آخر تحديث لسعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 24 أبريل 2024    الصوامع والشون بالمحافظات تواصل استقبال القمح من المزارعين    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 في أسواق الأقصر    ثانى أيام المقاطعة.. انخفاض سعر بعض أنواع السمك بدمياط    البنك المركزي: سداد 8.16 مليار دولار فوائد وأقساط ديون خارجية خلال الربع الأول من 2023/2024    اليوم.. «خطة النواب» تناقش موازنة مصلحة الجمارك المصرية للعام المالي 2024/ 2025    سويلم يلتقي المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    الرئيس الإيراني يصل سريلانكا    جوزيب بوريل يدعو إلى خفض التوترات وتهدئة التصعيد بين إيران وإسرائيل    متحدث "البنتاجون": سنباشر قريبا بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة    بينهم نتنياهو.. تخوفات بإسرائيل من صدور مذكرات اعتقال دولية بحق مسؤولين كبار    رابطة العالم الإسلامي تدين مج.ازر الاحتلال الإسرائيلي في مجمع ناصر الطبي بغزة    مفوض حقوق الإنسان أكد وحدة قادة العالم لحماية المحاصرين في رفح.. «الاستعلامات»: تحذيرات مصر المتكررة وصلت إسرائيل من كافة القنوات    احتفالات مصر بذكرى تحرير سيناء.. تكريم الشهداء وافتتاح المشروعات التنموية والثقافية    لازم ياخد كارت أحمر .. ميدو يهاجم التحكيم في مباراة العين والهلال    مرشح لخلافة علي معلول.. مفاجأة جديدة لجماهير الأهلي    التشكيل المتوقع لباريس سان جيرمان ضد لوريان في الدوري الفرنسي    جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباريات يوم الاربعاء 2024/4/24    اليوم.. طقس شديد الحرارة على جميع الأنحاء والعظمي بالقاهرة 41 درجة    شروط تقديم الأعذار المرضية قبل بدء امتحانات نهاية العام 2024.. التفاصيل والضوابط    تفاصيل الحالة المرورية في القاهرة والمحافظات.. كثافات أعلى كوبري أكتوبر    علاقة مُحرّمة.. فصل جديد في قضية مقت.ل طبيب بالتجمع الخامس.. بعد قليل    تاريخ مميز 24-4-2024.. تعرف على حظك اليوم والأبراج الأكثر ربحًا للمال    الكونجرس يقر نهائيا قانونا يستهدف تغيير ملكية تطبيق التواصل الاجتماعي تيك توك    الشيوخ الأمريكي يوافق على 95 مليار دولار مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا    الكرم العربي أعاق وصولها للعالمية، "بيتزا المنسف" تثير الجدل في الأردن (فيديو)    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    عتريس السينما المصرية.. محمود مرسي تزوج مرة واحدة وتوفى أثناء التصوير    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    الصين تعارض إدراج تايوان في مشروع قانون مساعدات أقره الكونجرس الأمريكي    الكونجرس يقر مشروع قانون يحظر «تيك توك» بالولايات المتحدة    يقترب من بيراميدز.. تفاصيل رحيل محمد صبحي عن الزمالك    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    بعد وصفه بالزعيم الصغير .. من هم أحفاد عادل إمام؟ (تفاصيل)    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    خطر تحت أقدامنا    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    نتائج مباريات ربع نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    من أمام مكتب (UN) بالمعادي.. اعتقال 16 ناشطا طالبوا بحماية نساء فلسطين والسودان    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    هل يجوز طلب الرقية الشرعية من الصالحين؟.. الإفتاء تحسم الجدل    رغم فوائدها.. تناول الخضروات يكون مضرا في هذه الحالات    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    عاجل - درجات الحرارة ستصل ل 40..متنزلش من البيت    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    شربنا قهوة مع بعض.. أحمد عبدالعزيز يستقبل صاحب واقعة عزاء شيرين سيف النصر في منزله    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرة راشد الغنوشى ‬حول جماعة «الإخوان ‬المسلمين‮»‬ فى ‬مصر‬
نشر في الوطن يوم 16 - 05 - 2014

تقدم راشد الغنوشى ‬زعيم حزب النهضة التونسى، ‬بورقة بحثية أمام التنظيم الدولى ‬لجماعة الإخوان فى ‬اسطنبول مؤخراً‮. تناولت الورقة التى ‬قرأها ممثل عن‮ ‬الغنوشى ‬أمام الاجتماع الأخير للتنظيم وضع الإخوان‮ (‬المسلمين‮) ‬فى ‬مصر‮ ‬وسوريا وفلسطين‮.‬‬‬‬‬‬‬
تضمنت الورقة نحو‮ (‬ستين صفحة‮) ‬وجاءت بعد اجتماع لقيادة الإخوان فى ‬مصر وفى ‬سوريا كلٌ على ‬انفراد فى ‬نهاية شهر‮ ‬أبريل الماضى.‬‬‬‬
وكان الغنوشى ‬قد سبق أن بعث بهذه الورقة من قبل إلى ‬كل من حسن الترابى (‬السودان‮) ‬وهمام سعيد‮ (‬الأردن‮) ‬ورياض الشقفة‮ (‬سوريا‮) ‬وبعض قيادات الإخوان فى ‬لندن، ‬حيث طلب دعمهم لها خلال عرضها على ‬التنظيم الدولى.‬‬‬‬‬‬
غير أن هذه الورقة اعتُبرت من جانب الغالبية العظمى ‬انقلاباً جذرياً فى ‬تفكير راشد الغنوشى، ‬كما أن الورقة أزعجت أردوغان وجماعة الإخوان فى ‬مصر كثيراً، ‬حيث طالبوا بحفظ الورقة والتكتم عليها وتأجيل مناقشتها إلى ‬وقت لاحق، لأنها تحمل فى ‬طياتها تأثيرات سلبية ومخاطر على ‬مسيرتهم وخططهم فى ‬مصر التى ‬سبق أن اتفقوا عليها بتاريخ ‮‬14 مارس ‬2014‬.‬‬
كانت ردة فعل «الغنوشى» ‬على ‬هذا القرار‮ ‬غاضبة لأن الورقة لم توزع على ‬البلاد المعنية واتهم «الغنوشى» ‬بعد تسريبها بعشرة أيام أنه‮ ‬يقف وراء ذلك على ‬عكس رغبة وقرار التنظيم الدولى ‬للإخوان‮.‬‬‬‬
‮■■■‬‬
فى ‬بداية الورقة وصف «الغنوشى» ‬قيادة الإخوان‮ (‬المسلمين‮) ‬فى ‬مصر وسياستهم المرتبكة والارتجالية بأنها صبيانية‮.‬‬‬‬
