أكدت دار الإفتاء، أن نشر الشائعات والفضائح والتنابذ بالألقاب البذيئة والسباب بين الناس محرمٌ شرعًا، موضحة أن الله أمرنا بإحسان القول وطهارة اللسان في سائر الأحوال والمواقف، مشيرة إلى أن جوامع الأخلاق في الإسلام ثابتة لا تتغير، ولا يوجد حالات استثنائية تتيح للإنسان أن ينفلت من الأخلاق وينشر فواحش الأقوال والأفعال. وأضافت دار الإفتاء، في بيان أصدرته، اليوم، أن النصوص الشرعية تواترت في التشديد في النهي عن التفحش والحث على صون اللسان والجوارح عن الفحش والبذاءة، فعن أبي هريرة، أن النبي صل الله عليه وآله وسلم، قال: "إياكم والفحش؛ فإن الله لا يحب الفاحش المتفحش"، وعن أبي الدرداء أن النبي، صل الله عليه وسلم، قال: "إن أثقل ما يوضع في ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذىء"، وقوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله:"إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش". وشددت دار الإفتاء، إلى أن نشر الشائعات والفضائح والتنابذ بالألقاب البذيئة والسباب بين الناس محرمٌ شرعًا، ولا يجوز في أي حال من الأحوال، بل هو من باب نشر الفاحشة التي يقول الله فيها: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).]. وأكدت الدار، أن الاحتكام إلى القضاء هو السبيل الشرعي الوحيد لرفع المظالم والفصل فيها حتى ينجلى الحق، مشددة أنه على من يتولى القضاء والفصل بين المتخاصمين تحري الحقيقة والعدل، ولا يكون ذلك إلا من خلال التحقيق القضائي النزيه والعادل. ورَدَّت دار الإفتاء في بيانها، على من يجيزون ويبررون نشر الفحش والألفاظ البذيئة بدعوى التعرض للظلم، محتجين بقوله تعالى: (لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ)، بأن من يظن أن هذه الآية الكريمة تبيح الانفكاك من أي التزام أخلاقي فإنه يفتري على الله الكذب؛ لأن الشرع في سائر أحوال العزيمة والرخصة يدور في إطار أخلاقي مُحكمٍ ومنضبط، لا يأذن لصاحبه أبداً بأن يطرح شعائر الدين كلية بدعوى الرخصة والاستثناء، خصوصًا في شؤون الأخلاق، التي هي أساس هذا الشرع الشريف. وأوضحت دار الإفتاء، أن معنى الآية كما قال حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس: "أي لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلومًا، فإنه رخَّص له أن يدعو على من ظلمه، وإن يصبر فهو خير له"، فجعل ابن عباس الجهر بالسوء من القول لا يتجاوز أن يدعو المظلوم على من ظلمه.