وزير المالية يوجه بتسهيل الإجراءات الجمركية للحجاج.. أولوية خاصة لكبار السن    أسعار السمك في سوق العبور اليوم الثلاثاء 18-6-2024.. البلطي ب30 جنيها    عاجل| مفوض الأمم المتحدة يؤكد فزعه بسبب تجاهل حقوق الإنسان في غزة    "كهربا في الهجوم".. التشكيل المتوقع للأهلي لمواجهة الاتحاد بالدوري الممتاز    رد فعل مفاجئ من زوجة زيزو ضد حكم مباراة الزمالك والمصري    سيتي يبدأ المشوار بمواجهة تشيلسي.. خريطة مباريات القمة في بريميرليج 2024-2025    خلافات بينهما.. تفاصيل إصابة سائق توك توك بحروق خلال مشاجرة في أبو النمرس    في ثاني أيام العيد..ولاد رزق 3 يحقق إيرادات ب رقم قياسي    طريقة عمل اللحمة المشوية على الفحم.. اعرف أسرار المطاعم    قيادي بحماس: المقاومة الفلسطينية فككت مجلس الحرب الإسرائيلي    شيخ الأزهر يهنئ خادم الحرمين وولي العهد السعودي بنجاح موسم الحج    إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بقرب إنهاء العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية    بكين: فقدان 4 أشخاص جراء الفيضانات الجبلية في منطقة شينجيانج بشمال غربي الصين    الرئيس الأمريكي يرحب بدعم حلفاء الناتو لأوكرانيا    التنظيم والإدارة يعتمد 8 مراكز تدريبية خلال مايو الماضي    في ثالث أيام عيد الأضحى.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024    وزير الإسكان: تنفيذ 23 مشروعاً لمياه الشرب والصرف الصحي بالوادى الجديد    الحرس القديم سلاح البرتغال في يورو 2024    مواعيد مباريات الثلاثاء 18 يونيو - الأهلي ضد الاتحاد.. والظهور الأول ل رونالدو في اليورو    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024 ثالث أيام عيد الأضحى    «عملاق الصيف».. الأرصاد تحذر من منخفض الهند الموسمي: يضرب البلاد في هذا الموعد    فريق محميات البحر الأحمر يشن حملات تفتيشية مفاجئة خلال إجازة عيد الأضحى    "الشئون الدينية" ترفع جاهزيتها لاستقبال الحجاج المتعجلين لأداء طواف الوداع    بعثة الحج السياحي: إعادة 142 حاجًا تائهًا منذ بداية موسم الحج.. وحالة مفقودة    حبس حداد بتهمة إشعال النيران في زوجته بالشرقية    أسعار اللحوم الحمراء اليوم 18 يونيو 2024    إجمالي إيرادات فيلم عصابة الماكس في 4 أيام عرض (مفاجأة)    مفتي الجمهورية: نثمن جهود السعودية لتيسير مناسك الحج على ضيوف الرحمن (صور)    دار الإفتاء: الأضحية سنة مؤكدة وترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 18-6-2024    دعاء الأرق وعدم النوم.. لا إله إلّا الله الحليم الكريم    دعاء الانتهاء من الحج.. صيغ مختلفة للتضرع عند اكتمال المناسك    «المهايأة».. كيف تتحول شقة الميراث إلى ملكية خاصة دون قسمة؟    