سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواكب «الحزن» تُحمل التموين مسئولية مقتل 9 من أبناء شطورة بسوهاج فى انفجار مخزن وقود الحادث يسفر عن إصابة 52 بينهم حالات حرجة.. وصاحب المنزل رفع برميلاً ممتلئاً بالبنزين فحدث الانفجار.. والمحافظة تقرر صرف 5 آلاف للمتوفى و1000 جنيه للمصاب
شيع الأهالى، أمس، 9 من أبناء قرية شطورة، مركز طهطا شمال محافظة سوهاج، لقوا مصرعهم فى حادث مأساوى، أصيب فيه 52 آخرون، بالإضافة لإصابة 2 من رجال الإطفاء بكدمات وسحجات نتيجة انفجار مخزن غير مرخص لبيع الوقود بالسوق السوداء، داخل منزل أحد المواطنين. شارك فى تشييع الجثامين جمع غفير من أبناء قرية شطورة والقرى المجاورة، وأهالى مدينة طهطا، وخيّم الحزن على المنطقة، وعلت صرخات النساء فى مشهد لعب دور البطولة فيه الإهمال وعدم الرقابة على محطات الوقود من قبل مفتشى التموين. كان حريقاً ضخماً شب فى مخزن غير مرخص لبيع الوقود بالسوق السوداء، يخص المواطن محمد محمد عسكر (55 سنة)، عامل، على طريق القاهرة - أسوان الزراعى السريع، أمام قرية شطورة، وتوجه الأهالى للمشاركة فى إخماد النيران وتجمعوا تباعاً، وحاول صاحب المنزل رفع برميل ممتلئ بالبنزين، وأثناء ذلك حدث انفجار ضخم هز أرجاء المكان وتحولت المنطقة إلى كتلة من اللهب، ما تسبب فى مصرع 9 وإصابة 52، بالإضافة إلى 2 من رجال الإطفاء، الذين ساعدوا فى إخماد الحريق بعملية تبريد لعدد من البراميل الممتلئة بالبنزين داخل المنزل المكون من طابق واحد ومبنى بالطين. وأشار العقيد علاء السعيد، مدير إدارة الحماية المدنية بسوهاج، إلى أن رجاله انتقلوا فور تلقيهم بلاغ الحريق، وتم إخماد النيران، إلا أن الأهالى تجمعوا بكثرة داخل المنزل، فحدث انفجار فى أحد البراميل الممتلئة بالبنزين مما نتج عنه وقوع هذا العدد من الضحايا. وشهدت مستشفيات طهطا العام والمراغة والتعليمى والعام والجامعى وجود أعداد كبيرة من أهالى قرية شطورة للتعرف على أقاربهم القتلى والمصابين فى الحادث، ووقع ارتباك بين أقارب الضحايا لعدم معرفتهم الحالة الصحية التى وصلوا إليها وهل هم من المصابين أو من المتوفين. واضطر الأهالى للذهاب إلى جميع تلك المستشفيات للوقوف على النتائج النهائية لحالة أقاربهم وتم التعرف على ذويهم فى ساعة متأخرة من صباح أمس. وتسبب الحريق فى مصرع كل من مالك المنزل محمد محمد عسكر (55 سنة) عامل، وفاطمة محمد أحمد عسكر (51 سنة) ربة منزل، وعمر محمد أحمد عسكر (30 سنة) عامل، وأحمد كمال مهدى (32 سنة)، ومحمود رشدى محمد أحمد طلب (29 سنة)، ومصطفى ماهر محمد عسكر (24 سنة)، ومحمد عبدالله السيد (32 سنة)، ومحمد على جاد الكريم (28 سنة)، والسيد أحمد كيلانى الذى توفى متأثراً بإصابته داخل مستشفى سوهاج الجامعى، كما أصيب فى الحادث 52 آخرون، بالإضافة لإصابة 2 من رجال الإطفاء بكدمات وسحجات نتيجة تدافع الأهالى. فيما قال اللواء إبراهيم صابر، مدير أمن سوهاج: إنه عقب نشوب الحريق بالمخزن تجمع عدد كبير من أهالى القرية للمشاركة فى إخماد النيران وعقب الانتهاء من إخمادها حدث انفجار لبرميل مملوء بالوقود نتيجة ارتفاع درجة الحرارة مما نتج عنه سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا والمصابين، مشيراً إلى أن الحريق لم يمتد إلى أى منازل مجاورة. وأضاف: إن مديرية الأمن بدأت فى شن حملة مكبرة على جميع المستودعات المخالفة بجميع مدن وقرى المحافظة، مشيراً إلى أنه فور الواقعة أصدر تعليماته المشددة لجميع ضباط مباحث التموين والبحث الجنائى للعمل على مدار