مع إطلاق فجر أمس، الجمعة، أنفاسه الأولى، جلس المجند أحمد على، ورفاقه فى كمين الطور بجنوبسيناء، فى أماكن خدمتهم يراقبون الطريق، كانوا قد أدوا لتوهم صلاة الفجر، وأعدوا أنفسهم لصلاة الجمعة بابتسامة رضاء، ومع تباشير الصباح وفور إشارة عقارب الساعة للخامسة والنصف، فوجئ الجنود بشخص يرتدى جلباباً يصر على المرور للذهاب لوادى فيران، وما إن حاول المجند أحمد تفتيشه حتى فجر حزاماً ناسفاً، كان يرتديه ليلقى المجند مصرعه ويسقط 5 من زملائه مصابين بجواره، وفى الوقت نفسه كان انتحارياً آخر يفجر نفسه فى أوتوبيس سياحى، ما أسفر عن سقوط 4 مدنيين. وقالت وزارة الداخلية إن انتحارياً فجر نفسه بعد توقيفه من قبل أفراد كمين الطور، المشترك بين قوات الشرطة والقوات المسلحة، ما أسفر عن استشهاد مجند من القوات المسلحة وإصابة 3 أفراد من قوات الشرطة، وآخر من القوات المسلحة. وأضافت الوزارة أن انتحارياً ثانياً فجر عبوة ناسفة كان يحملها أثناء مرور إحدى حافلات نقل الركاب على ذات الطريق، ما أدى إلى اشتعال النار فى الحافلة وإصابة أربعة من عمال أحد المصانع بإصابات طفيفة. وأوضحت مصادر أمنية بجنوبسيناء أن التفجير الذى استهدف الكمين أسفر عن استشهاد المجند أحمد على، وإصابة 5 مجندين آخرين، هم: عبدالظاهر عابدين، 22 عاماً، وأحمد كامل عبدالعاطى، 26 عاماً، وجمال قطب محمود، 32 عاماً، وخالد محمد على، 19 عاماً، وعمر محمد فرج، 22 عاماً. وكشفت معاينة الأجهزة المعنية والنيابة العامة وخبراء المفرقعات أن الانتحارى استخدم حزاماً ناسفاً للقيام بالعملية، وقال مصدر أمنى إن التحريات وأقوال شهود العيان كشفت أن الانتحارى كان يرتدى جلباباً أبيض وصندلاً وبشرته سمراء وفى العقد الثانى من العمر. وأضاف أن الشهود أكدوا أن الانتحارى كان يتحدث فى هاتفه المحمول قبل الكمين بعدة أمتار، وعند وصوله للكمين حاول إقناع القوات بأنه يريد المرور فى طريقه لمنطقة وادى فيران، واستوقفه مجند بالكمين، لتفتيشه، فقام على الفور بتفجير الحزام الناسف. وأكد المصدر أن الأشلاء التى تم جمعها من موقع الحادث الخاصة بالانتحارى، كانت عبارة عن وجه ورأس وقدمين وكف يد وبعض الأجزاء من باقى جسده، موضحاً أن المجند الذى اقترب منه فى محاولة لتفتيشه هو الذى استشهد فى الحادث. كما فجر انتحارى آخر نفسه فى حافلة ركاب سياحية تابعة لشركة حورس، تحمل لوحات رقم «6509» رحلات غربية، مقبلة من طنطا فى طريقها لشرم الشيخ، وقال مصدر أمنى إن الحادث وقع على بعد 30 كيلومتراً من مدينة الطور باتجاه شرم الشيخ، وأسفر عن إصابة 4 مواطنين مصريين، نقلوا إلى مستشفى الطور، فيما عثرت القوات على جثة الانتحارى بجوار الحافلة. وأوضح المصدر أن المصابين هم: سائق الأوتوبيس سعد عبدالمنعم سليمان، 47 عاماً، وحمادة محمد حسن، 30 عاماً، وحسن رفاعى أحمد، 18 عاماً، والسيد سيد سالم، 49 عاماً. وقال سائق الأوتوبيس، فى أقواله للشرطة، إنه لاحظ تحفز الانتحارى، قبل لحظات من التفجير، موضحاً أنه كان شاباً يرتدى بنطلوناً أبيض وتى شيرت أحمر، ويحمل «صندوق سمك»، وكان يجلس على جانب الطريق بمنطقة رأس جارة، على بعد 20 كيلو من كمين ساحل طور سيناء، مضيفاً أنه فجر نفسه بمجرد مرور الأوتوبيس بجواره. وكشفت المعاينة الأولية أن الانتحارى كان