في ذكرى رحيله ال18| الأب "متى المسكين" رمز الكنيسة القبطية.. عاش حياة الرهبنة كما يجب أن تكون    الصحة: تنفيذ 454 زيارة مفاجئة للمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية ب23 محافظة خلال عيد الأضحى    «الصحة»: فحص 13.6 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي    «هيئة الدواء» تسحب مستحضرا شهيرا من الصيدليات.. «غير مطابق للمواصفات»    إصابة 7 أشخاص فى 3 مشاجرات متنوعة بالجيزة    أسعار عملات دول البريكس اليوم الثلاثاء 18-6-2024في البنوك    بوتين: أمريكا تريد فرض نظام دكتاتوري استعماري جديد على العالم    "سويلم" يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة للاطمئنان على حالة الري خلال عيد الأضحى    17 شهيدا إثر غارات الاحتلال على وسط وجنوبى قطاع غزة منذ فجر اليوم    أخبار الأهلي : الزمالك يتلقي صدمة جديدة بعد التهديد بعدم مواجهة الأهلي    «الصحة» تكشف حالات الإعاقة المستحقة لكارت الخدمات المتكاملة    مشاهير القراء، الخريطة الكاملة للتلاوات بإذاعة القرآن الكريم اليوم    أزمة قلبية أم الورم الأصفر، طبيب يكشف سبب وفاة الطيار المصري على متن الرحلة    بينهم مصريون، مصرع 11 وفقدان أكثر من 60 في غرق قاربي مهاجرين قبالة سواحل إيطاليا    عبدالحليم قنديل: طرحت فكرة البرلمان البديل وكتبت بيان الدعوة ل25 يناير    إسعاد يونس: عادل إمام أسطورة خاطب المواطن الكادح.. وأفلامه مميزة    إيهاب فهمي: بحب أفطر رقاق وفتة بعد صلاة العيد وذبح الأضحية    افتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ بمستشفيات جامعة عين شمس.. 25 يونيو    محمود فوزي السيد: عادل إمام يقدر قيمة الموسيقى التصويرية في أفلامه (فيديو)    «حضر اغتيال السادات».. إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل جديدة عن حياته الخاصة    تهنئة إيبارشية ملوي بعيد الأضحى المبارك    ملخص وأهداف جميع مباريات الاثنين في يورو 2024    بعد الفوز على الزمالك| لاعبو المصري راحة    البطريرك يزور كاتدرائية السيّدة العذراء في مدينة ستراسبورغ – فرنسا    ثبات سعر طن الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النص الكامل لحوار قائد قوات سوريا الديمقراطية مع نشأت الديهي: أردوغان مرشد الإخوان
نشر في الوطن يوم 12 - 01 - 2020

أكد مظلوم عبدى، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، أن الدواعش دخلوا سوريا عن طريق معابر فى تل أبيب، وأن تجهيز الانتحاريين منهم كان يتم فى القواعد التركية. وأضاف خلال لقاء مع الإعلامى نشأت الديهى، مقدم برنامج «بالورقة والقلم» المذاع عبر فضائية «TeN»، أن هناك مشروعين يحيطان بالمنطقة ويهدّدانها، مشيراً إلى ثقته فى الوساطة المصرية بشأن المباحثات بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة المركزية فى دمشق.. وإلى نص الحوار:
من مظلوم عبدى؟
- أنا من مدينة كوبانى الكردية، أكملت دراستى فى مدينة حلب، وتخرّجت فى كلية الهندسة جامعة حلب، وشاركت بالعمل السياسى كناشط كردى، وأسّست مع رفاقى فى 2003 حزب الاتحاد الديمقراطى، ثم حركة المجتمع الديمقراطى فى عام 2011، ومع ظهور بوادر الأزمة السورية، قمت مع مجموعة من رفاقى بتأسيس وحدات حماية الشعب، لحماية المنطقة الكردية بشكل خاص، ومناطق شمال شرق سوريا بشكل عام، وتحولت وحدات حماية الشعب بمشاركة من المكونات الأخرى من القادة العرب والسوريين الأشوريين عام 2015 إلى قوات سوريا الديمقراطية.
