«اليوم أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيى العسكرى بعد أن قررت إنهاء خدمتى كقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع».. كلمات استمع إليها جميع المصريين بحرص شديد من المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع السابق، خلال خطاب إعلان ترشحه للرئاسة، ولكنهم لاحظوا أيضاً أن حرص «السيسى» على الحديث عن زيه العسكرى اقترن بتصميمه على الظهور مرتدياً هذا الزى أمام الجماهير.. ما جعل الجميع يتساءل: «هل هناك دافع ما وراء ظهوره بهذا الزى.. وما هذا الدافع؟». الدكتورة رغداء السعيد، خبيرة لغة الجسد، اعتبرت أن حرص «السيسى» على بدء خطابه بالحديث عن زيه العسكرى، الذى بدا فيه «تأثر وجهه وإيماءات يده»، كان ينم عن الحزن والرغبة فى استكمال مشواره العسكرى، لكنه خلع عنه عباءته العسكرية فقط استجابة لرغبة الشعب لتحمل الواجب الوطنى. اتفق معها فى الرأى ذاته محلل الخطابات السياسية عثمان هندى، الذى رأى أن ارتجال «السيسى» للخطاب واختياره للحديث عن الزى العسكرى فى افتتاحية البيان أظهر ذكاءه السياسى والعسكرى، فهو يقول للمواطنين إنه يضحى بشىء عزيز على نفسه نزولاً على رغبتهم بالرغم من ارتدائه نفس البدلة لمدة 45 سنة، معلقاً: «بالبلدى بيقولهم أنا لازم هعمل حاجة كويسة للبلد وهدافع عن الشعب لآخر نفس حتى لو مش لابس الزى العسكرى». اللواء عبدالمنعم سعيد، الخبير العسكرى والاستراتيجى، أكد جواز ارتداء رئيس الدولة للزى العسكرى باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، موضحاً: «هناك أوقات محددة يستطيع فيها المشير السيسى ارتداء بدلته العسكرية مثل حالة انتصار فى حرب، أو فى حالة الاحتفال العسكرى، مثل الرئيس الراحل السادات الذى كان يرتدى بدلته العسكرية دوماً فى ذكرى الاحتفال بحرب أكتوبر المجيدة». واعتبر «عبدالمنعم» أن هذه لم تكن المرة الأولى التى يظهر بها «السيسى» بنفس الزى العسكرى، فقد ظهر بها فى احتفاليات تخرج دفعات من القوات المسلحة، ولكن الاختلاف هذه المرة أنه لم يرتد «الكاب» لأنه لا يصح أن يرتدى ضابط بالقوات المسلحة غطاء أو طاقية على رأسه فى حالة وجوده تحت سقف أو مكان مغلق. وأضاف: «السيسى يقدر يلبس البدلة فى العروض العسكرية وزيارة القيادة العامة للقوات المسلحة، كما أن البروتوكولات العسكرية تعطى للرئيس الحق فى ارتداء البدلة العسكرية «حتى لو ما شاركش أبداً فى حروب سابقة» وفى حالة إذا ما كان رجلاً مدنياً لأنه فى النهاية القائد الأعلى للقوات المسلحة».