فحصت أجهزة الأمن بالجيزة أكثر من 120 من المشتبه فيهم فى واقعة مقتل المقدم رفعت محمد رفعت، 44 سنة، نائب مأمور مركز تلا، لسرقة مبلغ 165 ألف جنيه عقب خروجه من البنك الأهلى بأكتوبر، وقالت مصادر أمنية ل«الوطن» إنه تم تشكيل فريق بحث وتحرٍّ ضم 25 ضابطاً من مباحث الجيزة بالتنسيق مع مصلحة الأمن العام. وأضافت المصادر أن فريق البحث استهدف المنطق الجبلية والتشكيلات العصابية المتخصصة فى السرقات بالإكراه ورواد البنوك، وأشارت المصادر إلى أن التحريات الأولية فى الواقعة توصلت إلى أن دافع الجريمة هو السرقة، وذلك بعد أن أكدت التحريات أن الضحية ليس له أى عداءات شخصية مع أحد وأن علاقته طيبة بزملائه فى العمل، وشرحت المصادر أن المتهمين لم يتمكنوا من سرقة المبلغ بسبب تجمع أهالى المنطقة وإصابة أحدهم بطلق نارى، مما أدى إلى ارتباكهم ففروا هاربين بعد الواقعة، وأوضحت المصادر أن رجال المباحث بقيادة اللواءات كمال الدالى وطارق الجزار ومحمود فاروق يمشطون المنطقة الجبلية المحيطة بمكان الواقعة وذلك بعد أن أكدت التحريات أن المتهمين لم يتمكنوا من الهرب بعيداً، ولا تزال الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لضبط المتهمين. ومن ناحية أخرى، انتهت نيابة حوادث جنوبالجيزة من سماع أقوال 3 من شهود العيان والمصاب الذى كان بصحبة الضحية وقت ارتكاب الواقعة، والذين أكدوا أمام محمد الطماوى، مدير نيابة الحوادث، أن المتهمين قطعوا الطريق على الضحية وأطلقوا عليه الرصاص وأن الدافع فى الجريمة دافع السرقة، فأمرت النيابة برئاسة هانى عبدالتواب رئيس نيابة الحوادث بسرعة ضبط وإحضار المتهمين، واستعجلت تقرير الطب الشرعى الخاص بالضحية.. جرت التحقيقات بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة. انتقلت «الوطن» إلى منزل الشهيد رفعت بالمنوفية الذى سيطر عليه الحزن وعلت أصوات البكاء، والتقت مع والدته السيدة عفاف محمد، التى قالت إن نجلها يبلغ من العمر 44 سنة وهو الابن الوحيد وله شقيقة واحدة تدعى «راندا»، وتخرج فى كلية الشرطة، وترقى فى عمله حتى وصل إلى رتبة مقدم شرطة، وبدأ عمله بمصلحة السجون فى سجن وادى النطرون لمدة 10 سنوات، بعدها أصبح نائب مأمور مركز شرطة الباجور، وفى الحركة الأخيرة عين نائباً لمأمور مركز شرطة تلا، ومتزوج منذ 10 سنوات ولديه ولدان «أحمد 6 سنوات، ومحمد 4 سنوات». وعن يوم الحادث أضافت: «تلقينا اتصالاً ظهر الثلاثاء الماضى بإصابة نجلى بعد إطلاق النار عليه أثناء خروجه من البنك بالشيخ زايد، وعندما حاولت زوجته الاتصال به رد عليها زميله وأخبرها أن زوجها توفى، وعلى الفور انتقلنا إلى القاهرة، ولم نتمالك أنفسنا من هول الخبر، التقيت بابنى آخر مرة منذ 4 أيام، كان فى زيارة عائلية لنا وأخبرنا بذهابه إلى القاهرة لشراء شقة فى مدينة أكتوبر.. حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتلوا ابنى، لا أريد سوى القصاص من قتلة ابنى، منذ الثورة وضباط الشرطة يعانون مع أن كل مهنة فيها الصالح والطالح».