ما ملامح المشروع الذى تقوده قوات سوريا الديمقراطية؟
- المشروع الذى تعتمد عليه قوات سوريا الديمقراطية مشروع ديمقراطى تعدّدى تشاركى، يشارك فيه جميع مكونات الشعب السورى بجميع قومياته، حيث إنه فى بداية الأحداث وجدنا أن الوضع فى سوريا، جعل المجتمع ينقسم على أساس طائفى وقومى، بدعم من القوى الإقليمية الموجودة مع مرور الزمن، ولاحظنا أن الأحداث فى سوريا تأخذ هذا المنحى الطائفى والقومى، وأصبح مقياس القوة يعتمد على الطائفية والقومية الشوفينية، ونحن اتخذنا قراراً بألا نكون جزءاً من هذا، وألا نكون جزءاً من الخطاب القومى الشوفينى، ولا من الخطاب الطائفى والتطرف الدينى، ولهذا أخذنا منحى آخر وسميناه الطريق الثالث، وهو الطريق الديمقراطى التعدّدى التشاركى، ليشمل جميع السوريين، وبالتالى أصبحت قوات سوريا الديمقراطية القوة الوحيدة فى سوريا، التى لا تعتمد على الأرضية الطائفية والأرضية القومية الشوفينية، وجميع مكونات المنطقة شاركت فى قوات سوريا الديمقراطية ضد الهجمات الإرهابية والتدخلات الخارجية وهجمات داعش على المنطقة، وأستطيع أن أقول إن دماء السوريين بجميع مكوناتهم، العرب والكرد والأشوريين والتركمان، امتزجت فى قوات سوريا الديمقراطية، وشكلت أرضية حقيقية لمشروع ديمقراطى يضمن وحدة سوريا بكل مكوناتها.
هل هذا التحرك سببه وجود فراغ بالمنطقة؟
- نظام الحماية فشل فى حماية هذه المنطقة من الهجمات الإرهابية، سواء كان من تنظيم الإخوان، وما كان يسمى فى ذلك الوقت بالجيش الحر، أو النصرة، أو حتى تنظيم داعش، وترك أهل المنطقة يعانون من مصيرهم بأنفسهم؛ لهذا كنا جاهزين لهذه اللحظة، وكانت قراءتنا للأحداث فى سوريا قراءة موضوعية وصحيحة، كنا نعرف أنه ستكون هناك أزمة فى سوريا، وستكون هناك تدخلات إقليمية خارجية مباشرة فى سوريا، وخاصة تركيا، وتوقعنا أنه ستكون هناك حرب طائفية وحرب أهلية فى سوريا، ولهذا عندما كنا نمارس العمل السياسى فى بداية 2011، وحتى قبل ذلك قمنا باستعداداتنا العسكرية وتدريب شبابنا وجهزناهم لهذه المرحلة، ولهذا عندما انسحبت قوات الحكومة السورية من هذه المنطقة، كنا مستعدين لملء هذا الفراغ بشكل فورى.
كيف تقرأ المشهد من خلال هذه المحاولات التوسعية من كلتا المحاولتين التركية والإيرانية؟
- أستطيع أن أقول إن ممارسات النظام السابقة منذ ستين عاماً وحتى اليوم، شكلت أرضية للتدخل الإقليمى فى سوريا، ولهذا نحن نعتبر المشروع الذى نعتمده مشروعاً وطنياً بامتياز، يعتمد على مشاركة جميع مكونات المنطقة فى إدارة البلاد، ولم نرضخ للمصاعب والضغوطات الإقليمية والدولية، واعتمدنا على قوتنا الذاتية، وعلى قوة شعبنا، وقوة كل المكونات الموجودة بالمنطقة، وهذا شىء صعب جداً، فعلى سبيل المثال، شكلنا قواتنا العسكرية، بالاعتماد على قوتنا الذاتية، فكثير من الناس يتهموننا بالخيانة، وبالاعتماد على القوة الخارجية، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق، فنحن بدأنا بمجموعة صغيرة من الشباب، بالاعتماد على قوتنا الذاتية والإمكانات المادية لشعبنا، وبأسلحة بسيطة جداً، ومن خلال كسب ثقة الشعب، باعتمادنا على الإمكانات الموجودة لدى شعبنا تطورت قواتنا، إلى أن وصلنا إلى هذه المرحلة، بالطبع فى ما بعد تلقينا المساعدات من التحالف ضد داعش، لكن بشكل أساسى نعتمد على قواتنا الذاتية، هناك مشروعان فى سوريا، وليس ثلاثة مشروعات، فهناك مشروع خاص بمشروعات خارجية، يتم فرضها على سوريا، والجميع يرضخون لها، وهناك مشروع وطنى يعتمد على مكونات المنطقة وعلى القوى الذاتية للشعب السورى، وهو المشروع الذى نحن مسئولون عنه.
