يرى باحثون فى الحركات الجهادية، أن الحركات التكفيرية مثل «داعش»، و«دامل»، و«أنصار بيت المقدس» وغيرها هى التطور الطبيعى لجماعة الإخوان، ومستقبل هذه الجماعات محتوم وهو الانهيار، كما حدث مع تنظيم القاعدة نفسه. وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: إن الأفكار المحورية للميليشيات المسلحة قائمة على فكر السلفية الجهادى، ومحاربة ما يسمونهم ب«السلطات أعداء الإسلام»، مضيفاً ل«الوطن»: فكر الإرهاب ظهر مع الإخوان فى بداية القرن الماضى، وظهر بشدة فى السبعينات مع الحرب الأفغانية، فأفغانستان هى الرحم التى خرجت منها تلك الجماعات الجهادية من خلال تنظيم القاعدة. وأكد «عيد» أن خريطة الميليشيات المسلحة تشمل وجود الدول الإسلامية فى العراق والشام، أو ما يسمى ب«داعش» بالعراق، والجيش الحر وجيش النصرة فى سوريا، وأجناد الرحمن، والتوحيد والجهاد، وأنصار بيت المقدس ومجلس أكناف بيت المقدس بمصر، والدولة الإسلامية فى مصر وليبيا، أو ما يُعرف ب«دالم» فى ليبيا، مضيفاً: «خرجت (داعش) عن السيطرة وحلت بيعتها لتنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهرى، لكنهم يتبعون فكر (القاعدة) فكل الجماعات القائمة الآن تحمل فكر الجهاد (القاعدى)، وعدم توحد تلك الجماعات يرجع إلى كون بنائها ليس هرمياً، بل أفقى، يصعد منه أشخاص جدد، فالقيادات العسكرية وأمراء الحرب ينقسمون فيما بعد عن القيادة الأم». وحول خطورة هذه الجماعات، قال «عيد»: الخطر الأكبر هو استغلالهم لغضب الشباب صغير السن وتوجيههم للمحاكاة فى إشهار السلاح ومحاربة الدولة وإنشاء جماعات جهادية جديدة، ولاؤها ل«داعش»، وربما تستمد منها الأبوة الروحية، وربما دعماً عسكرياً غير مباشر، مؤكداً أن مستقبل هذه الحركات، هو الفشل إن تجمعت الدول العربية بشكل كبير، واستوعبت تناقضاتها. وقال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن مستقبل تلك الجماعات يشمل التفتيت، نظراً لطابعها القتالى، وعدم القدرة على الحكم والسيطرة. ورأى أحمد بان الخبير فى الحركات الإسلامية، أن مخابرات دولية وإقليمية تدعم هذه الميليشيات المسلحة بهدف تقسيم المنطقة العربية وعدم تشكيل خطورة حال استعادة تلك الدول قوتها، مضيفاً ل«الوطن»: البيان الأخير لما يُسمى بالدولة الإسلامية بالعراق والشام تحدث بوضوح عن الخلافة الإسلامية، والنصر الذى لم يتحقق، وأن الخلافة تبدأ بالقضاء على الشيعة قبل البدء بأعداء الأمة، وذلك كلام خطير، فهو ينظر إلى وحدة المسلمين باعتبارها هدفاً فرعياً ليس له أى قيمة، ويسعى إلى نشر الفوضى. وأضاف «وجود تلك الجماعات على حدود ليبيا وسورياوالعراق وسيناء، يكشف أن العرب أمام مخطط إقليمى، فتلك الميليشيات تسعى لتشكيل خلافات إسلامية صغرى فى المناطق التى كانت حواضر للخلافة الإسلامية على امتداد التاريخ، وهى (القاهرة ودمشق وبغداد)، فهم يسعون لوجود خلافات صغرى، وتنشيط العمل الإرهابى بهدف تحقيق انتصارات كبداية للخلافة الكبرى، وهذا الأمر يحتاج إلى منظومة أمنية إقليمية تقفز على الخلافات الحالية بين المملكة العربية السعودية والنظام السورى، ويجب تشكيل تعاون عسكرى وسياسى كامل بين (الرياض ودمشق والقاهرة)، حتى تنكسر تلك المخططات». وأكد وجود تعاون مخابراتى بين دول إقليمية وتلك الميليشيات، والدليل على ذلك هو وجود صواريخ أوكرانية غير موجودة بالسوق السوداء استخدمتها تلك الجماعات فى الموصل، مضيفاً «نورى المالكى، رئيس وزراء العراق، يسعى لتشكيل ميليشيات شيعية، مما يعنى وجود صراع مذهبى فى الحرب ويؤدى إلى اشتعالها وانهيار الجيش العراقى نهائياً». وتابع: «القوى الغربية أدركت بعد تجربة الحروب الصليبية أن الأمة العربية من الصعب الانتصار عليها إلا بيد أبنائها، لذلك وظفوا ملف الإسلام السياسى لتدمير الأمة كما حدث من المملكة البريطانية من قبل، واستخدامهم للإخوان، واليوم نجد الولاياتالمتحدةالأمريكية تستغل تلك الجماعات لتشكيل إرهاب المنطقة وتقسيمها حتى تصبح الدول العربية قابلة للاحتواء ولا تشكل خطراً، وعلى الرغم من معارضة بعض القوى السياسية داخل أمريكا لاستخدام تلك الجماعات، فإن المخابرات الأمريكية تؤكد أنها لن تطوع تلك المنطقة إلا بتلك المجموعات، فهو سلاح خطر لكن لا يملكون غيره». وقال ثروت الخرباوى، القيادى المنشق عن تنظيم الإخوان: إن تاريخ الجماعات والتنظيمات المسلحة قادم من تنظيم الإخوان، مضيفاً ل«الوطن»: عندما انشقت مجموعة من شباب الإخوان، فى بداية نشأة «التنظيم»، أطلقت على نفسها اسم «جماعة شباب محمد»، ورأت أن طريقة حسن البنا فى الوصول إلى الخلافة طويلة ولن تثمر، وبعد ذلك أنشأ حسن البنا النظام الخاص سنة 1939، لأنه وجد أن شباب الإخوان يريدون العمل الجهادى، لتكون أول فكرة جهادية تنظيمية. وأوضح أن هذه التنظيمات اختفت حتى السبعينات، ثم ظهر تنظيم «الفنية العسكرية»، وكان يسمى نفسه «الدولة المسلمة»، وضم شخصيات من الأردن وفلسطين، قالوا بعد خروجهم من السجن إنهم حصلوا على تأييد ودعم من حسن الهضيبى، مرشد الإخوان آنذاك. وقال إنه تبعه تنظيم «التكفير والهجرة» الذى قاده شكرى مصطفى، موضحاً أنه كان يكفر المجتمع، ويرى ضرورة محاربة الحكام لتطبيق الشريعة الإسلامية، موضحاً أنه فى نفس الفترة نشأت الجماعة الإسلامية والجهاد وتنظيم التوقف والتبين، وتنظيمات أخرى كثيرة لم يكن لها تأثير كبير. وأكد «الخرباوى»، أنه لا مستقبل لهذه الجماعات الإرهابية، لأن الشعوب نفسها هى التى تقاوم هؤلاء الإرهابيين، ووجودهم بالأساس المعتمد على كسب التعاطف من الشعب انتهى، موضحاً أنه فى خلال 10 سنوات ستنتهى كل هذه التنظيمات الإرهابية.