يرتدى حزاماً ناسفاً بخلاف المتفجرات الموجودة بالصندوق الذى كان يحمله فى يديه. وأمرت النيابة العامة بجمع أشلاء الانتحارى لعمل تحليل ال«دى إن إيه»، وهو نفس الإجراء الذى طالبت به النيابة بعد معاينة حادث تفجير كمين الطور. وأعلنت قوات الجيش الثالث والشرطة الاستنفار فى أعقاب التفجيرين، وانتشرت قوات الجيش على الطرق التى تربط مدن جنوبسيناء، ونصبت القوات العديد من الأكمنة الأمنية، وشددت إجراءات التفتيش، فيما انطلقت دوريات أمنية من الشرطة العسكرية لتجوب الطرق لرصد أى تحركات جديدة من العناصر الإرهابية. وقال مصدر أمنى بمديرية أمن جنوبسيناء إن قوات الجيش والشرطة نفذت حملة أمنية موسعة لتمشيط المناطق الصحراوية والزراعية، ولا سيما طريق وادى فيران وطريق «الطور - شرم الشيخ»، للبحث عن أى عناصر إرهابية متورطة فى التفجيرين. كما شنت قوات الشرطة والجيش حملة موسعة لفحص وتمشيط الفنادق والمنتجعات السياحية بمدن شرم الشيخ وطابا ودهب ونويبع. وكشفت وزارة الداخلية فى بيان أصدرته، ظهر أمس، عن عثور القوات على سيارة بالقرب من كمين الطور وبداخلها قذائف آر بى جى، وأسلحة متنوعة وذخائر، وقالت مصادر أمنية بالمحافظة إن السيارة كانت معدة للقيام بأعمال إرهابية جديدة لاستهداف المؤسسات السياحية. بدوره، أكد مصدر أمنى مسئول بمدن القناة وسيناء أن التفجيرين يحملان بصمات جماعة «أنصار بيت المقدس» والتى اختفت عملياتها الإرهابية، خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير، وقال إن الجماعة غيرت استراتيجيتها، واعتمدت على الهجمات الانتحارية بعد نجاح قوات الجيش فى التضييق عليها، مضيفاً أن الهدف من التفجيرين هو إرباك المشهد السياسى قبل الانتخابات الرئاسية. أما على صعيد الوضع الأمنى بشمال سيناء، فرضت قوات الجيش والشرطة تشديدات وإجراءات أمنية صارمة للغاية، عقب انفجارى جنوبسيناء، وشنت حملات مكثفة لتمشيط بؤر الإرهاب والطرق التى تربط جنوبسيناء بشمالها، ونشرت الأكمنة الأمنية لمنع هروب العناصر الإرهابية من الجنوب للشمال، حتى يتسنى للقوات محاصرتهم. كما انتشرت تعزيزات أمنية حول جميع المؤسسات الشرطية والعسكرية، وأقامت القوات مصدات حديدية جديدة فى الشوارع المحيطة بها، وخرجت الدوريات الأمنية المشتركة من الجيش والشرطة لتمشط مدينة العريش. أخبار متعلقة الإرهاب يدخل مرحلة الجحيم برعاية «الظواهرى» الأمن يعرض أشلاء منفذ التفجير على مشايخ القبائل لتحديد هويته «الصحة»: 4 قتلى و12 مصاباً فى التفجيرات جنازة شهيد «مصر الجديدة» تتحول لمظاهرة ضد الإخوان اغتيال شرطى وإصابة ضابط و3 مجندين فى تفجير كشك مرور بميدان المحكمة بمصر الجديدة «الطب الشرعى»: قنبلة «بدائية» زُرعت على يسار شهيد ميدان مصر الجديدة «أكشاك المرور» قنابل موقوتة على الطريق لاصطياد «البدلة الميرى» النيابة: ملثمان زرعا قنبلة أسفل مقعد فى الكشك وفجراها بشريحة «محمول» مدير أمن القاهرة: ضباط وأفراد الشرطة يخرجون من منازلهم لطلب الشهادة سائق أوتوبيس سياحى: أخرج من بيتى كل يوم فى انتظار حدوث تفجير بالصور: السياحة فى «مصيدة الإرهاب».. والإهمال أيضاً السياح يتحدون: زيارة مصر ممتعة رغم تحذيرات الإرهاب مصادر أمنية: «الظواهرى» يخطط لتفجير منشآت دينية وعسكرية وسفارات فى مصر