الأتراك يدّعون أن لدينا نزعة انفصالية "لكننا قوة وطنية بامتياز"
ما قولكم فيمن يتهمكم بأنكم تنزعون إلى الانفصال عن الدولة السورية؟
- هذه الاتهامات أصحابها معروفون من طرفنا، هم الأتراك والجهات التابعة لهم فى سوريا، الجميع يعرف أن قوات سوريا الديمقراطية قوى وطنية بامتياز، ونحن كوطنيين سوريين ملأنا هذا الفراغ، وحافظنا على الحدود، وما زلنا موجودين على الحدود، وحافظنا على المؤسسات الوطنية المستقلة والمؤسسات الاقتصادية، مثل النفط والكهرباء، وما زالت هذه المؤسسات الوطنية فى خدمة جميع الأراضى السورية، نحن قوة وطنية بامتياز، وحافظنا على وحدة الأراضى السورية، وهذه الاتهامات ليست لها أى إثباتات، أو أى أرضية تعتمد عليها، لكن مع الأسف، هناك بعض القوى الوطنية فى سوريا تصدق هذه الأكاذيب، ويجب أن تتجاوز ذلك.
هؤلاء الذين يشيعون ويكذبون ويرددون هذه الاتهامات ويصدقون أنفسهم، ماذا أنت قائل لهم؟
- عملنا حتى الآن هو الذى يرد عليهم، مناطقنا ما زالت محمية، مؤسساتنا الوطنية ما زالت موجودة، ووحدة مكونات المنطقة ما زالت موجودة، ومشروعنا لحل الأزمة السورية هو المشروع الوحيد الذى يمكن أن يحافظ على وحدة سوريا ووحدة الشعب السورى؛ لذلك هو مشروع وطنى، وهذا هو ردنا.
مظلوم عبدى للإعلامى نشأت الديهى: الدواعش دخلوا سوريا عن طريق تل أبيب.. وتجهيز الانتحاريين كان يتم فى القواعد التركية
ما قصة داعش؟ وكيف دخل هؤلاء سوريا؟
- فى بداية ظهور «داعش» مطلع 2014، عندما حدث الانشقاق بين تنظيم النصرة وتنظيم داعش فى الأراضى السورية بشكل عام، لم يتجرّأ أحد فى سوريا حكومة ومعارضة، على محاربته وقت أن كان قوة صغيرة يمكن القضاء عليها، وأتذكر خطاب أبوبكر البغدادى، الذى هدّد فيه جميع الموجودين بسوريا، وظهر فى تسجيل إعلامى فى 2014 قال خلاله: «نحن موجودون هنا، ونعمل على نشر الشريعة الإسلامية فى كل أرجاء سوريا، وسوف لا نقاتل من لا يقاتلنا، لكن سنقاتل من يتعرض لنا»، ومع الأسف رضخ الجميع فى الحكومة السورية لتهديد أبوبكر البغدادى، ولم يتجرأ أحد على التعرض لمقاتلى «داعش»، وبالتالى أصبحت لدى «داعش» فرصة كبيرة وفراغ يتمدّد فيه بجميع أرجاء سوريا من دون أن يحارب، وعندما أصبح قوة كبيرة، وأصبح يهدّد وجود الفصائل الأخرى، حاولت بعض القوى، كما حدث فى دير الزور والرقة وأماكن أخرى، التعرض لتنظيم داعش، لكنهم فشلوا، وعندما وصل تنظيم داعش إلى مناطقنا هنا، بمناطق الجزيرة ومناطق كوبانى ومناطق أخرى تعرضنا لهم وجابهناهم بكل قوة، وحرّرنا مدينة الجزعة التى دخلوها دون موافقة القوى الديمقراطية.
