تلقيت دعوة كريمة من قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالعباسية، لحضور قداس عيد القيامة المجيد فى الكاتدرائية، وكانت لهذه الدعوة أهمية بالغة وتأثير عظيم فى نفسى كمصرية مسلمة وكإعلامية، فضلاً عن المعنى الروحى والوطنى الرائع. ولأنها المرة الأولى لى فى الكاتدرائية فقد كانت كل الطقوس والمراسم التى أشاهدها دوماً عبر التليفزيون، حية وماثلة أمامى، لكن الشعور مختلف تماما، قدسية المكان وروحانية الطقوس مع البخور والترانيم والموسيقى، فضلاً عن الملابس الخاصة بالبابا والأساقفة كانت بالنسبة لى كشعور طفلة صغيرة اصطحبها أهلها إلى تجربة جديدة رائعة ستبقى خالدة فى ذاكرتها إلى الأبد، ثم ذلك الشعور المحترم حين ينطق قداسة البابا اسمك ويقوم الحاضرون بالتصفيق الحار للترحيب بك. وتذكرت وأنا جالسة فى الكاتدرائية وبين جنبات هذا الصرح المصرى الوطنى العريق، معاناة الآلاف من أقباط مصر الذين دفعوا فاتورة حبهم لوطنهم، الذى جعلهم ينزلون ككل المصريين لإسقاط حكم المرشد فى 30 يونيو، فنالهم أكبر قدر من انتقام الجماعة الإرهابية التى قام أنصارها بإحراق عدد كبير من كنائسهم، لم يتم ترميمها حتى الآن، ومنهم كثيرون أقاموا صلواتهم لعيد القيامة هذا العام فى الخيام! ولا بد هنا من الإشارة إلى أنه فى الوقت الذى كان فيه إخوان رابعة ينادون «ماما أمريكا» بالإنجليزية على منصة رابعة كل ليلة بالتدخل الأجنبى فى مصر لفرض شرعية «مرسى» الساقطة ومكتب الإرشاد الفاشى على إرادة الشعب! تجسّدت الوطنية المصرية الخالصة فى أروع صورها لدى أقباط مصر حين لم تزدهم كل الأعمال الإرهابية التى طالت كنائسهم بالحرق والتدمير، لم تزدهم إلا إصراراً على حب مصر والانتماء إلى ترابها، وتمسكاً بتحالف 30 يونيو المناهض لحكم المرشد العنصرى المستبد. لكن لا يسعنى هنا إلا أن أشعر كمواطنة مصرية مسلمة وكإعلامية بالمسئولية نحوهم، وبدورى أعلن إطلاق مبادرة وطنية عبر برنامجى مساندة لدور القوات المسلحة لإعادة بناء وترميم دور العبادة التى تضررت جراء ثورة 30 يونيو، والتى تقدر تكلفتها ب190 مليون جنيه، وكما بنينا مستشفى سرطان الأطفال 57357 بالتبرعات الشعبية، فلماذا لا نتكاتف سوياً فى هذا المشروع القومى الوطنى الكبير؟ لإعادة البسمة إلى طفلة قبطية مصرية صغيرة بريئة تحلم أن تصلى فى عيد الميلاد المقبل فى كنيستها وليس فى خيمة بالشارع! وإذا كان الدستور المصرى الجديد يكفل حق العبادة للمواطنين وممارسة شعائر الدين بكل حرية، وإذا كانت إمكانيات الدولة الآن لا تسمح بتحمل كل تلك النفقات وحدها، وإذا كانت القوات المسلحة مشكورة تعهدت بتقديم كل الدعم اللازم للترميم، فأعتقد أن على المواطنين والإعلاميين دوراً وطنياً يكمن فى التكاتف معاً لجمع التبرعات لهذا المشروع الحيوى والضرورى الذى يخدم المصريين ويصب فى صالح حماية الأمن القومى المصرى وتحقيق بنود الدستور المصرى والحفاظ على وحدة الهلال والصليب الأبدية فى هذا الوطن العظيم. سأبدأ بنفسى وبرنامجى وقناتى «التحرير»، فهل من دعم من الإعلاميين الزملاء ورجال الأعمال والجاليات المصرية فى الخارج؟ هل منكم من يمد يده معى لنتعهد أن تنتهى صلوات أقباط مصر الذين أحرقت كنائسهم فى الخيام؟ هل منكم من يجمع التبرعات معى لتنتقل صلوات هؤلاء إلى الكنائس المعاد ترميمها فى عيد الميلاد المقبل؟ .. حلم أتمنى أن يتحقق لمصر قبل أعياد رأس السنة إن شاء الله..