في كل عام تمر علينا الأعياد المختلفة، والمناسبات الحلوة سواءًا كانت أعياد الأخوة المسيحيين بكافة فئاتهم أو أعيادنا – نحن المسلمين – الإسلامية، والتي تتمثل في عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى المبارك، وغيرها من المناسبات السعيدة التي تمر علينا. وفي كل عيد وكل مناسبة يفرح كل إنسان فينا بكل ما هو جديد، وخصوصًا الأطفال الصغار فهذه الأعياد بالنسبة لهم هي أوقات للمرح بعيدًا عن أعباء الدراسة والمذاكرة، وليس الأطفال فقط، ولكنها أوقات مرح لنا – نحن الكبار – أيضًا فنرتاح فيها من عناء العمل، وأعباء الحياة وهمومها. في الحقيقة أكتب لكم مقالي هذا لأن في مثل هذه الأيام المباركة لابد أن نتذكر إخواننا الفقراء واليتامى والمساكين، الذين ينتشروا في كل مكان، والذين لا يستطيعوا أن يفرحوا بهذه الأيام التي ننتظرها بين الحين والآخر، فلا يستطيعوا أن يشتروا ملابس جديدة، ولا حتى لعب جديدة لأطفالهم الصغار. أيضًا في مثل هذه الأيام المباركة التي تحل علينا مثل الضيف الكريم من العام للآخر أن نتذكرهم، فمن يستطيع أن يسعد هؤلاء الفقراء البائسين بأي شيء ولو بسيط، فمن المفترض ألا يتردد لحظة واحدة ويبادر بمساعدة هؤلاء، لأنهم أولى الناس بالمساعدة التي تجعلنا نأخذ الثواب الكبير من الله عز وجل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأقصد بذلك الجمعيات الخيرية التي أصبحت منتشرة في كل أنحاء الجمهورية، بل وفي كل أنحاء الوطن العربي والتي تضم هؤلاء المساكين والأيتام، فهذه الجمعيات نراها تشن العديد والعديد من الحملات التي تدعوا للتبرع من أجل هؤلاء، سواءًا كان بملابس مستعملة أو بأموال أو حتى باللعب القديمة. ومن هنا اسمحوا لي أن أشيد بدور الجمعيات الخيرية التي تقوم بدور كبير وفعال من أجل هؤلاء الأيتام، وعلى رأس هذه الجمعيات جمعية "رسالة" الخيرية لأن هذه الجمعية قامت بالعديد من هذه الحملات الخيرية من أجل الفقراء والمساكين والأيتام من الأطفال، فيكفي أن تلك الجمعيات تعوض هؤلاء الأطفال الأيتام عن حنان الأب والأم مع أنه ليس طبعًا التعويض الكافي، ولكنه شيء من التعويض، ومن أجل هؤلاء قامت هذه الجمعية مؤخرًا بحملة من أروع الحملات التي سمعت عنها وهي حملة "اتبرع بلعبتك القديمة"، وهي حملة جديدة من نوعها، حيث كانت من قبل تدعوا للتبرع بالملابس المستعملة. ولكن هذه الحملة التي قامت بها هذه الجمعية قبل عيد الأضحى المبارك، وهي عبارة عن دعوة خير للآباء والأبناء الصغار حتى يتثنى لهؤلاء الأيتام الصغار أن يفرحوا مثلهم مثل باقي الأطفال العاديين بالأعياد المختلفة، حتى أنها دعت أحد محلات لعب الأطفال الكبيرة للتعاون معها من أجل هذه الحملة، وبالفعل لم تتردد لحظة في مد يد التعاون من أجل هؤلاء الأطفال الأيتام، وهذا ما ساهم في إنجاح هذه الحملة. وما أدهشني في هذه الجمعيات الخيرية، وعلى رأسها جمعية رسالة الخيرية، أن معظم العاملين بها من الشباب الذين تخرجوا من الجامعات والمعاهد المختلفة، ولم يجدوا حتى الآن فرصة عمل مناسبة، فلم يضيعوا وقتهم هباءًا، وإنما وهبوا أنفسهم ووقتهم لله عز وجل؛ ليعملوا في هذه الجمعيات الخيرية والذين جعلوني أنشر من خلال مقالي هذا دعوة للخير.. دعوة للشباب الذي لا يجد ما يستثمر فيه وقت فراغه، فأناشدهم بأن يتوجهوا لهذه الجمعيات الخيرية، والتي تنتشر في محافظات مصر المختلفة، سيجدوا في هذه الجمعيات ضالتهم وسيحظوا بالسعادة الكبرى لمساعدة هؤلاء البائسين، وأيضًا الثواب العظيم لأنهم يعملوا في سبيل الله، ولا يفنوا صحتهم فيما لا يفيد. ومما لا شك فيه أن الإعلام المصري، وخصوصًا التليفيون المصري، له عظيم الأثر في كل الحملات التي تقوم بها تلك الجمعيات الخيرية، ففي كل وقت وعلى مدار اليوم نجد الإعلانات والدعاية على مختلف القنوات الأرضية والفضائية، وما يجعلني أفرح هو تعاون التليفزيون المصري وتبرعه بأجر هذه الإعلانات لهذه الجمعيات، وأيضًا كل رعاة الحملة نجدهم يتبرعوا بأجورهم من أجل هذه الجمعيات، ومن هنا تتحسن صورة الشعب المصري أمام العالم عندما يشعر أن الشعب المصري كله يتعاون ويتكاتف مع بعضه البعض.. فهنيئًا لكل فرد يعمل في هذه الجمعيات، وكل فرد يذهب ويتبرع لهذه الجمعيات خالصًا في ذلك لوجه الله وحده دون التفكير في أي شيء آخر.