تركيا تنسق مع "داعش".. ورفضت استخدام قواعدها فى محاربته.. وقواتنا ملأت الفراغ وحافظت على الحدود
وماذا عن موقف تركيا فى محاربة «داعش»؟
- تركيا حتى هذه اللحظة تنسق مع تنظيم داعش، هى رفضت أن يستخدم التحالف الدولى قواعدها من أجل قتال «داعش»، فالطائرات الأمريكية ومقاتلات التحالف التى كانت تساند قواتنا كانت تأتى من الكويت؛ لأن تركيا كانت تمنع استخدام قواعدها لقتال «داعش»، وكذلك قالوا لنا رسمياً «لا نريد الآن مجابهة( داعش)، ولا نريد أن تكونوا أنتم سبباً فى خلاف بيننا وبين (داعش)».
هل كانت تركيا ترغب فى تحييد قوات حماية الشعب حتى لا تواجه «داعش»؟
- الهدف الأساسى كان تدمير قوات حماية الشعب، فتركيا هى التى شجّعت «داعش» على الهجوم على كوبانى، واشترطت على الدواعش احتلال كوبانى ومنطقة الجزيرة برمتها، مقابل أن تستمر علاقاتها ودعمها لهم، وأن تسمح لهم باستخدام الحدود التركية، وتلقى بالمزيد من المقاتلين الذين كانوا يأتون عبر تركيا إلى هذه المنطقة، وجميع المقاتلين الدواعش الأجانب دون استثناء، جاءوا عبر مطار إسطنبول والمطارات التركية الأخرى، وعبر الحدود السورية من الأراضى التركية، وفى ما بعد أسرنا آلاف الأجانب، ومنهم توانسة ومغاربة ومصريون وأمريكيون.
وكيف فتحت تركيا ممرات آمنة للدواعش؟
- انتصار قواتنا فى كوبانى شكل نقطة انعطاف فى محاربة «داعش»، والجميع أدرك أنه يمكن مواجهة هذا التنظيم وهزيمته، فتصدى الجميع لهم بشكل أقوى مما كان فى السابق، أما تركيا فبقيت على الحياد ظاهرياً، لكنها استمرت فى تمويل التنظيم حتى 2016 عندما حرّرنا جميع الأراضى الحدودية مع تركيا من «داعش»، حتى منطقة رأس العين، وعندما اجتزنا نهر الفرات حرّرنا مدينة منبج، ولاحظت تركيا أننا مستمرون فى تطهير كل الحدود من التنظيم، وفى طريقنا إلى جرابلس وعفرين، وبهذا الشكل كانت ستقطع جميع نقاط التماس بين تركيا والمتطرفين. وفى صيف 2016، قررت تركيا الدخول فى التحالف الدولى ضد «داعش»، وسمحت لدول التحالف باستخدام قاعدة إنجرليك لمحاربة «التنظيم»، واستغلت ذلك لاحتلال الأراضى السورية بحجة محاربة التنظيم المتطرّف، وتركيا هى التى استخدمت «داعش» مرتين، المرة الأولى للقضاء على الحراك السورى فى عموم البلاد، وبشكل خاص حراك قوات حماية الشعب، والمرة الثانية استخدمتهم كذريعة لاحتلال سوريا، وبهذا الشكل احتلت جرابلس والباب، ولدينا أدلة بأن تركيا وراء تطور مشروع ما يسمى بالدولة الإسلامية؛ لأن ذلك يخدم مصالحها.
"أنقرة" طلبت من "داعش" تنفيذ عمليات انتحارية مقابل الدعم المالى لعائلات التنظيم والسماح لهم بالهروب من المناطق الساخنة إلى الأراضى التركية
ما حجم العلاقة بين تركيا وقيادات «التنظيم»؟
- حسب التحقيقات مع قادة الدواعش الموجودين لدينا كان لديهم تنسيق مباشر مع إدارتى الاستخبارات التركية، وكذلك تنسيق على الأرض بين مقاتلى «التنظيم» والضباط الأتراك على الحدود، وعلى المستوى الاستراتيجى أيضاً، كان هناك تنسيق مباشر مع إدارة «داعش» الموجودة على الحدود، وجميعهم أتوا من بوابات الحدود من المعابر بشكل رسمى، وعلمنا أن هناك معابر رسمية فى جرابلس عن طريق تل أبيب، وكانت مفتوحة بين الطرفين، وعندما دخلنا هذه المناطق، فى 2015 أغلقت السلطات التركية هذه المعابر، ومن خلال التحقيقات مع القيادات أيضاً أصبحت لدينا معلومات أكيدة بوجود تواصل مباشر مع قيادة الاستخبارات التركية، وكانت هناك اتفاقيات بين الطرفين تحدّد مستوى العلاقة بينهما، وتركيا طلبت منهم تنفيذ عمليات انتحارية كبيرة، مقابل سماحها باستخدام الحدود وتسهيل أمور التنظيم، وتقديم الدعم المالى لعائلات الدواعش الموجودين هناك، والسماح لهم بالهروب من المناطق الساخنة إلى الأراضى التركية.