الساعة لضبط أصحاب المستودعات المخالفة وتكثيف الرقابة على محطات الوقود التى تتاجر فى المواد البترولية. وأشار أحد شهود العيان، ناصر محمدين، مدرس، أحد جيران صاحب المنزل المحترق محمد محمد عسكر، إلى أن سيارات الإطفاء اصطفت على طول طريق سوهاج - أسيوط الزراعى أمام المنزل الذى شهد الواقعة، وقال: «إننى كنت أجلس داخل منزلى وقت الواقعة وكانت والدتى خارجه، وبدأت فى الصياح فخرجت مسرعاً، ووجدت حريقاً ضخماً شب فى منزل جارى». وقال مدير مستشفى طهطا العام الدكتور على خيرى حراز، ل«الوطن»: إن المستشفى استقبل جميع الحالات التى أصيبت فى الحريق بالإضافة إلى الجثث المتفحمة بالكامل، مشيراً إلى أنه تم نقل جثة لمستشفى المراغة المركزى. وأوضح أن مستشفى طهطا استقبل 21 حالة وتم تحويل بقية الحالات إلى مستشفيات المحافظة، لافتاً إلى أنه تم علاج 9 حالات داخل مستشفى طهطا وتم التصريح لهم بالخروج بعد أن استقرت حالتهم الصحية، كما أن الحالات الخطرة والتى بلغ عددها 8 حالات تم تحويلها لمستشفى سوهاج الجامعى حيث إنهم مصابون بحروق بنسبة 100%. وأشار إلى أنه فور تلقيه بلاغاً بالحادث تم استدعاء جميع الطواقم الطبية والتمريض، وإعلان حالة الطوارئ بالمستشفى، وإخطار مديرية الصحة، ودمج أقسام الاستقبال والأطفال والجراحة والأطفال بحيث عمل الجميع بروح الفريق الواحد. وأوضح «حراز» أن أهالى طهطا شكلوا غرفة عمليات أمام المستشفى حيث جمع صيادلة المدينة تبرعات عاجلة من أدوية ومحاليل ومراهم ومستلزمات طبية ومسكنات ومضادات حيوية بكميات كبيرة، للمساهمة فى علاج المصابين. وأضاف أن العشرات من أهالى المدينة تبرعوا بكميات كبيرة من الدم مما ساهم فى توافره داخل المستشفى. وأكد أنه تم عمل برنامج لإعادة فحص الحالات داخل المستشفى وتقييم حالاتهم الصحية وحجم الإصابة وإعداد تقرير مفصل عن كل حالة تم رفعه لمديرية الشئون الصحية بالمحافظة، كما تم إرفاق تقرير طبى عن المصابين بحروق بنسب كبيرة ونقلهم لمستشفى سوهاج الجامعى لتسهيل عملية تشخيص حالتهم فور وصولهم هناك. وانتقل اللواء محمود عتيق، محافظ سوهاج، إلى مستشفى سوهاج العام حيث كان فى استقبال 19 مصاباً تتراوح نسبة الحروق بهم ما بين 70 و100% وتم تشكيل غرفة عمليات بقيادته والدكتور محمد عبدالعال، وكيل وزارة الصحة، والدكتور جمال قريشى، مدير مستشفى سوهاج العام، والدكتورة سامية سعيد، رئيس قسم جراحات التجميل بمستشفى سوهاج الجامعى، لمتابعة تطورات الحادث أولاً بأول وظلت منعقدة حتى الساعات الأولى من صباح أمس الأحد. وأمر المحافظ باتخاذ كل أوجه الرعاية الطبية للمصابين، كما قرر صرف 5000 جنيه إعانة عاجلة لأسرة المتوفى و1000 جنيه للمصاب، مناشداً المواطنين بالإبلاغ عن أى شخص يتاجر فى المواد البترولية بدون ترخيص وذلك حفاظاً على سلامتهم. واتهم أهالى قرية شطورة بمركز طهطا شمال المحافظة التموين بعدم مراقبته تهريب البنزين والسولار، وعجز الشرطة عن ملاحقة المهربين، متسائلين عن كيفية السماح لشخص بالاتجار فى مواد خطرة وتخزينه 9 براميل بنزين داخل منزله الذى يبعد عن نقطة شرطة شطورة أمتاراً قليلة دون أن يلتفت إليه أحد. واتهم محمد محمود، أحد أبناء قرية شطورة، إدارة التموين بالمحافظة بعدم إحكامها الرقابة على محطات الوقود بالمحافظة وتركها تبيع البنزين والسولار فى السوق السوداء مما أدى إلى وجود تجارة مربحة انتشرت فى جميع أنحاء المحافظة دون أن يكون هناك رقيب من أحد، مطالباً بتدخل مدير أمن سوهاج لإيقاف تلك المهزلة، وحث رجال التموين على إحكام الرقابة.