شيع أهالي مدينة المحلة الكبرى، وسط جو متشح بالسواد، جثمان الشاب الذي لقي مصرعه داخل سيارة الشرطة أثناء ضبطه في حملة مرورية بالمدينة، أول أمس، لمثواه الأخير، وتم دفنه بمقابرالعائلة بالمقابر الجديدةبالمدينة. وعبر أهالي المتوفى عن غضبهم واستيائهم مما حدث لنجلهم، متهمين رجال الشرطة بالتسبب في وفاته، متوعدينهم بأخذ الثأر لنجلهم منهم. وأوضح العديد من شباب الحركات السياسية والثورية بالمدينة، والذين شاركوا في تشييع الجنازة، أن ما حدث لكريم العمدة من قبل رجال الشرطة هو صورة جديدة لما حدث لخالد سعيد في المحلة، وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ضد ما يفعله رجال الشرطة من ممارسات بشعة تجاه المواطنين. ولفتوا إلى أنهم قاموا بإنشاء صفحة على موقع التوتصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحمل اسم "كلنا كريم العمدة شهيد المحلة"، وذلك لنشر فضائح رجال الشرطة بالمحلة من ممارسات وبلطجة على المواطنين، مؤكدين أن المتوفى ليس مسجل خطر أو بلطجي كما يدعي رجال الشرطة، وأنه يعمل نجار مسلح مع أشقائه، وليس لديه أي سوابق، عكس ما ادعى رجال الشرطة من أنه كان محبوسا في القسم على ذمة قضية حيازة أسلحة بيضاء وتم الإفراج عنه قبل الحادث بفترة قصيرة. وقامت الأجهزة الأمنية بمحافظة الغربية بعمل حالة من الاستنفار الأمني داخل المدينة، على أقسام ومراكز الشرطة، ورفع درجة الاستعداد القصوى، وإقامة كمائن الشرطة السرية والنظامية على الكنائس والمؤسسات العامة والخاصة، خوفا من تصاعد الأحداث، وترقبا لأعمال عنف قد تصدر عن أهالي المجني عليه. وأكد مصدر أمني أن الوفاة طبيعية، نتيجة لتعرض الشاب لغيبوبة سكر داخل سيارة الشرطة، ونفى تعدي أحد من رجال وأفراد الشرطة عليه. وتعود أحداث الواقعة لأول أمس الثلاثاء، عندما تلقى اللواء صالح المصري، مدير أمن الغربية، إخطارا من مأمور قسم أول المحلة، يفيد قيام العشرات من المواطنين بمحاصرة القسم ورشقه بالحجارة، محاولين اقتحامه عقب وفاة شاب، وانتقلت القيادات الأمنية لمكان الواقعة، وتم الاستعانة بقوات إضافية لتأمين القسم. وتقول تحريات الشرطة أنه أثناء قيام ضباط مباحث أول المحلة بحملة للقبض على سائقي الدراجات البخارية بدون تراخيص بمنطقة الرجبي، تم القبض على بعض الشباب، ومن بينهم الشاب المتوفى كريم سيد نوفل (25 سنة)، واصطحبهم أفراد الشرطة للقسم، وأثناء ذلك أصيب الشاب بغيبوبة سكر وتوفي متأثرا بها داخل السيارة. وفورعلم أقاربه بوفاته توجهوا لقسم أول المحلة وحاصروه وقذفوه بالحجارة محاولين اقتحامه، ثم قطعوا الطريق بوسط المدينة، كما توجهوا للمستشفى العام وقذفوه بالحجارة والزجاجات الفارغة، مطالبين بالتحقيق في ملابسات وفاة الشاب، متهمين أفراد الشرطة بتعذيبه حتى الموت. وأمر مدير نيابة قسم أول المحلة بندب الطبيب الشرعي لتشريح جثة الشاب ومعرفة سبب الوفاة.