اتصال على الرقم المعلن فى أغلب وسائل الإعلام «الحقونا عندنا قنبلة»، ينهى المتصل بلاغه لتبدأ بعده عاصفة من الاستعدادات، استنفار أمنى مكثف فى المنطقة بمحيط البلاغ، وعمليات فحص وتمشيط لكل شاردة وواردة، واشتباه فى كل مار أو حامل لموبايل، وذعر يغلف الأجواء ويكتم أنفاس المتابعين لعمليات الفحص، الكل ينظر إلى الجسم الغريب المشتبه فيه، والرجل الجالس أمامه لفحصه أو إبطال مفعوله، قبل أن ينسحب من أمامه، ويعلن النتيجة: «ما تقلقوش يا جماعة، دى لعبة أطفال». جسم غريب يشتبه فى كونه قنبلة، بلاغ أحد المواطنين بإحدى المناطق السكنية المأهولة يدفع خبير المفرقعات اللواء مصطفى الهادى إلى النزول، مهرولاً لإبطال مفعولها، حاملاً فى يده حقيبة معدنية تحتوى على أدواته من لوح زنك وكيس بلاستيك داخله مادة شمع حمراء، وخرطوش عازل للمواد المتفجرة قبل أن يكتشف أن البلاغ كاذب «بحمد ربنا لما البلاغ يطلع كاذب ونلحق الهدف قبل الانفجار، صحيح بنعيش على أعصابنا لحد ما نوصل لمكان البلاغ، لكن أعصابنا بتبوظ أكتر لو لقيناه قنبلة بالفعل». 550 بلاغاً سلبياً بوجود مفرقعات خلال شهرين فقط وفقاً لتقارير رصدتها الإدارة العامة للحماية المدنية، كان آخرها أمس الأول حين توقفت حركة قطارات القاهرة - الإسكندرية لمدة ساعتين بسبب بلاغ بوجود جسم غريب على القضبان يؤكد اللواء عبدالعزيز توفيق، رئيس إدارة المفرقعات أن نسبة كبيرة من بلاغات المواطنين «هزار»، لكن هذا لا يؤثر على تعامل إدارة المفرقعات معها بشكل جاد «أى بلاغ بيكون واقعى لحد ما يثبت لنا العكس»، الأزمة الحقيقية التى يعانيها كل ضباط الإدارة ليست فى بلاغات الاشتباه بوجود قنابل، «بالعكس الحرص واجب وإحنا عايزين كل مواطن يكون إيجابى»، لكن فى البلاغات الكاذبة من الأساس «ناس بتجرب تليفوناتها الجديدة بطلب الأرقام المعلن عنها للإبلاغ عن الأجسام الغريبة» يؤكد «عبدالعزيز» أن برامج اكتشاف المتصل سهلت كثيراً من تتبع البلاغات الكاذبة، وملاحقة أصحابها «لازم المواطن يعرف إنه معندناش تهريج فى البلاغات».