لافتة معلقة على الحائط تشير لتعليمات اللجنة العليا للانتخابات، 14 بنداً تؤدى دورها فى إعلام المواطن بحقوقه عند تحرير التوكيل لمرشحه، غير أن ثمة فارقاً أساسياً تحمله اللافتة: «انتخابات الرئاسة المصرية لعام 2012» ظل التاريخ على حاله لم يتم تحديثه، وبقيت اللافتة فى الشهر العقارى بمحكمة زينهم. «الاثنين 31 مارس 2014»، أول أيام تحرير توكيلات مرشحى انتخابات الرئاسة، الذى حددته اللجنة العليا للانتخابات، اليوم «معقد» منذ بدايته، ذكريات الانتخابات السابقة تطارد الموظفين» هنعيدها تانى، وكل شوية خناقات وزعيق وتهديدات» تقول الموظفة «حنان»، التى تعمل بالشهر العقارى بمحكمة زينهم، وهى تستعد لبدء استقبال المواطنين «المشكلة مش مع المواطن العادى، لكن المشكلة الأكبر فى عنجهية مندوبى المرشحين، ربنا يهديهم علينا السنة دى»، تبدأ الموظفة فى الاستعداد لبدء العمل الذى تأخر لبعد الثانية عشرة، بحسب مدير المكتب «عادل فاروق»: «ما عنديش غير 2 موظفين هما قوة العمل، ما ينفعش أوقف مصالح الناس عشان خاطر التوكيلات، عشان كده قسمت العمل فترتين، الصباحية لعملنا الطبيعى، والمسائية للتوكيلات، حازم صلاح أبوإسماعيل ما زالت ذكرى توكيلاته تطارد موظفى الشهر العقارى خشية تكرارها، المندوبين بتوعه كانوا بيتخانقوا معانا وبيهددونا بحرق المكتب، متهمينا بتعطيل توكيلات مرشحهم.. الحمد لله السنة دى اللجنة رحمتنا». «الجمالية، المنشية، الموسكى، عابدين»، 4 مناطق تابعة للشهر العقارى بمحكمة زينهم، الذى غيرت خريطة عمله «توكيلات السادة المرشحين»، فضم جميع أحياء الجمهورية، أربعة أجهزة «تابلت»، وطابعات خاصة باللجنة العليا للانتخابات اتخذت مواقعها على مكاتب موظفى اللجنة استعداداً للحظة البدء، اثنان من موظفى المكتب تم تدريبهما داخل الهيئة العامة للاستعلامات بمدينة نصر، بحسب مدير المكتب «الأجهزة تم تدريب الموظفين عليها، ويشرف على عملها مندوب من وزارة الاتصالات تابع للجنة العليا، أسماء المرشحين بتدخل يدوى والتوكيلات منها نسختين، نسخة يأخذها صاحب التوكيل وأخرى تذهب إلكترونياً»، بحسب رئيس المكتب، أجهزة التابلت الأربعة غير متصلة بشبكة الإنترنت، لكنها شبكة خاصة باللجنة العليا، وكل موظف يحمل 3 خطوط محمول، «ده ضمن خطة وزارة الاتصالات التى أعدت برنامجاً خاصاً لا يمكن التجسس عليه أو الإطلاع على بياناته»، بحسب تأكيدات «طه ندا» المهندس بالشركة المصرية للاتصالات والمشرف على العمل بدائرة وسط القاهرة. وتيرة العمل بدأت متسارعة بسبب إقبال المواطنين فى أول أيام عمل التوكيلات لم يعكر صفوها سوى مجموعة من المتطوعين لحملة «مستقبل وطن» الذين تجمعوا لجمع توكيلات للمرشح «عبدالفتاح حسين السيسى» ترأسهم أمينة فتيات القاهرة «بسمة والى»، من السيدة زينب التى بدأت عملها فى الشهر العقارى بعمارات العرائس «بتابع الشغل فى كل شهر عقارى على مستوى الجمهورية ومؤشرات عمل التوكيلات للمشير مرتفعة جداً». «كنت جاية أعمل مصلحة فى الشهر العقارى، وما اتقضتش لقيتهم بيقولوا توكيلات للسيسى، دخلت عملت على طول ومش مهم المصلحة»، قالتها عزة محمد على، المقبلة من المعادى «عشان المشير أنا ممكن أقضى اليوم فى الشهر العقارى» عزة ترددت فى إعطاء توكيلها لمتطوعى حملة مستقبل وطن «مش عارفاهم وأخاف ياخدوا التوكيل، وميدوهش للمشير واطمنت من مدير المكتب لما عرفت أن فى نسخة تانية بتوصل مباشرة للجنة العليا للانتخابات». 50 توكيلاً فى أول نصف ساعة، حصرها شباب حملة «مستقبل وطن» لم يحمل أى منها اسماً لمرشح سوى «السيسى».. «محمود» وقف بعد تحرير توكيله، يؤكد: «أهالى الجمالية كلهم هينزلوا بكره اللى جم النهارده مجرد جس نبض، إحنا وعدنا المشير ب25 مليون توكيل، مش 25 ألف وهنوفى بوعدنا».