اصطفوا ببدلهم الوقائية وكمامات الوجه والقفازات، ولكنهم لا يحملون في يدهم معدات طبية كالمعتاد عن أصحاب تلك الهيئة، فبين أيديهم عدة حقائب لوجبات من الأطعمة الشهية التي يتولون نقلها من المطعم إلى مصابي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ويخضعون للعزل المنزلي. في شارع فيصل الشهير بالجيزة، يملك الشيف أحمد سيد، 28 عاما، واحدا من المطاعم الكبيرة به، حيث خصص مطبخه لمصابي كورونا المعزولين في المنزل، بشكل مجاني، بالتعاون مع عدد آخر من سكان المنطقة ومحبي الخير الذين يساعدون بتقدم الأموال لشراء اللحوم والدجاج والمكونات، فضلا عن توصيل الوجبات لعدة مناطق، من الجيزة والقاهرة الجديدة وأكتوبر. يحرص "سيد"، على التأكد من مصداقية مصابي كورونا من خلال رؤية التحاليل قبل إرسال الوجبات، إلا أن ذلك لا يمنعه من تقديم الأطعمة للمحتاجين أيضا، حيث تتكون الوجبة من "قطعة فراخ، وخضار سوتيه، وأرز بسمتي، وفاكهة"، تم توزيع 40 وجبة أمس، وارتفعت اليوم إلى 70 واحدة. اعتاد الشيف على تنظيم العديد من الأعمال الخيرية، من مائدة رحمن بشهر رمضان، ومطبخ متنقل بين فيصل والوراق والشيخ زايد، لذلك لا يلتفت للخسائر المادية التي تلحق به فهو يرى أن "المال مال الله، مش بدور على مكسب أو خسارة، بالعكس ده مكسبه كبير بالنسبة ليا"، لذلك يجب على الجميع دعم بعضهم البعض خلال تلك المحنة الحالية، مقررا "أعمل اللي أقدر عليه لغيري"، متمنيا أن يساعده الجميع في ذلك، بحسب تصريحاته ل"الوطن". تفاعل الكثيرين مع مبادرة "سيد" حيث حرص بعض الأشخاص على الحضور بسياراتهم لنقل الوجبات لمرضى كورونا بالعزل المنزلي، بينما حرص على إتباع كافة الإجراءات الاحترازية بمطعمه من ارتداء القفازات وأغطية الرأس والكمامات أثناء إعداد الطعام، وأثناء توصيله حيث يرتدون أيضا البدل الوقائية وعدم التعامل المباشر مع المرضى، لضمان توصيل الطلبات للعملاء بشكل وطريقة آمنة.