تناولنا في المقال السابق 5 أسباب وراء تدفع الرجال والنساء للخوف الكبير من الزواج، وفي هذا المقال نستكمل باقي الأسباب، وبعض النصائح التي تساعد علي إزالة هذا الخوف. 6 – الخوف من عدم وجود أمور مشتركة: الرجل يريد أن تشاركه المرأة في أمور متعددة، فهو يخاف انعدام تلك الأمور بعد الزواج، وخاصة إذا كانت المرأة تفعلها من أجله، وهذا الأمر يرجع إلى شعور المرأة أنها لا تستطيع بعد الزواج مواكبة هوايات زوجها، وأنها كانت تفعل ذلك قبل الزواج كنوع من أنواع التقرب لزوجها، وكذلك الفتاة تخاف أن تكون اختارت زوجًا ليس بينها وبينه أمورًا مشتركة تتيح لهما دفع عجلة الحياة معا، وخاصة بعد مرور فترة من زواجهما وتسلل الملل إلى الحياة. 7 - الخوف من الفشل: يخاف كل من الرجل والمرأة من الفشل في الحياة الزوجية، فقد ينتهي بها إلى الطلاق، خاصة مع ازدياد معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة. 8 – فقدان الثقة: عندما يمر الإنسان بتجربة حب أو ارتباط وتفشل فيفقد الثقة في الجنس الآخر، ويبدأ بالشك والهروب من فكرة تكرار الفشل، وما يعقبها من آلام نفسية. 9 – للاستقرار ثمن: الزواج في أساسه استقرار نفسي وعاطفي، ودائمًا ما الرجل ينظر إلى عملية تحقيق الاستقرار، بمعنى آخر فهو يعيش الاضطراب من أجل الاستقرار، أما بالنسبة للمرأة فهي تنظر إلى الاستقرار أكثر بكثير من كيفية تحقيقه، وهي بالتالي تعيش الاستقرار بغض النظر عن كل الاضطراب الذي يتسبب به تحقيقه، ولكن الزواج هو علاقة اجتماعية محددة بشخصك أنت ولك نجاحها أو فشلها، فليس كل زواج فاشل، فلا تنظر لتجارب الآخرين بصورة سلبية، ولا تستمع للمحبطين من حولك، ولكن تعلم من تجاربهم، واترك لنفسك العنان لتعيش التجربة بكل ما فيها، ولا تخاف من التعامل مع الجنس الآخر ولا تقلق من تربية أولادك ويمكنك الأطمئنان لهذا الأمر بحضور دورات إعداد للزواج وقبلها دورات كيفية اختيار شريك الحياة حتى تكون مطمئن أن الشخص الذي اخترته هو الشخص الصحيح ويمكن معه تكملة حياتك والعيش بسعادة، وبالنسبة للخوف من فقدان حريتك وذاتك فهذا الأمر يمكنك تحديده مع شريك الحياة والاتفاق عليه قبل الزواج، فكل طرف له حريته الشخصية ولحظاته الخاصة وأصدقائه، فالزواج ليس انفصال عن العالم للالتصاق بشخص واحد، ولكنه تكملة سعادة هذا العالم بوجود هذا الشخص، فتشجع وسر على أسس صحيحة، وانت تختار شريك حياتك، وستسعد عندما تحقق النجاح. وينبغي أن تجلس مع نفسك لتصحح موقفك الفكري من مسألة الزواج، واطرد كل الأفكار السلبية من عقلك، وانظر إلى قصص الزواج الناجحة، وأعطي لقلبك دوره؛ فينبغي أيضًا أن تصغى لصوت القلب، فالحياة الزوجية المبنية على حب متبادل تبدأ ملامحها قبل الارتباط تكون أمتن من حياة لم تنشأ على أساس من الود. وعن أبسط أسس الاختيار للشاب، فتوكل على الله أولا، والتمس وأبحث عن ذات الدين، والخلق، وأخبر أسرتك عن رغبتك في الزواج، وأطلب منهم مساعدتك وتشجيعك على الإقدام على هذا الأمر، ولا تخف من تحمل المسؤولية، فهي البوابة لعالمك الصغير ليكتمل به عالمك الكبير، فرحتك بحياتك المطمئنة المستقرة، وأولادك الناجحين، ولحظات فرحتهم معك ستساوي الكثير، أكثر ما بذلته من جهد، وما تحملته من مسؤولية، وأنظر إلى مستقبلك، فمن الذي سوف يؤنس وحدتك عند كبرك، وانقطاع عمرك؟. وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة فاختاري صاحب الدين المستقيم والخلق الحسن، بالإضافة للقبول ووجود المودة فتلك مقدمات حياة زوجية مستقرة ناجحة ولا تخافي من المسؤولية، وتعلمي كثيرًا عن الأمر قبل الإقدام عليه، فالعلم مقدمٌ على العمل، فتعلمي وخذي بالأسباب، تصلي إلى المراد في ذلك، ولا تخافي من التضحية بعملك أو مواهبك فكونك أما وزوجة مثالية فاضلة يساوي الكثير. وأخيرًا، الزواج هو المودة والرحمة والسكن، ولم يكن أبدًا "شر لابد منه".