سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شهود عيان: شخصان على موتوسيكل ألقيا جسماً غريباً قرب كشك المرور وفرا هاربين عامل بمطعم قريب من الحادث: الضابط الشهيد كان حسن الخلق.. ولم يسبق أن تعرض لأى أحد بأذى
دوى صوت انفجار شديد يهز ميدان لبنان، الناس تهرول من شدة الفزع، الغبار يغطى محيط المكان، تتجمع حشود من الناس حول كشك المرور الواقع أسفل محور ميدان لبنان، المكان الذى وقع فيه الانفجار، يقترب البعض ليحاولوا إدراك حقيقة ما حدث، فيصرخ أحدهم: «الظابط راسه اتفصلت عن جسمه ومات». تسبب الحادث فى مصرع الرائد محمد جمال، أحد ضباط الإدارة العامة لمرور الجيزة، وأصيب أمين شرطة نتيجة التفجير. احتشد مجموعة شباب من سكان المنطقة فى محيط الحادث، وظلوا ينددون ضد ما حدث وما يحدث يومياً فى شوارع مصر، فلم تكن هذه المرة الأولى التى يُلقى مجهولون قنبلة يدوية على أحد كمائن الشرطة، أو يضعون سيارة مفخخة فى محيط مكان إحدى مديريات الأمن. رجل سبعينى يرتدى عمامة تغطى رأسه وجلباباً يحاول جاهداً إخفاء جسده النحيل، استند إمام نصر على عصاه واتجه ناحية أحد المطاعم لشراء ساندوتش يسد به جوعه، وما كاد يتحرك بعيداً عن المطعم بضع خطوات، حتى سمع انفجاراً شديداً هز أرجاء المكان. يروى الرجل أن الشارع كان شديد الهدوء، وفجأة مر رجلان يستقلان موتوسيكلاً من أمامه، أحدهما صاحب بشرة سمراء ويرتدى «تيشيرت»، أما سائق الموتوسيكل فحسب وصفه كان مرتدياً «جاكت جينز»، ما لفت نظر الرجل إليهما أنه رأى الأول يلقى بجسم غريب أمام كشك المرور فى حركة سريعة لم تستغرق إلا ثوانى معدودة، ثم فرا مسرعين، وعقب ذلك بأقل من دقيقة حدث الانفجار. يقول الرجل إنه وقف فى مكانه ولم يستطع التحرك من شدة الصدمة التى لحقت به، كان المشهد مخيفاً للغاية وحالة من الفزع أحاطت بكل الموجودين فى المكان، لم يتمالك السبعينى نفسه وجلس على الأرض يبكى. أما جابر محمد، الذى يعمل فى أحد المطاعم المواجهة لمكان الحادث، فقال إنه قبل وقوع الحادث كان الشارع هادئاً تماماً، ولم يكن هناك وجود ملحوظ لأى تجمعات تثير شك من أى نوع، وبينما كان يقف لمحاسبة أحد زبائن المطعم، إذ بدوى انفجار شديد يهز المنطقة، يقول جابر: «أصيب الجميع بفزع شديد، حتى إن الزبون ركب سيارته وفر بها مسرعاً من المكان خوفاً من أن تكون هذه مجرد بداية لانفجار قنابل أخرى كما حدث عند جامعة القاهرة. يقول محمد عصام، شاب يعمل فى أحد المطاعم الشهيرة بميدان لبنان بمنطقة المهندسين، إنه أثناء وقوع الحادث كان يقف فى الشارع أمام المطعم، وفى حدود الساعة التاسعة والنصف تقريباً، سمع دوى انفجار أسفل محور ميدان لبنان، تبين أنه انفجار فى نقطة المرور أسفل الكوبرى. يقول محمد إنه قبل وقوع الحادث بدقائق كان يمر الضابط محمد جمال من أمامهم، عائداً إلى مكان مكتبه الذى وقع به الانفجار، ويتحدث عن الضابط الشهيد قائلاً: «كان راجل محترم ومفيش حد اشتكى منه، وكان بيعامل الناس كويس، حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى بيحصل، ربنا يصبّر أهله واولاده».