سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» فى منزل ومدرسة «فارس».. ضحية «العقرب» والإهمال والدة الضحية: أحد المدرسين أحضره للبيت بعدما لدغه العقرب وأخذته للوحدة الصحية لحقنه بمصل.. ووكيل المدرسة: نقلناه بأنفسنا ولم نستغرق سوى دقائق
«حسبى الله ونعم الوكيل».. كلمات رددتها رجاء عطا أحمد، 35 سنة ربة منزل، والدة فارس أبوالنجا محمد، الطالب بالصف الأول الإعدادى، الذى راح ضحية الإهمال فى مدارس محافظة المنيا، ولقى حتفه بلدغة «عقرب» داخل مدرسته فى قرية «بلنصورة»، التابعة لمركز أبوقرقاص، بحزن وأسى ظلت الأم تردد: «أقول إيه لأبوك لما يرجع من السفر ويسألنى عليه»، فهى لم تخبر زوجها برحيل فلذة كبدهما؛ لأنه «يجرى على لقمة العيش ويعمل أجرياً يتنقل بين المحافظات من أجل توفير ما يسد رمق أسرته»، حسب قولها. دموع الأم لم تتوقف، وهى تروى تفاصيل الواقعة المؤلمة، قالت: «استيقظ ابنى فى الصباح الباكر، وتناول الإفطار وهو يضحك ويمزح، فقد كان يرى أن أول أيام الدراسة عيد، حيث ارتدى ملابس المدرسة الجديدة، وانطلق مع أصحابه، ووجهه يشع فرحاً وسروراً، وذهبت معه إلى المدرسة، ورأيته يقف فى الطابور، وبعدها أخذ يبحث عن فصله حتى أرشده أحد المدرسين إليه». وتابعت الأم: «أثناء الحصة الأولى شعر بشىء غريب يتحرك داخل ملابسه ويلدغه فانتفض، وأخذ يبحث فى ملابسه فاكتشف أنه عقرب، فقتله قبل أن يلدغ باقى زملائه، بعد ذلك عاد إلى المنزل برفقة أحد المدرسين وحكى لى ما حدث، فتوجهنا به إلى الوحدة الصحية التى تقع أمام المدرسة، وطلبت منا الممرضة شراء سرنجة من أقرب صيدلية لإعطائه مصل العقرب، وبعد أن أخذ المصل نصحتنا الممرضة بنقله لمستشفى أبوقرقاص العام، إذا ظهرت عليه أعراض قىء أو ارتفاع فى درجة الحرارة، وبعد مرور ساعة تقريبا بدأت هذه الأعراض تظهر، فتوجهت مع أقارب زوجى إلى المستشفى العام، وعقب دخوله الاستقبال فارق الحياة». التقط محمد يونس، فلاح وعم الضحية، طرف الحديث، وقال: «شقيقى أبوالنجا رجل فقير لديه أسرة مكونة من 5 أطفال، هم أحمد ومصطفى وفارس وعمر ومحمد، ولم نخبره بوفاة فارس حتى الآن؛ لأنه يجوب المحافظات بحثاً عن رزقه، ليسد احتياجات أسرته التى تكافح من أجل الحصول على قوت يومها». على بعد خطوات من منزل أسرة الضحية تقع مدرسة بلنصورة الإعدادية، التى شهدت الواقعة. توجهت «الوطن» إلى المدرسة، حيث الفناء والفصول القديمة، التى بنيت منذ 1973، ودورات المياه الضيقة غير الآدمية، والفصول صغيرة المساحة، وفروع الأشجار كانت تملأ الفناء. «الوطن» قابلت عبدالمجيد على حسن، وكيل المدرسة والمشرف على الفترة المسائية، لسؤاله عما حدث، فقال: «بعد انتهاء الطابور الصباحى دخل فارس فصله، وفى بداية الحصة الأولى لاحظت المعلمة أنه يتحرك كثيراً، فسألته: «مالك؟»، فرد قائلاً: «فى حاجة لدغتنى»، وعلى الفور أبلغت المدرسة المدير والإخصائى الاجتماعى والمشرفين، ونقل التلميذ للوحدة الصحية المواجهة للمدرسة، وأخذ مصل العقارب، ولم تستغرق هذه العملية بضع دقائق، بعدها نقل إلى المستشفى العام فى أبوقرقاص، وهناك فارق الحياة».