دخان كثيف خرج من مقدمة سيارة ملاكى، كانت واقفة لتوها أمام إحدى عمارات شارع نجيب معوض فى المطرية، أصيب الأهالى بالذعر، وتعالت صيحات بعضهم، طل «عم جلال» من بلكونة منزله سائلاً جاره فى حدة «هى دى عربية جيش ولا شرطة؟، ما النهارده الجمعة لازم يولعوا فى حاجة». طلب المساعدة لم يكن سهلاً هذه المرة، فقد تغير الشعب الودود المترابط بفعل جرائم الإخوان، وأصبح الحريق فى الشارع حدثاً يستدعى الهروب بدلاً من محاولة الإنقاذ، لم يقترب أحد من السيارة المشتعلة مكتفين بإلقاء الماء من البلكونات والنوافذ، فقد تكون مفخخة أو نتاج حادث إرهابى، نفر قليل ساعد «أحمد» -صاحب السيارة- بطفايات الحريق بعد أن صرخ منفعلاً «العربية هتنفجر لو النار وصلت للبنزين، الشارع كله هيولع، الحقونى حد يساعدنى ومحدش يخاف أنا مش إخوانى والمصحف». حاول «فطوطة»، صاحب ورشة سيارات فى الشارع، رفع «كابوت» السيارة لمساعدة أحمد، محاولاته جاءت استجابة لندائه وقسمه بالله أنه «مش إخوان»، حتى تمكن من إخماد النيران بطفاية حريق كبيرة، يبرر الميكانيكى العجوز موقف أهالى الحى الشعبى من حريق السيارة «يا ابنى إحنا كنا فاكرين أن العربية فيها متفجرات وهتولع الشارع فينا، عشان كده كنا خايفين نقرب منك، بس احمد ربنا على اللى حصل والحمد لله إنك طلعت سليم، ومتزعلش مننا عشان اللى بيحصل فى البلد يخلى الواحد يخاف من خياله».