كما أن الأمريكان جميعا ليسوا كمن صنع الفيلم المسيء للإسلام، والذي أشعل احتجاجات المسلمين في الدول العربية ضد السفارات الأمريكية، وهو ما تسبب في مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا، كريس ستيفنز، وسقوط عشرات المصابين في الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المكلفة بتأمين مبنى السفارة الأمريكية بالقاهرة، واقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء اليمنية، فإن الليبيين ليسوا جميعا كهؤلاء الذين شنوا الهجوم الغادر على مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي ب"ليبيا". في بنغازي الليبية، وبالقرب من موقع الهجوم على السفير الأمريكي ومرافقيه بمقر القنصلية الأمريكية، وفي الوقت نفسه الذي تستمر فيه أعمال العنف ومحاولة اقتحام السفارات الأمريكية في دول مختلفة، خرج عشرات الليبيين في مظاهرة ضد الإرهاب والعنف، وللتعبير عن التعاطف مع الولاياتالمتحدة، وإظهار الحزن والأسى لمقتل السفير الأمريكي. منذ بداية الثورة الليبية، كانت بنغازي هي المدينة الأولى التي انطلقت منها شرارة الثورة التي دعمها الغرب ضد نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ولكنها في الوقت نفسه موطن لبعض الإسلاميين الذين يراهم كثيرون "متطرفين"، ففي حين ينفذ بعضهم هجوما ضد مبنى القنصلية الأمريكية، ويخرج بعضهم الآخر في مظاهرات منددة بالهجوم، وتعبيرا عن استيائهم من العمل الإرهابي الذي راح ضحيته السفير و3 من موظفي السفارة الأمريكية. نشرت قناة الحرة الليبية، التي أنشأت مع بدايات ثورات الربيع العربي، والموقع الرسمي لها، صورا على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لمسيرة تُظهر مجموعة من الليبيين يتظاهرون لإظهار الدعم والتعاطف مع الحكومة الأمريكية والسفير الأمريكي القتيل كريس ستيفنز.