لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في أن يصبح اسم الاسكتلندي "جراهام بيل" مخلدًا في التاريخ، بعد أن كان السبب في تقريب المسافات بين الناس، حول العالم، بعدما تمكن من اختراع الهاتف، أثناء محاولته لصنع جهاز يساعد به ضعاف السمع، خاصة وأن زوجته ووالدته عانوا منه. وشكل مرض والدته وزوجته، الدافع الأساسي وراء أبحاثه في مجال السمع والكلام، وإجراء المزيد من التجارب على أجهزة السمع، الأمر الذي مكنه في النهاية من نيل أول براءة اختراع أمريكية عن جهاز الهاتف في مثل هذا اليوم، 2 يونيو عام 1876، أي منذ 138 عامًا. ولم يتلق "بيل" مناهج تعليمية خاصة، حيث أنه تعلم مثل إخوته على يد والده، فتلقى مراحل تعليمه الأولى بالبيت، ثم التحق بالمدرسة الثانوية الملكية في مدينة "إدنبرج" باسكتلندا، وتخرج فيها وهو في الخامسة عشرة من عمره بعد المراحل الأربع التعليمية الأولى. وحصل على وظيفة معلم لفن التخاطب والموسيقى، وهو في سن السادسة عشر، في أكاديمية "وستن هاوس"، بمدينة إليجن باسكتلندا، وفي عام 1871 سافر إلى بوسطن بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وواصل تجاربه لصناعة جهاز يساعد ضعاف السمع. وتوصل "بيل" لاختراع الهاتف، من خلال تطويره جهاز التليغراف الصوتي، ثم قام بإنشاء شركة لإنتاج الهواتف برفقة مجموعة من أصدقائه في الولاياتالمتحدة، وعلى مدى فترة 18 عامًا، واجهت شركة بيل للهواتف 587 دعوى قضائية تتعلق ببراءة اختراع الهاتف، بما في ذلك 5 ادعاءات لدى المحكمة العليا للولايات المتحدة، ولكن لم تنجح ولا واحدة منها في إثبات عدم أولوية العمل الأصلي لبراءة اختراع بيل. وبعد فشل كافة المحاولات القديمة في نزع براءة اختراع الهاتف من العالم الاسكتلندي، أصدر الكونجرس الأمريكي عام 2002، قرارًا يحمل رقم 269، اعترف فيه رسميًا أن جراهام بيل، ليس صاحب فكرة اختراع الهاتف، وأنه حصل عليها ضمن نموذج من نماذج اختراعات الإيطالي "انطونيو ميوتشي"، وأن بيل قام فقط باختراع الهاتف بناءً على تلك الفكرة. وتعددت أشكال الهواتف منذ اختراع جراهام بيل، الذي يعد النواة لما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، فمن الهاتف ذي السماعتين المنفصلتين، ثم الهاتف المزود بالقرص الدوار، والذي تتطور واستبدل القرص بالأزرار، إلى أن اشتعلت ثورة وسائل الاتصال بظهور الهاتف المحمول، وبمزيد من الابتكارات أصبحنا نمتلك الهواتف الذكية، ذات الكاميرتين، والشاشة التي تعمل باللمس، باختلاف الأحجام والأسعار.