وبعد أن أسهب مطولاً‮ ‬فى ‬الحديث عن التجربة المصرية قال‮ «‬كان حظ المصريين أن تجربة الربيع العربى ‬قد سبقتهم، ‬وكان لديهم الوقت الكافى ‬لدراسة التجربة التونسية والتركيز عليها واستخلاص العبر بشأنها ليتجنبوا سلبيات تجربتنا فى ‬تونس ويركزوا على ‬الإيجابيات فيها، ‬ولكن للأسف انطلق الإخوان فى ‬مصر وكأن شيئاً لم‮ ‬يحدث فى ‬دولة شقيقة لهم، ‬بقيادة أشقاء وإخوان‮ ‬يشاركونهم نفس النهج والتجربة ولم‮ ‬يكلفوا خاطرهم باستشارتنا».‬‬‬‬‬‬
وقال «الغنوشى»: «‬لقد فرضنا أنفسنا عليهم وراسلناهم وخاطبناهم ووجهناهم وحذرناهم وشجعناهم فى ‬العديد من المواقف ولكن لا حياة لمن تنادى».‬
وقال‮: «‬لم تكن تجربة الإخوان فى ‬مصر مع بدايات ثورة الشعب المصرى ‬منذ الأيام الأولى ‬لثورة‮ ‬25‮ ‬يناير تمضى ‬فى ‬طريقها الطبيعى، ‬بل لاحظت أن ارتباكاً كبيراً وتردداً عميقاً‮ ‬يسود قيادة الإخوان فى ‬مصر‮.‬‬‬‬‬‬
فقد كان هناك جزء من القيادة‮ ‬يدعو للمشاركة فى ‬الثورة، ‬وجزء آخر‮ ‬يدعو للانتظار، ‬والثالث كان‮ ‬يريد المراقبة والترقب، ‬بينما نزل الشعب المصرى ‬بأسره إلى ‬الشوارع من واقع الظلم والمعاناة والجوع والفقر‮».‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬لا‮ ‬يمكن لأى ‬حزب ولا أى ‬قيادة أن تدعى ‬أنها صاحبة الانطلاقة فى ‬هذه الثورة، ‬فقد التحق الإخوان كغيرهم بالجماهير بدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يقودوها وكان الإخوان كغيرهم حذرين من هذا التحرك الشعبى، ‬لم‮ ‬يراهنوا للحظة على ‬نتائجه، ‬ولم‮ ‬يريدوا أن‮ ‬يدفعوا ثمن مشاركتهم فى ‬حال فشلت هذه الثورة الشعبية، ‬مع أنهم طيلة السنوات الماضية كانوا‮ ‬يدفعون ثمناً باهظاً‮».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
«لم أقتنع بحذرهم ولا بأسبابه، ‬لأنهم لم‮ ‬يكونوا وحيدين، ‬فهناك‮ ‬غطاء شعبى ‬عفوى، ‬كان من الممكن التحكم فيه وصياغة نتائجه بقدر انخراطهم مع الشعب وثورته، ‬وعندما التحقوا بالثورة كان الموقف ضبابياً، ‬فالبعض شارك والبعض ساوم وهناك من فاوض عمر سليمان»‮.‬‬‬‬
وقال «الغنوشى»: «‬فى ‬اليوم السادس للثورة فى ‬مصر اتصلت بمكتب الإرشاد وقلت لهم ما أسمعه وأشاهده عبر وسائل الإعلام، ‬وقلت لهم أهنئكم سلفاً بانتصار الثورة، ‬والشعب لن‮ ‬يخطو أى خطوة للوراء، ‬فألقوا بكل ثقلكم فيها، ‬فما نشاهده وما نسمعه عبر وسائل الإعلام‮ ‬يبشر بالنصر، ‬وقلت لهم اعملوا على ‬تأطير الجماهير وحددوا مطالبها حسب الأولويات، ‬ولا تساوموا، ‬ولا تفاوضوا على ‬بقاء النظام، ‬لأن الجماهير فى ‬هذه الحالة سوف تلفظكم وتسقطكم بمعية النظام‮».‬‬‬‬
