على درجة قتامة البشرة كان القلب ناصع البياض، بعضهم لم يعرف العداوة يوماً، مهما كبرت مشكلاتهم أو قلت، وبعضهم اشتهر بين الجميع بسعيه للصلح بين الأطراف المتخاصمة، قبل أيام لم تكن أخبارهم محط أنظار الكثيرين، وقبل سنوات لم تكن تعرف الكثير عنهم إلا بعد أن اشتعلت نيران الفتنة، وصارت حكاياتهم ملء السمع والبصر. على جدران إحدى المدارس كتبوا عباراتهم المسيئة، عبارات ربما تراها فى كل مكان من حولك، لكنها لن تثير غضبك بقدر ما تمس قبائل بعينها فى أقاصى الصعيد. فى ثوب الشياطين تسللوا بين القبيلتين ليغرسوا فيهم الرغبة فى الثأر.. كتاباتهم الصماء أشعلت نيران الفتنة فى أبشع صورها، لتتبارى قبيلتان فى أقاصى صعيد مصر، فيسقط من هنا وهناك عشرات الضحايا دون أن تدرى الضحية «بأى ذنب قتلت؟»، ما بين «أبى هلال» و«الدابودية» أرض واحدة تجمعهما معاً تتشابهان فى الصفات وفى لون البشرة والنزعة القبلية، لكن يداً خفية تسللت إلى منطقة السيل الريفى، فى شرق أسوان، لتشعل النيران فى كل بيت فيها، وتحول هدوءها إلى حرب أهلية تخدم أغراضاً دنيئة. كبار المشايخ من القبيلتين يرون أن جماعة الإخوان الإرهابية تسببت فى إشعال الفتنة بين الطرفين ونشرت الأسلحة بين القبائل المتنازعة لتتفجر بحور الدم فى أكثر المناطق طيبة وتسامحاً. اخبار متعلقة فرض حظر التجول فى «السيل الريفى» لوقف نزيف الدماء «طه» فقد زوجته وحماه وابنيه فى الاشتباكات مشايخ القبيلتين يتهمون «الإخوان» بالتحريض «الوطن» تخترق الحصار الشعبى لمدرسة «أسوان الصناعية» «سياحة أسوان»: الحجوزات مستمرة دون إلغاءات «إبراهيم»: الوضع فى أسوان معقد ودفعنا بتعزيزات أمنية حكاية العربة الكارو: انسحب الإسعاف من محيط النار.. فتطوع «الحمار» بنقل «الجثامين»