طلبنا من بعض الدول تسلم رعاياها فرفضت بحجة عدم وجود بنية تحتية وسجون تتحمل الأعداد الكبيرة
ما الدليل على أن تركيا أمرت الدواعش بتنفيذ العمليات الانتحارية؟
- موثق لدينا أنهم كانوا يشرفون على هذا الملف، وهناك اعتراف من القيادات بذلك، والجهات الدولية تعرف هذا الأمر، ونحن شاركنا هذه المعلومات مع الجهات الدولية، لكن مع الأسف، كل دولة لديها مصالح، ولم تتّخذ المواقف المطلوبة، حتى «داعش» كانت تقوم بعمليات صغيرة فى هذه المنطقة، العمليات لم تكن عمليات استراتيجية كبيرة تؤثر بشكل كبير على الوضع هنا، وتركيا كانت ترفض ذلك، وكانت تقول لهم هذه العملية ليست من العمليات التى نريدها، نريد عمليات أكبر، وكان من بينها العملية التى حدثت فى القامشلى فى 2016، وراح ضحيتها العشرات، وباركتها الاستخبارات التركية، والتعاون بين «داعش» والاستخبارات التركية استمر بعد ذلك، على سبيل المثال العملية التى تم تنفيذها ضد قوات التحالف فى منبج فى 2018، قبل سنة، وقُتل خلالها مجموعة من الجنود الأمريكيين المتعاقدين معهم، كانت عملية انتحارية، واعتقلنا قسماً من المشاركين فى هذه العملية، والأمريكيون يعرفون ذلك، وجدنا أن الانتحارى تم تجهيزه وتحضيره فى مدينة تحت سيطرة المخابرات التركية، والرجل الإرهابى جاء من هناك والقائد الداعشى أتى به من هناك إلى مدينة منبج، والأمير الداعشى المسئول عن العملية رجع إلى منطقته فى ما بعد إلى «الباب» مرة ثانية، وهذا باعتراف المشاركين الآخرين فى العملية وكلهم يعترفون بذلك، والجميع يعرفون هذه الحقائق.
الرئيس التركى فشل فى نشر أفكاره المتطرفة فى مصر وسوريا.. ويحاول غزو ليبيا لهذا السبب.. ويستخدم "النصرة" و"داعش" لتطبيق مشروعه
برأيك ماذا يريد «أردوغان»؟
- «أردوغان» هو المرشد الأعلى الفعلى لتنظيم الإخوان المسلمين ويعتبر نفسه مسئولاً عن جميع التنظيمات الإرهابية الإخوانية فى جميع أنحاء المنطقة، ويحاول نشر الفكر الإخوانى قبل أن يسيطر تنظيم الإخوان على جميع أجزاء المنطقة، فحاول فى مصر وفشل فى ذلك، والآن فى ليبيا، وحاول فى سوريا وفشل أيضاً، ولديه مشروع يستخدم الدين له، ليس لصالح الدين، وإنما يستخدم الدين عبر تنظيمات الإخوان المسلمين، ويستثمر أدوات أخرى فى تطبيق مشروعه عن طريق تنظيمات إرهابية، مثل «جبهة النصرة» و«داعش»، ويسعى إلى استخدامها لتطبيق مشروعه، لكن مع الأسف صمت العالم على ممارسات «أردوغان» جعله يتمادى فى عدوانه ومشاريعه الاحتلالية، كما يحاول عبر تنظيم الإخوان المسلمين إعادة أمجاد دولة الخلافة العثمانية السابقة، ويتّخذ من الحركة السياسية الكردية ذريعة للقيام بهذه العمليات. وعندما لا يكون هناك الأكراد، كما هو الحال فى ليبيا والمناطق الأخرى يستطيع بسهولة إيجاد الحجج من أجل القيام بأفعاله. وإذا نجح فى الدخول إلى ليبيا ستكون هناك محطات أخرى ودول أخرى يدخل إليها ويتمدّد فى المنطقة.
