شرفت بإعلان اسمى وبرنامجى «صباح التحرير» ضمن 6 من البرامج الأكثر التزاماً بالمعايير المهنية والحياد والعدالة فى توزيع الوقت بين المرشحين لرئاسة الجمهورية، وذلك فى التقرير الأول للجنة تقويم ومتابعة ورصد الأداء الإعلامى والإعلانى لانتخابات الرئاسة فى الأسبوع الأول من التقييم. فى البداية أتقدم بجزيل الشكر للجنة التقييم الإعلامى، وعلى رأسها د.عدلى رضا، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس اللجنة، الذى أشهد أننى لم أتشرف بمعرفته شخصياً ولا أى من أعضاء اللجنة الموقرة إلا أثناء مشاهدتى للمؤتمر الصحفى على الهواء. ثانياً: لا بد أن أضع القارئ فى تجربتى الشخصية للوصول إلى الحياد الإعلامى بين المرشحين الرئاسيين، فلقد عاهدت نفسى ألا أبوح باسم مرشحى لا على الهواء، ولا على أى من مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بى، وتبنيت شعار «صوتى فى الصندوق وليس على الهواء». ثالثاً: اعتذرت لكلتا الحملتين عن حضور أى لقاءات شخصية أو جماعية مع مرشحى الرئاسة حتى لا أحسب على أى مرشح، فليس من حقى أن أفرض وصاية على الجمهور حسب رؤيتى الشخصية، أو أن أذهب للتطبيل وآخذ صوراً تذكارية، لكننى أرحب بعمل لقاءات تليفزيونية مع كلا المرشحين بكل حيادية. رابعاً: اجتهدت مع فريق عملى فى عمل تغطية متوازنة لفعاليات الحملتين فى المحافظات وقراءة التصريحات فى الأخبار والصحافة، وأحاول دائماً أن يكون الهواء فى وقت البرنامج اليومى مقسماً بين مؤيدى المرشحين، سواء معاً فى نفس الوقت، وإذا تعذر ذلك تكون اللقاءات متتابعة فى نفس الحلقة. خامساً: وهنا القابض على الجمر: بالتأكيد أننى فكرياً وسياسياً أنتمى لأحد المرشحين كأى مصرية، لكننى لا أعلق لا بالمدح ولا بالذم على أى من المرشحين، كما أننى لا أعلق على آراء الضيوف إذا ما مدحوا أو انتقدوا المرشحين، طالما الانتقاد فى سياق التهذيب والموضوعية. الحياد الإعلامى صعب جداً للإعلامى، خاصة فى هذه الحالة التى تتسم بالاستقطاب الحاد بين المصريين، وقد يتم انتقاد المرشح الرئاسى الذى أنتوى التصويت له من قبَل ضيوفى، فلا أعلق ولكن أترك الرد للضيف الآخر الذى يؤيد هذا المرشح! وأقسم لكم إننى فى هذه الحالة أشعر وأنا على الهواء بقمة الضغط النفسى لعدم الرد! لكن فى المقابل أنا هدفى المهنى هنا ألا أخسر أى طرف من المؤيدين للسيسى أو لحمدين. وأطالب زملائى الإعلاميين بأن لا يفرضوا وصاية على الشعب، فليس من الموضوعية ولا المهنية أن توجه سهام شائعاتك لمرشح بأن تصفه بأكاذيب أو تنافق مرشحاً لمجرد أنك تنتوى التصويت له بأن تقول هذا مرشح الجيش أو أن هذا مرشح الإخوان وكلها اتهامات باطلة. وأقول للجميع إن الشعب المصرى ليس مغيباً عن الوعى فاقداً للأهلية والرشد حتى تقرروا بدلاً منه، ولا يريد منكم التوجيه وإعطاء محاضرات التأييد والتطبيل لمرشح معين! ولا يصدق هذه الحالة من التشويه المتعمد لطرف على حساب الآخر من أراجوزات الإعلام والمندسين على المهنة. الشعب طالب فى ثورتين بالحرية، وليس من المعقول أن تصادروا حق هذا الشعب العظيم فى الاختيار، لا تتعاملوا مع شعب مصر باستخفاف ولا تستهينوا بعقول الشباب، الثورة أنضجت الشعب سياسياً ولا يجوز أن نرجع به إلى زمن «اخترناك اخترناك»! ارحمونا يا إعلام السلطان واتركوا مباخركم ودفوفكم خارج الاستوديو.. واعلموا أن ما تفعلونه للأسف.. يأتى بنتائج عكسية.