سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نهاد عوض: تصريحات أوباما هدفها ألا يشك الأمريكيون في صرامته مع المصريين رئيس مركز الدراسات الإسلامية الأمريكية فى حوار مع الوطن: الهدف من الفيلم المسىء للرسول دق «إسفين» بين مصر والولايات المتحدة
يسيطر التوتر على العلاقة بين الدول العربية والولاياتالمتحدة بعد أن تصاعدت ردود أفعال الشارع العربى الغاضبة على الفيلم المسىء للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، مما دفع «الوطن» لإجراء حوار عبر الهاتف مع رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الدكتور نهاد عوض للوقوف على آخر المستجدات، ومعرفة كيف ستلقى أعمال العنف التى اندلعت ضد واشنطن فى المنطقة بظلالها على الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى نوفمبر المقبل. وفيما يلى نص الحوار: * كيف ترى الفيلم المسىء للرسول من وجهة نظر أمريكى مسلم؟ - أى إساءة للإسلام ورسوله تعد إساءة لنا جميعاً وتأثيرها عميق. أنا متألم، والمهم هو كيفية الرد عليها. * ما رأيك برد فعل مسلمى الدول العربية؟ - رد الفعل مبالغ فيه، فالمجموعات المخربة لها دوافع أخرى، وتدّعى أن ما يحدث هو للدفاع عن الرسول. مجموعة صغيرة متطرفة أنتجت الفيلم، والمؤسسات الأمريكية ليست شريكة فى صناعته أو تسويقه، وهنا نجد الاعتداء على المصالح الأمريكية مخالف للمنطق، وأذكر قول الله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [الزمر: 7] فتوجيه العنف للسفارات الأمريكية غير مشروع وغير أخلاقى. * كيف يستقبل الأمريكيون حالياً ما تبثه شاشات التليفزيون؟ - الأمريكيون لا يعرفون شيئاً عن الفيلم ولم يشاهدوه لأنه فيلم ردىء وساقط، ولا أعتقد أنه سيُعرض فى أى دور عرض، فهو فيلم نكرة انتشر بين العرب فقط لأنهم المستهدَفون منه. والأمريكيون مصدومون من العنف ضدهم.. ولا أشك أن هدف منتجى الفيلم أن يُظهروا العرب فى مظاهر الهمجية، هذه صدمة تكرس الصورة السلبية عن المسلمين، والإساءة أتت بيد المسلمين وتصرفاتهم. * كيف تفسر الغموض المحيط بشخصية منتج الفيلم نيقولا باسيلى نيقولا وعدم وجود صور له؟ - تنتشر معلومات خاطئة فى ظل التوتر. لكن فى النهاية كُشفت هوية منتج الفيلم، وتبين أن له 600 رقم حساب مصرفى، وسُجن 21 شهراً بتهم الاحتيال المصرفى وأُخلى سبيله بشرط ألا يستخدم الإنترنت لمدة 5 سنوات. وهناك أيضاً شخص آخر معه معروف بمعاداته للمسلمين وعمله مع جماعات متطرفة، وهؤلاء جميعاً أعدادهم قليلة ولا يمثلون المسيحية. * برأيك، هل مصادفة أن ينتشر الفيلم فى ذكرى أحداث 11 سبتمبر؟ - التوقيت يستهدف مشاعر الأمريكيين، ويجب على المسلمين توخى الحذر بألا نقع فى كمين تنصبه لنا فئة متطرفة. * هل ستتأثر العلاقات الأمريكية العربية؟ - هدف منتجى الفيلم أن تتأثر العلاقات سلبياً لأن الإدارة الأمريكية أيّدت الربيع العربى.. فالفيلم أعطى فرصة ذهبية لمن يريد أن يعكر صفو علاقة العرب مع واشنطن. لا شك أن الأحداث الحالية لها انعكاسات سلبية على الانتخابات الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل. * هل تؤمن بنظرية المؤامرة التى تبثها بعض المواقع الإخبارية بأن جهات إسرائيلية ونصرانية وراء نشر الفيلم للحد من صعود الإسلاميين؟ - يجب أن نصلح من أنفسنا ونسيطر على ردود أفعالنا أياً كانت الجهات التى تقف وراء الفيلم. * كيف ترى إرسال قوات مارينز لحماية سفارات واشنطن بالدول العربية؟ - يجب توفير الحماية للسفراء والرعايا الأجانب، وهذه أخلاق المسلمين فى عهد الرسول. وذلك يتم بالتعاون مع الحكومات العربية، ولا أتمنى أن تصل الأمور لحد التدخل الخارجى، وعليه يجب أن يؤدى العقلاء دوراً فى إيقاف الأزمة. * ما رأيك فى تصريحات المرشح الجمهورى للرئاسة ميت رومنى بأن أوباما أضعف سلطة الولاياتالمتحدة حول العالم؟ وأن عليها اتخاذ موقف أكثر حزماً مع مصر وتهديداته بقطع المعونة؟ رومنى وأمثاله يحاولون الصيد فى الماء العكر لأسباب سياسية لتسجيل مواقف أمام الناخب. لا شك أن هذا شىء مؤسف. * صرّح أوباما بأن مصر ليست حليفاً ولا عدواً لواشنطن.. بماذا تبرر هذه التصريحات، وهل هى بداية لمراجعة موقفه من صعود الإخوان؟ - أوباما يحاول أن يطمئن الناخبين وهو حذر لأنه يدرك أن الجمهوريين يحاولون الاستفادة من الصورة المشوهة للمسلمين، وأعتقد أنه لا يريد أن يشك أحد فى صرامته فى التعامل مع المصريين. وهو لم يقل إن مصر عدو لأن هناك علاقات استراتيجية وتعاون عسكرى ومعاهدة سلام مع إسرائيل. * برأيك، إلى أى مدى سوف تنعكس الأحداث الأخيرة على الانتخابات الأمريكية، وهل ستؤثر على فرص فوز أوباما بفترة رئاسة ثانية؟ - أتوقع أنه لو استمرت أعمال العنف بهذه الوتيرة فإن الجمهوريين سيستغلونها مما يضعف من فرص أوباما ومكانته، إلا لو اتُّخذت إجراءات صارمة فإنه سيعيد مكانته أمام الأمريكيين لكن ذلك سيؤثر سلبياً على علاقته مع العرب. - هل الأحداث الأخيرة سوف تحد من نشاطاتكم فى معالجة مشكلة التمييز العنصرى ضد المسلمين فى الولاياتالمتحدة وما حققتموه فى هذا الصدد؟ - نحن نلاحظ الآن أن هناك بعض ردود الأفعال وبعض الاعتداءات على المسلمين، ومؤخراً -على سبيل المثال- تعرضت 30 سيارة للتخريب بعد صلاة الفجر فى فيرجينيا فى واشنطن، ما حدث وفّر بيئة خصبة للمتطرفين للقيام بأعمال انتقامية ضد المسلمين.