وقال: «‬أنا لا أخفى ‬أن جيل الشباب فى ‬الإخوان كان متحمساً ومنخرطاً وخالف قيادته فى ‬كثير من المراحل، ‬ولم‮ ‬يكن هناك تقسيم أدوار لأن أعين قادة الإخوان منذ البداية كانت منصبة على ‬المفاوضات والمساومات‮».‬‬
وقال‮: «‬مع أول دعوة وُجهت من النظام للحوار، ‬نصحت الإخوة فى ‬مصر بعدم التجاوب معها وبألا‮ ‬يكونوا طرفاً فى ‬هذا الحوار، ‬وقلت لهم إن من سيذهب إلى ‬الحوار لن‮ ‬يمثل أحداً، ‬لأن هيبة الشارع تزداد وعنوان إسقاط النظام أصبح الشعار الذى ‬لا رجعة عنه، ‬وأى ‬حلول وسط هنا أو هناك سوف‮ ‬يسقطها ميدان التحرير فوراً‮».‬‬‬‬‬
وقال: أجابنى ‬البعض منهم وقالوا ‬يا شيخ راشد إن تجربتنا تختلف كثيراً عن تجربة تونس، ‬فأهل مكة أدرى ‬بشعابها، ‬أى ‬إنهم رفضوا منى ‬حتى ‬النصيحة وإبداء الرأى‮».‬
وقال‮: «‬لقد سارت الأمور وسقط النظام على ‬صخرة صمود الشارع المصرى ‬مع أن كل الأحزاب وفى ‬طليعتهم الإخوان المسلمون كانوا‮ ‬يساومون النظام على ‬تغيير شكله وليس جوهره‮».‬‬‬
وقال «الغنوشى»: «‬لقد أثلج صدرى ‬كثيراً عندما قالوا إننا لن ننافس على ‬أغلبية المجلس، ‬بل سوف نسهم مع بقية الأحزاب بثقل معقول‮».‬
وقال: «‬لقد حصلت انتخابات مجلس الشعب‮ ‬يوم‮ ‬28‮ ‬نوفمبر‮‬2011، ‬ثم أعلنوا أنهم لا‮ ‬يفكرون مطلقاً بالتنافس على ‬رئاسة الدولة‮»‬ ‬فقلت‮ ‬إن هذا موقف عظيم وحكيم، ‬ورددت أن إخوتى ‬فى ‬مصر قد فهموا الدرس جيداً وبدأوا‮ ‬يستخلصون العبر والنتائج بإيجابية‮».‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬لكن الأمور سارت عكس ما قالوا، حيث مارسوا الهيمنة على ‬المجلس فشكلوا لجانه وفق رغباتهم ومصالحهم ولم‮ ‬يراعوا للحظة باقى ‬شرائح الشعب المصرى ‬التى ‬صنعت الثورة، ‬فلم‮ ‬ير المواطن المصرى ‬فيما حصل سوى ‬استبدالهم بالحزب الوطنى (‬المنحل‮) ‬الإخوان المسلمين‮».‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬إن هذا‮ ‬يعنى ‬أنهم لم‮ ‬يكونوا قريبين من نبض الشارع، ‬ولم‮ ‬يحققوا شيئاً مما ناضل الشعب المصرى ‬من أجله، ‬غايتهم كانت السلطة والمناصب فاستأثروا بها بطريقة أكثر فجاجة من طريقة مبارك ونظامه وسيطر عليهم الغرور‮».‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬إن نتائج انتخابات مجلس الشعب لمن‮ ‬يريد أن‮ ‬يقرأها قراءة دقيقة لم تعكس قوة وغالبية الإخوان المسلمين فى ‬مصر، ‬فلم تكن سوى ‬تعبير عاطفى ‬من الشعب المصرى، ‬حيث إن المصريين انتخبوا من اضُطهد وحُبس وقُمع وضُرب من النظام السابق، ‬لم‮ ‬يكن للإخوان برنامج انتخابى ‬على ‬كافة الأصعدة، ‬ولهذا جاءت النتيجة على ‬شكل انتخاب‮ (‬طيشة النصر)».‬‬‬‬‬
وقال «الغنوشى»: «‬إن الإخوان لا‮ ‬يريدون الاعتراف بأن تجربتهم فى ‬إدارة الدولة محدودة، ‬إن لم تكن معدومة، ‬وكان بإمكانهم أن‮ ‬يستفيدوا من خبرات وكفاءات كثيرة موجودة وستكون المحصلة لصالحهم ولصالح نهجهم‮».‬‬‬
