واصلت أزمات الكهرباء ومياه الشرب والوقود حصار المحافظات. وضاعف انقطاع الكهرباء من الضغوط التى يواجهها طلاب الثانوية العامة خلال امتحاناتهم. ففى سوهاج تنقطع الكهرباء لنحو 4 ساعات نهاراً وساعتين ليلاً، ما يعطل الطلاب عن المذاكرة. كما تتوقف محطات لمياه الشرب عن العمل خلال فترات قطع التيار، وتعتمد المحطات على مولدات كهرباء تعمل ب«الديزل»، إلا أنها لا تولّد سوى 10% من احتياجات السكان، واضطر الأهالى فى القرى إلى اللجوء للترع لسد احتياجاتهم من المياه للاستخدامات المنزلية. وهدد المواطنون فى الشرقية، كالعادة، بالامتناع عن سداد فواتير الكهرباء بعد أن تجاوزت فترة انقطاع الكهرباء خمس ساعات، ولجأ الأهالى لاستخدام الشموع ولمبات الجاز خاصة فى الأرياف، بينما لجأ أصحاب المحلات التجارية لشراء المولدات الكهربائية. وفى مجال مياه الشرب، تواجه قرية إبراهيم حسن، التابعة لمركز أولاد صقر فى الشرقية، والبالغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة، انقطاعاً لمياه الشرب منذ أكثر من 20 يوماً. وقال «على المهدى عبده»، مقيم شعائر بالقرية وعضو مجلس محلى سابق، إنه تم توصيل خطوط مياه للقرية عام 2011 بتكلفة 2 مليون جنيه، وتحمّل الأهالى جزءاً منها، رغم ذلك انتظمت المياه لمدة نحو شهرين فقط ثم انقطعت، وبعد عدة احتجاجات تم تزويد القرية ب«موتور» لتوصيل المياه للأهالى، إلا أن تراكم مستحقات شركة الكهرباء والتى لم تسددها شركة المياه أدى لفصل الكهرباء عن الموتور وانقطاع المياه لأكثر من 20 يوماً. وأضاف على المهدى أن الأهالى يقومون بشراء المياه من محافظة الدقهلية ويباع «جركن» المياه بسعر يتراوح بين 2 و5 جنيهات، إضافة إلى الاعتماد على مياه «بحر حادوث» المختلطة بالصرف الصحى للاستخدامات المنزلية. كما اشتكى العديد من أبناء قرى محافظة كفر الشيخ من حرمانهم من مياه الشرب، واضطروا لاستخدام مياه الترع القريبة منهم. وقال محمود مالك، من قرية خليج قبلى التابعة لمركز مطوبس، إن مياه الشرب لا تصل للأهالى سوى لساعتين تقريباً فى وقت متأخر من الليل يومياً، ويحتاجون إلى طلمبات رفع تعمل بالتيار الكهربائى الذى كثيراً ما ينقطع، ويضيف أنهم يضطرون لشراء الماء عن طريق فناطيس تجرها جرارات زراعية وكثيراً ما تكون ملوثة. وتصاعدت أزمة مياه الشرب بمحافظة مطروح، وباتت عشرات المناطق السكنية دون مياه شرب لليوم الخامس.ويرى عاطف عبدالقادر، أحد المواطنين، أن الأزمة يستفيد منها أصحاب سيارات فناطيس المياه، حيث بلغ السعر 250 جنيهاً للسيارة حمولة 10 أطنان، والسيارة حمولة 25 طناً ب350 جنيهاً، وحمولة ال50 طناً 500 جنيه. فيما أرسلت هيئة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة قطاراً ثانياً محملاً بالمياه فى محاولة للمساهمة فى سد فجوة نقص المياه بمطروح فى ظل وجود أعداد غفيرة من المصطافين. ولا تزال مناطق الكيلو 7 و4 و5 و2، وحتى الكيلو 8 وجميع المناطق الواقعة شرق وغرب مدينة مرسى مطروح تنقطع عنها مياه الشرب. من جهة أخرى، عادت السوق السوداء للبنزين بمحافظة سوهاج، وانتشر الصبية على جميع الطرقات لبيع البنزين حتى خلال النهار، ووصل سعر صفيحة بنزين «80» إلى 100 جنيه، أما بنزين «92» فيباع ب120 جنيهاً للصفيحة. كذلك شهدت محطات الوقود بكفر الشيخ، زحاماً وطوابير من السيارات انتظاراً للتزود بالبنزين 80، وأحياناً تطول فترات الانتظار مع انقطاع الكهرباء، فيضطر البعض للشراء من السوق السوداء. وتواصلت أزمة البنزين فى محافظة أسيوط ليومها العاشر فى أغلب محطات الوقود، حيث ينتظر المواطنون فى طوابير لما يقرب من 4 ساعات.