من الصحفيين والضيوف، والذين احتلوا الطابق الثاني في القاعة. دخل أعضاء وفد رئاسة الجمهورية في البداية، إلى القاعة قبل دخول الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقاموا بمعاينة مكان جلوس الوفد المصري والرئيس، وأثناء دخول الرئيس السيسي استوقف الرئيس بعد أعضاء الوفود، أثناء توجهه إلى مكان الوفد المصري لمصافحته وتهنئته برئاسة الجمهورية. وبمجرد جلوس الرئيس على مقعده، دار حوارًا طويلاً بينه وبين وزير الخارجية، سامح شكري. ولم ينقطع توافد كبار المسؤولين الأفارقة على مكان جلوس الوفد المصري لمصافحة الرئيس السيسي وتهنئته بتوليه رئاسة الجمهورية. وأعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، "انكوزازانا زوما"، بداية أعمال القمة بالوقوف أثناء الاستماع إلى نشيد الوحدة الإفريقية، بالحديث عن مستقبل إفريقيا، موضحة أن الاتحاد على وشك الانتهاء من أجندة إفريقيا التي نريدها بعد 50 عامًا. وأكدت "زوما"، على أهمية قضايا الأمن الغذائي والزراعة في إفريقيا، مشددة على ضرورة تنمية مشاريع الري والسماح للمرأة بامتلاك الأراضي والعمل في إنتاج الغذاء، وهذا يعني حشد الاستثمارات في هذا الاتجاه. وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، مؤكدًا أن الأممالمتحدة فخورة بشراكتها الاستراتيجية مع إفريقيا، وأنها ستظل بجانب القارة الإفريقية للنهوض بحقوق الإنسان والسلم. وركز "بان كي مون"، في كلمته، على فكرة حقوق الإنسان في إفريقيا، مستعرضًَا جهود الأممالمتحدة في عدة دول إفريقية شهدت انتقالا للسلطة. وتحدث عن مكافحة الإيدز وتطوير منظومات توفير المياه النظيفة وتحسين الصحة للمرأة والطفل، مؤكدًا أن إفريقيا في طريق جيد لاستئصال أمراض السل وشلل الأطفال. وألقى وزير خارجية فلسطين، كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، قبل كلمة الرئيس السيسي مباشرة، وأكد فيها على الشراكة بين قضايا إفريقيا والقضية الفلسطينية، منددًا بالاحتلال الإسرائيلي. وحاءت كلمة الرئيس المصري، والذي تم تقديمه بالرئيس المنتخب حديثًا لجمهورية مصر العربية، وكان الرئيس استعد قبل نهاية كلمة وزير الخارجية الفلسطيني، لعلمه المسبق بترتيبه بجدول المتحدثين، حيث صعد إلى منصة الحديث فضجت القاعة بالتصفيق ابتهاجًا بعودة مصر إلى أعمال ونشاطات القمم الإفريقية. وبدأ الرئيس حديثه بشكر القائمين على المؤتمر ورئيس الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا فخر مصر بالانتماء للقارة السمراء، والهوية الإفريقية لمصر، متطرقًا إلى المؤسسين للوحدة الإفريقية "عبدالناصر وبن بيلا ونيكروما وهيلاسيلاسي"، فضجت القاعة بالتصفيق مرة أخرى، احتفاءً بقادة إفريقيا القدامى. وأشار إلى أن مصر غابت بعض الوقت عن أنشطة الاتحاد الإفريقى، ولكنها لن تتوقف عن الانشغال بهموم وقضايا القارة، مضيفا أن مصر ساهمت في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، ولم تبخل يومًا بقوة سواعدها وبناء الكوادر الإفريقية. وبعد كلمة الرئيس السيسي التي استقبلت بحفاوة كبيرة، عاد الرئيس إلى مقعده، وجاء إليه مهنئًا السفير ماجد عبدالفتاح، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإفريقيا، ومندوب مصر السابق في الأممالمتحدة، وتصافحا وتبادلا حديثًا سريعًا. وبعد انتهاء الكلمات والجلسة الأولى، غادر الرؤساء إلى مقارهم لإجراء مباحثات ثنائية، بينما تصاعدت أزمة مكتومة داخل المؤتمر، حيث فوجىء وفد القمة العربية بوجود وفد إسرائيلي بصفة مراقب، بين الحضور، وظهر ذلك جليًا من خلال ارتداءهم رداء الرأس اليهودي المعروف، حيث اعترض وفد الجامعة العربية على وجود الوفد الإسرائيلي، وطالب بطرده فورًا، وبمجرد علم الوفد الإسرائيلي انسحب من أعمال المؤتمر.