وقال‮: «‬إنهم لم‮ ‬يأتمنوا أى ‬طرف وعاشوا أجواء المؤامرة وتقوقعوا على ‬أنفسهم وانحصروا وتحاصروا وابتعدوا كثيراً عن الشارع الذى ‬كان‮ ‬ينتظر الكثير منهم، ‬ولكن للأسف انشغل الإخوان بأمور الدولة ليتمكنوا منها وابتعدوا عن الشعب فعزلهم‮».‬‬‬‬
وقال‮ «‬كانت الصدمة الأكبر عندما أخذهم الغرور كثيراً فأرادوا أن‮ ‬يُحكموا سيطرتهم على ‬مفاصل الدولة كلها بأدوات قاصرة، ‬وعلى ‬كل الأصعدة فقرروا المشاركة فى ‬انتخابات الرئاسة المصرية‮ ‬يوم‮ ‬5‮ ‬أبريل ‮ ‬2012‮ ‬ بترشيح خيرت الشاطر، ‬ثم تغييره بمحمد مرسى ‬يوم‮ ‬8‮ ‬أبريل‮».‬2012‮‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وقال‮ «‬إن هذا القرار لم‮ ‬يحز فى ‬البداية على ‬رضا قاعدة الإخوان، ‬وكان بمثابة صدمة للشارع المصرى ‬الذى ‬كان مهيأً بأن الإخوان لن‮ ‬يشاركوا فى ‬انتخابات الرئاسة‮».‬‬‬‬
وقال‮ «‬لقد جاءنى ‬هذا الخبر وكنت فى ‬اجتماع لمجلس الشورى ‬لحزب النهضة، ‬فقلت لنفسى ‬وللمجتمعين‮: «‬الله‮ ‬يعوض عليكم فى ‬إخوانكم فى ‬مصر، ‬فلقد قرروا بهذه الخطوة كتابة سرعة نهاية تجربتهم‮».‬‬‬‬
وقال‮ «‬لقد بادرت واتصلت بهم وحذرتهم من هذه الخطوة وقلت لهم إن الوضع‮ ‬غير موات فلا تمسكوا بكل أوراق اللعبة وحدكم، ‬شاركوا الجميع فعبئكم كبير، ‬والمسئولية ضخمة، ‬فلا تكونوا المسئولين الوحيدين عن الفشل، ‬لا تستمعوا لمن‮ ‬يخدعكم من الداخل والخارج، ‬فأنتم أصحاب القرار‮».‬‬‬‬
وقلت لهم‮ «‬إن الرئاسة عبء كبير عليكم، ‬ومصر عبء على ‬الجميع، ‬ابحثوا عن شخصية قومية عربية إسلامية تكون بجانبكم وفى ‬الصدارة لتحمل المسئولية ولو شكلاً، ‬إياكم ثم إياكم، ‬فبعض الأطراف الخارجية تريد الزج بكم فى ‬مواجهة الشعب المصرى ‬فلا تخطئوا‮».‬‬
وقال «الغنوشى»: «‬إن كل ما قلته وقاله‮ ‬غيرى ‬من إخوانى ‬فى ‬تونس وغيرها، ‬لم‮ ‬يلق آذاناً صاغية عند قيادة الإخوان‮ (‬المسلمين‮) ‬فى ‬مصر، ‬فقد كانت الجماعة تعيش حالة من الغرور الذى ‬لا‮ ‬يوصف، ‬لقد خدعوا أنفسهم قبل أن‮ ‬يخدعوا‮ ‬غيرهم، ‬أعلنوا مرشحهم للانتخابات ونزل‮ ‬غيرهم، ‬وأبلغونى ‬أن تقديراتهم كانت تشير إلى ‬أن مرشحهم سوف‮ ‬يحصل على ‬أكثر مما سيحصل عليه باقى ‬المرشحين، ‬أى إنهم سيحسمون النتيجة فى ‬الدورة الأولى ‬من انتخابات الرئاسة‮».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬لقد كانت الصدمة كبيرة عندما لم‮ ‬يحصلوا على ‬أكثر من خمسة ملايين صوت فى ‬الجولة الأولى ‬بتاريخ‮ ‬24‮ ‬مايو 2012، ‬فأدركت وأدرك معى ‬الآخرون أن الشعب المصرى ‬بدأ حسابه مبكراً مع الإخوان وأن باب الحساب لن‮ ‬يغلق بعد اليوم‮».‬‬‬‬‬‬
وقال: «الغنوشى»: «‬لقد اتضح من وراء ذلك أن قوة الإخوان كحزب تاريخى ‬فى ‬مصر تمثلت بخمسة ملايين صوت فى ‬الدورة الأولى ‬وثبت أن هذا ما‮ ‬يقدرون على ‬حشده من تنظيمهم والتنظيمات المتحالفة معهم‮».‬‬