لدينا 12 ألف أسير من الدواعش وعائلاتهم منهم 2000 أجنبى
كيف تتعاملون مع معسكرات وسجون «داعش»؟ وكيف تديرون هذه المنظومة؟
- لدينا مجموعات كبيرة من المعتقلين الدواعش وعائلاتهم، وكل يوم لدينا عمليات مداهمة لأوكار «داعش» بكل المناطق، لدينا أكثر من 12 ألف مقاتل، القسم الأكبر منهم سوريون، والمجموعة الثانية عراقيون، ولدينا مجموعة كبيرة من الأجانب الموجودين هناك، تقريباً نحو 2000 أجنبى، هؤلاء السوريون نتواصل مع عشائرهم ووجهاء المنطقة لتسليمهم وتسوية أوضاعهم، ولدينا معسكرات عديدة تضم الأجانب وعائلاتهم. وبشكل عام عدد الموجودين فى المخيمات يتجاوز 100 ألف بجميع الأماكن، وكم العراقيين لدينا 60 ألف نازح عراقى، بالنسبة لنا كإدارة ذاتية فى شمال شرق سوريا الديمقراطية، كان الأمر صعباً جداً وكان علينا اتخاذ قرار صعب بقبول هؤلاء كأسرى معتقلين لدينا، ولم يكن هناك أى دعم جدى من القوى والمنظمات الدولية؛ لأن هذه المنطقة تدعمها الأمم المتحدة دعماً ضعيفاً، ودول التحالف لديها جهود فى احتواء هذه المشكلة، لكن أيضاً غير كافية إلى حد بعيد، كان علينا اتخاذ قرار صعب جداً؛ لأنه لم يكن لدينا بنية تحتية للسجون يمكنها استيعاب هذا العدد الكبير من المعتقلين، لكن مع ذلك كنا مضطرين لأن نأخذ قراراً استراتيجياً وصعباً، للاحتفاظ بهؤلاء المعتقلين، ولم يكن من المعقول أن نترك هؤلاء يخرجون.
هل أسفرت التحقيقات عن معلومات تفيد بعدم تكرار هذه التجربة مرة أخرى؟
- بالطبع حصلنا على كنز من المعلومات، فبعض المعتقلين لدينا كانوا قضاة وأعضاء مجلس شورى ل«داعش»، وقيادات عليا مساعدين ل«البغدادى»، ولدينا القادة الميدانيون الأجانب والسوريون، وأصبحنا نعرف كيف عملوا وكيف تمدّدوا، وكيف نظموا أمورهم، فى هذه الفترة، استطعنا أن نحصل على معلومات كثيرة ساعدتنا فى إيجاد مستودعات الأسلحة التى كانوا يخبئونها، استطعنا أن نفشل العمليات التى كانوا يريدون القيام بها فى أوروبا ودول أخرى بالخارج، ومحاربة «داعش» لم تكن فقط من الناحية العسكرية، فالداعشى محصلة لفكر ثقافى ومسألة عقائدية يؤمنون بها ويبذلون كل جهدهم من أجل تحقيقها.
هل يمكن أن يتم تأهيل بعضهم؟
- سنحاول تأهيل الأطفال منهم؛ لأن «داعش» لديه أشبال الخلافة عمرهم أقل من أربع عشرة سنة كانوا يقومون بأعمال انتحارية وأعمال قتالية كبيرة، والآن نحاول إعادة تأهيل قسم منهم، لدينا معسكر فيه عشرات منهم، ورغم أنهم كانوا بعمر الأطفال، لكن تنظيم داعش كان يعتمد عليهم بشكل أساسى فى كثير من العمليات الانتحارية، وعمليات الاقتحام العسكرى.
