سادت حالة من الارتباك والفوضى والتخبط مدارس المنيا في أول أيام الدراسة، حيث بدأ اليوم بأزمة مواصلات طاحنة، وانعكست أزمة السولار والبنزين على وسائل المواصلات، فتكدست السيارات بالتلاميذ، خاصة المواصلات التي تقل طلاب المدارس الثانوية والفنية من القرى إلى مدارسهم بالمدن، واستغل عدد من السائقين الزحام الشديد في رفع تعريفة الركوب. ففي قرية الإسماعيلية، التابعة لمركز المنيا، أصيب تلاميذ المدرسة الإعدادية بحالة من الفزع بسبب وقوع مشاجرة بالأسلحة النارية بين عائلتين، بسبب نزاع على قطعة أرض ملاصقة للمدرسة. وأكد ياسر حماد، مدرس بالمدرسة، أن المدرسين اضطروا إلى إخلاء الفصول من التلاميذ، وتم تجميعهم في "حوش" المدرسة خوفا عليهم من الإصابة، خاصة وأن طرفي المشاجرة كانوا يطلقون الأعيره النارية في الهواء بشكل عشوائي. وفي مدرسة أبوعياد الابتدائية، التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا، منع عدد كبير من أولياء الأمور أبناءهم من الذهاب إلى مدارسهم، احتجاجا على عدم الانتهاء من بناء مدرسة جديدة وهدم جزء من المدرسة القديمة الآيلة للسقوط، والإبقاء على جزء آخر. وكان أهالي القرية قد تظاهروا أمام المحافظة أكثر من مرة نهاية العام الدراسي الماضي، وأكدوا أن المدرسة التي يتلقى فيها أبناءهم التعليم مؤجرة منذ عام 1948، ومبنية بالطوب اللبن، وبها تصدعات وتشققات، ويواجه أبناؤهم مخاطر جمَّة، وسيدفعون أرواحهم ثمنا باهظا لإهمال المسؤولين. وأشاروا إلى أنهم تقدموا بعدة شكاوى إلى المسؤولين دون فائدة، على الرغم من أنه تم إحلال وتجديد مئات من المدارس حالتها جيدة مقارنة بمدرسة أبوعياد الابتدائية. وهدد الأهالي بالتصعيد ومنع أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة لحين وضع حل لهذه المشكلة. وبدأت دوريات الشرطة منذ الصباح الباكر في التجول حول المدارس، خاصة المدارس الفنية ومدارس البنات بالمدن ومراكز المحافظة، تحسبا لوقوع أعمال بلطجة أو تحرشات واعتداءات على الطلاب، خاصة في المدارس التي تقع في أماكن متطرفة. وكانت أبرز الشكاوى التي ظهرت في أول أيام الدراسة هي وجود فوضى، خاصة في المدارس الابتدائية، وحدوث تكدس غير مسبوق في الفصول بمدارس القرى، ومنها زهرة والبرجاية ودمار يس وصفط اللبن وعزبة بشري وإطسا، وعدم سير العملية التعليمية بانتظام. وأجرى الدكتور مصطفى عيسى، محافظ المنيا، جولة تفقدية لعدد من المدارس لمتابعة سير العملية التعليمية وانضباط العمل بالمدارس ومستوى الأداء، وللتأكد من استكمال كافة المرافق وأعمال الصيانة ومستوى النظافة بكل مدرسة، وشدد على ضرورة الانتهاء من تسليم كافة الكتب المدرسية للطلاب وانتظام العملية التعليمية وتسجيل غياب الطلاب ووضع جداول الحصص وكشوف أسماء الطلاب بكل فصل.