شهدت جامعة الأزهر أمس يوماً عصيباً، حيث عاود طلاب الإخوان بالجامعة أعمال العنف ضد قوات الأمن وأضرموا النيران فى مدرعة شرطة بعد قذفها بقنابل المولوتوف، كما قطعوا طريقى «النصر»، و«المخيم الدائم»، ودخلوا فى اشتباكات هى الأعنف من نوعها مع الشرطة، منذ بداية الفصل الدراسى الثانى، داخل الجامعة وخارجها، فألقت الشرطة القبض على 10 منهم. وأصيب خلال الاشتباكات طالب بكلية التربية بحالة إغماء ونقله زملاؤه إلى المركز الطبى التابع للجامعة، فيما نشر بعض الطلبة على صفحاتهم فى موقع «فيس بوك» صوراً لعدد من زملائهم، قالوا إنهم مصابون بطلقات خرطوش. بدأت الأحداث بتجمع العشرات من طلاب الإخوان أمام كليتى الدعوة والتربية، هاتفين ضد الجيش والشرطة وإدارة الجامعة، ثم تحركوا فى مسيرة كبيرة صوب كلية الدراسات الإسلامية المجاورة لسور الجامعة المطل على طريق النصر، وبعدها خرجوا مسرعين من بوابة الجامعة الرئيسية على شارع النصر، وقطعوا الشارع لعدة دقائق، فتعاملت معهم قوات الأمن المتمركزة فى الجهة المقابلة لبوابة الجامعة بالغاز المسيل للدموع لإجبارهم على العودة إلى الحرم الجامعى، وفتح الطريق، فهرب الطلاب فى اتجاه شارع المخيم الدائم ووجدوا على ناصيته مدرعة شرطة فقذفوها بالمولوتوف، لتشتعل النار فيها على الفور بعد هروب المجندين منها. وانقسم الطلاب إلى مجموعتين، دخلت إحداهما الجامعة وشرعت فى قذف قوات الأمن بالمولوتوف، بينما بقيت المجموعة الثانية فى الطريق، وراح أفرادها يقذفون القوات بالحجارة، وأخذ طلبة الداخل يناورون القوات بالالتفاف حولها من عدة جهات لتشتيتها محاولين استدراج الجنود والضباط إلى ممر ضيق بين بوابتين مجاورتين لمدرج كلية التجارة، لكى تصير قوات الأمن واقعة بين فكى كماشة، إلا أن أحد الضباط كان واعياً للكمين وأفسده بإيهام الطلاب بدخول الممر، ولكن ما إن بدأ الطلبة يخرجون من الباب الخلفى لمدرج «التجارة» للانقضاض على الجنود، عاد الضابط مسرعاً إلى الباب، فأربك الطلاب ونجح فى إفساد الكمين. وظل الوضع بين طلبة الإخوان وقوات الشرطة على هذه الدرجة من السخونة لعدة ساعات بين كر وفر واشتباكات عنيفة بالحجارة والمولوتوف من جانب الطلاب، فيما ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وهو ما استدعى وصول تعزيزات أمنية كثيفة للقوات فى خارج وداخل الجامعة. وفى فرع البنات، تجمعت العشرات من طالبات الإخوان أمام كلية طب الأسنان منددات بحبس زميلة لهن، تدعى أسماء حمدى على ذمة أحداث العنف الأخيرة، ثم تحركن فى مسيرة طافت أرجاء الجامعة، وخرجن إلى شارع يوسف عباس، حيث قطعن الشارع واعتدين على السيارات التى رفض أصحابها قطعهن الطريق، فوقعت مشادات واشتباكات بالأيدى حطمت الطالبات خلالها إحدى السيارات الخاصة. من جهة أخرى، قرر مجلس الجامعة فى اجتماعه أمس بدء امتحانات الفصل الدراسى الثانى يوم 10 مايو المقبل، على أن تسبقها امتحانات «العملى»، و«التخلفات».