«أردوغان» تحدث عنك أكثر من مرة بشكل فيه كراهية شديدة، وهناك حالة من الحقد الشديد، فكيف تفسر هذا المسلك؟
- أظن أن المسألة تتعلق بقضية الشعب الكردى بشكل خاص، وقضية الشعب السورى بشكل عام، نحن هنا بالمناطق الكردية السورية، وكذلك بعموم سوريا فى شمال شرق سوريا، أفشلنا المشروع التركى، وحديثه عنى باعتبارى ممثلاً عن القوى الديمقراطية.
كيف ترى دور مصر خلال المرحلة الحالية والقادمة؟
- فى الحقيقة، خلال الغزو التركى الأخير على مدينتى رأس العين وتل أبيض، كان موقف الجامعة العربية بقيادة مصر مشرفاً جداً، ونشكر فى هذا المجال قيادة التدريب بشكل عام، وبشكل خاص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على مواقفه ضد الغزو التركى، وحرصه على وحدة الأراضى السورية بشكل عام، وتصريحاته المتعلقة بقضية الشعب الكردى، فقد كان موقفاً مشرفاً نفتخر به، ومصر كدولة عربية كبيرة وقيادية فى المجتمع العربى، يجب أن يكون دورها أكبر مما هو الآن فى الملف السورى، وهذا طلب كل السوريين، الآن الجهود التى تبذلها تركيا وإيران وغيرهما بالملف السورى بشكل عام ليست لصالح الشعب السورى، الدول الإقليمية الموجودة التى تتعامل مع الملف السورى قبل كل شىء تحرص على مصالحها ومصالح دولها ولديها أجندات خاصة تتعلق بها فى سوريا؛ ولهذا جهود الدول الإقليمية الأخرى الموجودة حالياً الذين تعاملوا مع هذا الملف لا تساعد على حل المسألة السورية، هذه الدول ليس من مصلحتها حل المشكلة السورية، إنها تريد أن تتعمق الأزمة السورية الموجودة لاستمرار أجندتها فى سوريا، لكن الدول العربية بشكل عام، وبشكل خاص مصر، لديها مصلحة فى حل المشكلة السورية؛ لأنه ليست لديها أطماع فى سوريا، مصر ليست لها مصالح تخصها هناك، وعلاقات تاريخية، كونها الدولة العربية الأكبر مع سوريا، والجميع ينظرون إلى مصر كدولة شقيقة بالنسبة للشعب العربى، ويأملون أن يكون لها دور أكبر بالأزمة الموجودة فى سوريا، وخلال الفترة الأخيرة نرى تحركاً إيجابياً جداً من الدولة المصرية.
ما الدور الذى تنتظره من مصر حالياً؟
- ننتظر من مصر أن تقوم بدورها فى مسارين من أجل حل سياسى فى سوريا، أن تضع ثقلها بالمسار الدولى فى المباحثات الدولية التى تجرى الآن بين الدول الضامنة أو القوى الإقليمية والقوى الدولية، التى تشرف على الملف السورى، وأن يكون لمصر دور أكبر، ذلك يعنى أن تضع ثقتها من أجل أن يكون هناك ممثلون لمنطقة شمال شرق سوريا ضمن هذه المباحثات، وكذلك تلعب دورها أيضاً بمسار الحل الوطنى للحل بين السوريين أنفسهم، هناك الآن نوع من المباحثات أو التواصل بيننا وبين إدارة سوريا، وبين الحكومة المركزية فى دمشق، يمكن لمصر أن تلعب دور الوسيط، باعتبارها لديها ثقة لدى الطرفين من أجل الوصول إلى صيغة مقبولة من الطرفين، أو أن تقوم بدورها فى تطوير هذه المباحثات، لتصل إلى النتيجة المرجوة منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.