الأمراض الروماتيزمية من أكثر الأمراض شيوعاً وانتشاراً فى مصر، وتكمن خطورتها فى ازدياد حدة المضاعفات عند إهمال المرض والاكتشاف المتأخر للمرض، والأمراض الروماتيزمية هى مجموعة متباينة من الأمراض تشترك جميعاً فى حدوث التهاب فى المفاصل، وتعد أمراضاً مزمنة تستمر طيلة العمر ولكن التشخيص المبكر يلعب دوراً فعالاً فى علاج المرض. عن أهم الأمراض الروماتيزمية وأخطر المضاعفات الممكنة كان هذا الحوار مع الدكتور باسل الزرقانى، أستاذ الروماتيزم بكلية طب قصر العينى. ■ ما أكثر الأمراض الروماتيزمية انتشاراً فى مصر؟ - التهاب المفاصل الروماتويدى، «الروماتويد» من أكثر الأمراض الروماتيزمية انتشاراً، وخشونة المفاصل أيضاً والنقرس يعتبران من الأمراض الروماتيزمية الشائعة، فضلاً عن التهاب الفقرات التيبسى. ■ ما خصائص الروماتويد وأهم أعراضه؟ - الروماتويد هو من أمراض المناعة المزمنة التى تؤدى بالجهاز المناعى لمهاجمة المفاصل مسبباً تدميراً لها وأحياناً ما يسبب الروماتويد الإعاقة، وأكثر الأعراض شيوعاً تتمثل فى حدوث ضعف فى العضلات خاصة عضلات مفصل اليد أو القدم وأصابع اليد وحول الأصابع، فلا يستطيع المريض فتح يديه حيث تصبح عضلات يديه متيبسة أى صلبة خاصة عند الاستيقاظ من النوم فى الصباح. ■ ما أكثر الفئات المحتمل إصابتها بالمرض؟ - السيدات أكثر إصابة بالمرض من الرجال نتيجة وجود الهرمون الأنثوى المحفز لخلايا المناعة، كما أنه أكثر انتشاراً فى الفئة العمرية التى تبدأ من العشرين حتى سن الأربعين. ■ ما نسبة انتشار المرض فى مصر؟ - يقدر عدد المصابين فى العالم ب1% إلى 2%، ويقدر أن مصر بها تقريباً نفس النسبة. ■ ما العوامل المؤدية للإصابة بالمرض؟ - يحدث خلل فى الجهاز المناعى الذى يحمى الجسم من العدوى والأورام وغيرها من الأمراض الأخرى، ويعد من أهم الأسباب العامل الوراثى والضغوط النفسية. ■ ما مضاعفات المرض؟ - الإهمال فى علاج الروماتويد يؤدى إلى مضاعفات عديدة، فهو يقلل المدى الزمنى للحياة، أى أن المرضى قد يفقدون بعض سنوات من عمرهم، ويمكن أن يؤدى إلى تشوهات فى المفاصل أو يُفقد الحركة، وهو مرض مناعى ويسبب الالتهاب. ■ ماذا عن مرض الذئبة الحمراء؟ - هو مرض التهابى مزمن ينشأ عندما يهاجم الجهاز المناعى أنسجة الجسم نفسه وأعضاءه، والالتهاب الذى يشكل مرض الذئبة مصدره قد يصيب أجهزة الجسم المختلفة بما فى ذلك المفاصل والجلد والكليتان وخلايا الدم والقلب والرئتان. ■ ما أسباب الإصابة بالمرض؟ - مرض الذئبة يحدث حينما يهاجم الجهاز المناعى الأنسجة السليمة فى الجسم بدلاً من مهاجمة الأجسام الغريبة فقط، ويمكن أن يحدث مرض الذئبة نتيجة عوامل جينية أو وراثية أو يمكن أن يحدث نتيجة وجود ميكروبات معينة أو تناول بعض أنواع الأدوية أو نتيجة حدوث أى اضطراب ما فى جهاز المناعة، ويعد التوتر الشديد والضغوط النفسية من المسببات المهمة للمرض. ■ ما أكثر الأعراض شيوعاً؟ - أكثر الأعراض شيوعاً هى وجود بؤرة حمراء على الجلد أو نقط حمراء، ولذلك يسمى المرض بالذئبة الحمراء، أو طفح جلدى أو الشعور بآلام فى المفاصل أو آلام فى الصدر أثناء التنفس، وأحياناً ما يعانى بعض المرضى من سقوط الشعر. ■ ما أكثر المضاعفات خطورة؟ - قد يؤثر الالتهاب الناجم عن مرض الذئبة على أعضاء عديدة فى الجسم، مثل الجلد والمفاصل، والأكثر خطورة هو إصابة بعض الأعضاء الحيوية المهمة مثل الكليتين والجهاز العصبى المركزى والدم والأوعية الدموية والرئتين والقلب والمخ. ■ ما أكثر الفئات إصابة بالمرض؟ - من المعروف أن المرض أكثر انتشاراً فى النساء من الرجال، وذلك يرجع إلى أسباب هرمونية، فمن بين كل 4 مصابين يكون بينهم 3 سيدات. ■ هل يؤثر المرض سلباً على صحة الجنين أثناء الحمل؟ - لا يؤثر المرض إطلاقاً على صحة الجنين، ولكن يجب على السيدة الحامل أن تتابع جيداً مع الطبيب المعالج البرنامج العلاجى المخصص لها، وتلك الأدوية لا تؤثر مطلقاً على صحة أو نمو الجنين. ■ هل يسبب المرض بشكل أو بآخر مشكلة فى الإنجاب؟ - لا يؤثر المرض مطلقاً على القدرة الإنجابية للسيدات المصابات. ■ ما النصائح التى توجهها بشكل عام كى تتم الوقاية من الأمراض الروماتيزمية؟ - أنصح بممارسة الرياضة المنتظمة، لأنها تقوى العضلات وتقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المناعية، كما يجب اتباع نظام غذائى متوازن والتخلص قدر الإمكان من الوزن الزائد، لأنه يتسبب فى الإصابة بأمراض روماتيزمية كثيرة، مثل خشونة المفاصل وخاصة فى السيدات اللاتى تنتشر لديهن نسبة الإصابة عن الرجال نتيجة السمنة، كما يجب أيضاً الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط النفسية، ويجب أن يتم الالتفات لضرورة التشخيص المبكر للحد بنسبة كبيرة جداً من مضاعفات الأمراض الروماتيزمية. ■ هل لفيتامين «د» دور فى الوقاية من الأمراض الروماتيزمية؟ - فيتامين «د» له دور كبير فى الوقاية، لأنه يقوى العضلات ويمثل سلاحاً ضد هشاشة العظام، وهو موجود فى الشمس التى تعد أكبر مصدر للفيتامين، وهى مفيدة جداً وبالتالى يجب التعرض للشمس لامتصاص فيتامين «د»، حيث إنه موجود فى عناصر غذائية نادرة مثل السلمون، كما توجد نسب قليلة من الفيتامين فى البرتقال واللوز.