وقال‮: «‬أنا شخصياً لم أُصدم، ‬فقد حاولت التدخل من جديد، ‬وقلت لهم لقد تساوت أصوات مرشح النظام السابق تقريباً مع أصوات الأخ محمد مرسى، ‬أتمنى ‬عليكم أن تنسحبوا من المعركة، ‬وافتحوا المجال للرجل الذى ‬حصل على ‬الترتيب الثالث‮ (‬حمدين صباحى‮) ‬لينافس مرشح النظام السابق، ‬وقلت لهم‮: «‬انسحبوا لصالحه وادعموه بكل قوة وأنا على ‬ثقة بأن النتيجة ستكون ساحقة وماحقة لرموز النظام السابق وسيسجل لكم التاريخ هذا الموقف، ‬وسيمهدون الطريق لكم فى ‬مراحل مقبلة‮».‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬لقد وقعنا فى ‬أخطائكم فى ‬تونس، ‬ولكن دفعنا ثمنها كثير‬اً، ‬خذوا تجربتنا واستفيدوا منها قبل أن تدفعوا الأثمان فى ‬مصر، ‬وكان الجواب بالرفض ولا حياة لمن تنادى‮».‬‬‬
وقال‮: «‬لقد واصل الإخوان الانتخابات فى ‬الجولة الثانية وأعلنوا نجاحهم‮ ‬يوم‮ ‬18‮ ‬يونيو ‮‬2012، ‬وبدأت الفجوة بينهم وبين الشعب المصرى ‬تتسع، ‬بعد أن أصبح هناك رئيس‮ ‬ينتمى ‬للإخوان وهو عضو فى ‬مكتب الإرشاد وشكل حكومة جديدة بتاريخ‮ ‬12‮ ‬أغسطس‮ ‬2012‮ ‬راحت تسرع وتتصارع من أجل تمكين الإخوان من مفاصل الدولة المصرية‮».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬لقد واصلوا العمل فى ‬الرئاسة والحكومة بطواقم إخوانية صرفة، ‬لا خبرة لها فى ‬إدارة الدول، ‬والشعب كان‮ ‬يغلى ‬بينما قادة الإخوان لا‮ ‬يعيرون أى ‬اهتمام لذلك، ‬واستهتروا بالشعب وتحركاته ومطالبه وخاضوا معاركهم الجانبية هنا وهناك تحت شعار‮ ‬أن فلول مبارك عائدة ‬مع أن نظام مبارك سقط ولن‮ ‬يعود بأى ‬شكل من الأشكال، ‬لكن الحقيقة هى ‬أن الشعب المصرى ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يرى ‬أى ‬فرق ما بين فلول مبارك ودولة الإخوان‮».‬‬‬‬‬‬‬‬
«كان الجيش‮ ‬يراقب ويتدخل هنا وهناك، ‬والتقى ‬قادته بالرئيس وقادة الإخوان، ‬لم‮ ‬يستجيبوا لمطالبهم ولم‮ ‬يتجاوبوا مع أدناها، ‬لأن اللحظة النرجسية والغرور الإخوانى ‬كان مسيطراً، ‬فلم‮ ‬يستمعوا لأحد وابتعدوا عن استخلاص العبر‮».‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬كانت هناك دعوات من قبل تنظيمات وأحزاب وأشخاص أدت إلى ‬القيام بتحركات وفعاليات لكن تقديرات الإخوان أن هذا سيكون هزيلاً، ‬بل سبقوهم بتحركات موازية، ‬ولكن للأسف كانت هزيلة‮».‬‬
وقال‮: «‬عندما تحرك الشعب ونزل إلى ‬الشوارع أعطوا فرصة للإخوان ليستدركوا ويتراجعوا ويراجعوا، ‬لكن للأسف نزلت الملايين فى ‬30‮ ‬ يونيو، ‬والإخوان ظلوا‮ ‬يناقشون ويجادلون ويكابرون بأن من نزلوا لا‮ ‬يتجاوز عددهم العشرات أو مئات الآلاف‮».‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬بعد هذا الجدل المقيت حدث ما حدث، ‬وأنا أتفق مع ما‮ ‬يقوله الإخوان بأن ما حدث هو انقلاب‮ ‬100٪‮ ‬لكنى ‬أسألهم، ‬أليسوا هم المسئولين عن هذا‮ (‬الانقلاب‮) ‬المغطى ‬بحاضنة شعبية فاقت أضعاف ما حصلوا عليه من أصوات فى ‬انتخابات الرئاسة؟‮!».‬‬‬‬‬‬‬
وقال‮: «‬لا تفهمونى ‬خطأ، ‬أنا ضده‮ (‬الانقلاب‮)‬ وأطالب بالرجوع عنه، ‬ولكن هذا أصبح الآن من الماضى، ‬فعلى ‬الجميع استخلاص العبر خاصة بعد لجوء الإخوان إلى ‬تنظيمات جهادية وسلفية لمساعدتهم فى ‬مواجهة حكم‮ (‬العسكر‮) ‬وعودة‮ (‬الشرعية‮)»!!‬‬‬‬‬‬‬‬
وقال‮ «‬إن هذا تكتيك قد أتفق معه، ‬ولكن ما أحرّمه الآن هو أن ما وصلنا إليه فى ‬مصر أن تنظيم الإخوان فى ‬مصر قد بدأ‮ ‬يعمل تحت إمرة التنظيمات الجهادية والسلفية وفق ما‮ ‬يقررون هم، ‬أما الإخوان فيسيرون خلفهم‮».‬‬‬‬
وقال الغنوشى: «‬أنا أخشى ‬ما أخشاه ألا نجد فى ‬القريب والمستقبل المنظور تنظيم الإخوان التاريخى ‬فى ‬مصر، ‬حيث إن الغالبية العظمى ‬من شبابه قد بدأت تنخرط وتتعايش مع التنظيمات الجهادية والسلفية المنتشرة فى ‬مصر ومحيطها، ‬وأن الإخوان سيجدون أنفسهم رهينة فى ‬يد هذه التنظيمات‮».‬
وقال‮: «‬أبعث لكم هذه المطالعة لأطرح عليكم بضرورة التفكير العميق والهادئ للحفاظ على ‬ما تبقى ‬من زخم الإخوان وقوتهم لإعادة بناء مشروعنا من جديد وهو لن‮ ‬يتم إلا بالحوار مع الدولة والأحزاب‮».‬‬‬
وقال‮: «‬إن أردتم ذلك فأنا على ‬استعداد لأن ألعب دور الجسر لتعبروا عليه من أجل إعادة البناء والحوار والتفاهمات، ‬فلا‮ ‬يجوز للإخوان أن‮ ‬ينعزلوا عن الحياة السياسية فى ‬مصر، وأرى ‬أن عليهم أن‮ ‬يعيدوا التفكير وأن‮ ‬يشاركوا فى ‬العمل السياسى ‬وأن‮ ‬ينخرطوا فى ‬الانتخابات البرلمانية المقبلة ببرامج ومشاريع جديدة تقوم على ‬التعايش مع الآخرين والعمل المشترك‮».‬‬‬‬‬‬‬
وقال:‮ «‬لقد أخطأ الإخوان‮ (‬المسلمين‮) ‬فى ‬مصر، ‬وأخطأ حلفاؤهم معهم، ‬ولم تكن سياسة حلفائهم صحيحة 100٪، ‬لقد دفعهم الإخوة فى ‬قطر لأزمة مع دول الخليج فى ‬وقت كان فيه الإخوان فى ‬مصر بحاجة لدول الخليج ودعمها، ‬لكن الأفكار بدأت تراود البعض فى ‬قيادة الإخوان بمصر فى ‬تصدير الثورة، ‬مما أثار حفيظة وخيفة وغضب قادة دول الخليج فتنبهوا لخطرهم، ‬مع أن تاريخ دول الخليج مع الإخوان كان جيداً وكانوا داعمين لهم عبر نوادى ‬روابط وجمعيات واتحادات ولو أرادت دول الخليج وقف ذلك لأوقفته‮».‬‬‬‬
وقال «الغنوشى»: «‬إن الإخوان لم‮ ‬ينجحوا فى ‬طمأنة دول الخليج منهم، ‬فكانوا صندوق بريد مرسلاً‮ ‬من أطراف عديدة إقليمية أهمها تركيا وقطر وغير إقليمية، ‬لقد استخدمهم حلفاؤهم أكثر مما استخدم الإخوان حلفاءهم فى ‬بقائهم‮».‬‬‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.